العراق: تعيين ممثل لخامنئي يثير استياء واسعاً في البلاد

العراق: تعيين ممثل لخامنئي يثير استياء واسعاً في البلاد

29 يوليو 2015
تخوفات من توسع النفوذ الديني الإيراني في العراق (Getty)
+ الخط -
أثار إعلان وسائل إعلان إيرانية، مساء الثلاثاء، عن قرار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، تعيين ممثلٍ له في العراق، في خطوة هي الأولى من نوعها، منذ اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، استياءً شعبياً وسياسياً في العراق.

وأعلنت وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية، أنّ "خامنئي عين مجتبى حسيني، ممثلاً له في النجف"، مؤكّدة وصول وفد إيراني، ضم مستشاري المرشد الأعلى للشؤون الإسلامية والاتصالات الدولية، إلى النجف لتقديم حسيني، ولقاء عدد من المسؤولين في الحكومة العراقية والقيادات الدينية والمراجع الفقهية.

وقوبل هذا القرار القاضي، بتعيين ممثل للمرشد الإيراني في العراق، برفض سياسي وشعبي كبيرين، خصوصاً في التيار العربي القومي والوطني والكتل السنية والكردية، فيما لاقى القرار ترحيباً "يتيماً" من الكتل والأحزاب الموالية لإيران، فضلاً عن مليشيا "الحشد الشعبي"، بينما أكّد مراقبون أن هذا القرار يمثل الخطوة الأولى لانتقال العراق إلى نظام "ولاية الفقيه".

وقال عضو "اتحاد القوى العراقية"، محمد عبدالله المشهداني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "العراق بلد ديمقراطي قائم على أساس المؤسسات الدستورية والقانونية، ولا يمكن حكمه من خلال رجال الدين أو ممثليهم". مبيناً أن تعيين ممثل لخامنئي في العراق يُمثل خرقاً للسيادة العراقية، وتعزيزاً للتمدد الإيراني في المنطقة.

وأبدى المشهداني، استغرابه من توقيت قرار تعيين ممثل خامنئي في العراق، الذي أعقب زيارة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ما يشير إلى اتفاق رسمي مع السلطات العراقية، على هذا القرار، مُحذّراً من تبعات "ارتماء الحكومة العراقية في أحضان إيران وتأثير ذلك على علاقاتها بدول الجوار".

وفي سياقٍ متّصل، أكّد رئيس منظمة "حرية العراق"، محمد السعدون، أنّ التيارات الليبرالية ومنظمات المجتمع المدني في العراق، مُتخوفة من توسع النفوذ الديني في البلاد، مُبيناً خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ وجود ممثل لخامنئي في النجف، يشير إلى تحوّل تدريجي للنظام السياسي في العراق إلى مبدأ "ولاية الفقيه" على غرار إيران.

وأوضح السعدون، أنّ "المرحلة ستشهد سطوة رجال الدين، بعدما مهدوا لذلك عن طريق سيطرتهم على الشارع في بغداد والمحافظات الجنوبية مستغلين نفوذهم في مليشيا (الحشد الشعبي)، التي أصبحت السلطة العسكرية الأولى في العراق".

من جهته، حذّر المحلّل السياسي، أركان الشيخلي، من خطورة هذه الخطوة التي تعزز التبعية العراقية لإيران، مُؤكّداً لـ"العربي الجديد"، أنّ "زيارة وزير الخارجية الإيراني الأخيرة إلى العراق، وقرار تعيين ممثل لخامنئي، يشيران إلى سيطرة إيران على الموقف السياسي والديني في البلاد".

ولفت الشيخلي، إلى أن "خطوات إيرانية سابقة عزّزت هيمنتها على الاقتصاد العراقي وتركيبته الإجتماعية، وتمكنت من أحداث تغييرات ديموغرافية، لصالحها في بعض المناطق التي حررتها القوات العراقية ومليشيا (الحشد الشعبي) من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وأشار الشيخلي، إلى أنّ "الفرصة أصبحت مواتية لإيران، اليوم، لنشر سياستها في الدول التي تسيطر على حكوماتها، كالعراق وسورية ولبنان".

اقرأ أيضاًسليماني في بغداد منعاً لانهيار التحالف الشيعي

دلالات