العراق: مشروع جديد للمصالحة الوطنية يقوم على العشائر

العراق: مشروع جديد للمصالحة الوطنية يقوم على العشائر

29 يوليو 2015
العشائر كافة ستشارك بالمبادرة الوطنية (Getty)
+ الخط -
بحث رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، مع وفد عشائري إطلاق "مبادرة وطنية" لتعزيز دور العشيرة في توحيد الصف، فيما أبدى دعمه الكامل لأي مبادرة من شأنها حشد الجهد العشائري خلال المرحلة الحالية.

وذكر بيان لمكتبه الإعلامي، اليوم الأربعاء، أنّ "الجبوري استعرض خلال اللقاء دور العشائر العراقية والأهداف المرجوة خلال المرحلة الحالية"، مبيناً أنّه "بحث أيضاً إطلاق مبادرة وطنية من قبل لجنتي المصالحة والعشائر النيابيتين لتعزيز دور العشيرة في توحيد الصف وتعزيز أواصر الأخوّة بين أبناء الوطن الواحد".

اقرأ أيضاًواشنطن وباريس تضغطان على العبادي لقبول المصالحة الوطنية

وأكّد الجبوري "دعمه لأيّ مبادرة من شأنها حشد الجهد العشائري خلال المرحلة الحالية مع باقي الجهود، واستعادة العشيرة لدورها المعهود".

من جهته، قال الشيخ عبد الله السعدي، وهو أحد الشيوخ الذين حضروا الاجتماع، إنّ "الجبوري بحث مع الوفد العشائري إطلاق مشروع للمصالحة الوطنية على أن يكون للعشائر الدور الأبرز فيه".

وأوضح السعدي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "الجبوري ركّز على دور العشائر كونها هي اللبنة الأساسية التي من الممكن أن تعتمد في المصالح الشعبية، لأنّها تتجاوز البعد الطائفي وتنطلق من عربية العراق وأصالة عشائره".

وأضاف أنّ "الوفد العشائري أبدى استعداده للتعاون مع الجبوري في هذه المبادرة لأنّها خطوة هامة لحقن دماء العراقيين"، مؤكّداً "ستكون هناك لقاءات أخرى مع رئيس البرلمان لوضع أساسيات المبادرة والشروع بالعمل على إطلاقها".

وأشار إلى أنّ "العشائر العراقية من المحافظات كافة ستشارك في هذه المبادرة".

من جهته، رأى النائب عن تحالف القوى العراقية أحمد سلمان، أنّ "تحرك الجبوري باتجاه البحث عن مبادرة جديدة، يثبت أنّ السياسيين العراقيين أيقنوا بفشل مشروع المصالحة الوطنية".

وقال سلمان لـ"العربي الجديد"، إنّ "مشروع المصالحة السابق استهلك وقتاً وأموالاً كبيرة للغاية، وهو معروف منذ البداية بفشله وعدم الجدوى منه"، مشيراً إلى أنّه "كان من المفترض أن يلغى المشروع منذ بدايته، فقد كان مجرد شعارات ومادة للاستهلاك الإعلامي".

وأشار إلى أنّ "توجه الجبوري باتجاه العشائر العراقية لتتبنى المشروع الجديد هو خطوة صحيحة"، مبيناً أنّ "العشائر العراقية الأصيلة تتجاوز كل ما يفرّق لحمة العراقيين، وتستطيع أن تؤثر في أوساط أبنائها".

وأكّد أنّ "أي مشروع للمصالحة يراد له النجاح، إذ يجب أن يبعد عن المساومات والصفقات السياسية، وإلّا فإنّه لن يكون بأفضل من المشاريع السابقة".

وكان السياسيون العراقيون قد أطلقوا منذ سنوات عدّة مشروعا للمصالحة الوطنية، ورصدت له مليارات الدولارات، غير أن المشروع لم يقدّم أيّ شيء للمواطن العراقي إلّا الشعارات، الأمر الذي دفعهم إلى البحث عن مشروع جديد.

فيما رأى الخبير السياسي، محمود القيسي، أنّ "العراق ليس بحاجة لمصالحة وطنية بقدر ما يحتاج من مصالحة سياسيّة".

وقال القيسي لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأحزاب السياسية العاملة في العراق كل منها مرتبط بأجندات خارجية تعمل وفقاً لمصالح إقليمية معروفة، وإنّ المصالحة بين أبناء الشعب لا تخدم تلك الأجندات، لذا فإنّها (الأحزاب) تعمل على تحويل المصالحة لشعارات فقط، وتؤجج الطائفية بين أبناء الشعب الواحد".

وأضاف أنّ "المصالحة الحقيقة في العراق تكمن بالتخلص من كل هذه الوجوه، التي تتحكم بمصائر العراقيين، وإلّا فلا مصالحة في البلد".

يشار إلى أنّ نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي (المكلف بمشروع المصالحة الوطنية)، تحدّث في وقت سابق، عن وجود قوى حكوميّة متمرسة في مواقفها الطائفية تعرقل المشروع، مشيراً إلى أنّ مسوّدات بعض القوانين المقدمة إلى البرلمان تتعارض تماماً مع الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة والوحدة في مواجهة مخاطر "الإرهاب".

اقرأ أيضاًمؤتمر عراقي للمصالحة الوطنية برعاية أميركية خليجية أردنية