اليمن: خروق المليشيات تُفشل الهدنة الثالثة

اليمن: خروق المليشيات تُفشل الهدنة الثالثة

28 يوليو 2015
صمود الهدنة يتيح إيصال المساعدات لليمنيين(محمد حويس/فرانس برس)
+ الخط -

أكدت الدقائق الأولى التي أعقبت دخول الهدنة الثالثة في اليمن حيز التنفيذ ليل الأحد ـ الإثنين أن صمودها لن يكون ممكناً على الأقل في ما يتعلق بالمعارك الداخلية، وخصوصاً بعد اختراقها منذ دقيقتها الأولى من قبل مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في الضالع ولحج وتعز، فضلاً عن قصف عدن في تأكيد منهم على الاستمرار في الحرب الداخلية. وتزامن ذلك مع استمرار تلويح المليشيات بمزيد من التصعيد، بعدما ذكرت تقارير أن "16 حزباً يمنياً يفوضون زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي لتحديد الخيارات الاستراتيجية للرد على الغارات".

في موازاة ذلك، شكلت هذه الخروق عاملاً محفزاً لـ "المقاومة" لبدء عملية تحرير الحوطة عاصمة محافظة لحج في الجنوب، في ظل اتجاه الأوضاع نحو تحرير كامل إقليم عدن وتأمينه بتحرير إقليم الجند، وسط دعوات الأمين العام للأمم المتحدة، بان كان مون، إلى الموافقة على الهدنة والالتزام بها.

اقرأ أيضاً: الإعلام يوثق جرائم الحوثيين... وغياب للمؤسسات الدولية

وعلمت "العربي الجديد" من مصادر سياسية في صنعاء أن دعوة الأمم المتحدة، أمس الإثنين، والتي خصّت الحوثيين وحلفاءهم، جاءت بعد أن اعتذر الحوثيون عن إبداء أي موقف من الهدنة، بمبرر أنه لم يصلهم أي خطاب رسمي من الأمم المتحدة بشأن الهدنة. وكان لافتاً في البيان الأممي الإشارة إلى أن الهدنة وتمديدها أصبح "أمراً حتمياً على ضوء الأعداد المتزايدة من الضحايا المدنيين".

أما التحالف العشري فاكتفى بالرد على خروق المليشيات، تماشياً مع تأكيده في بيان إعلان الهدنة أن التحليق بطائرات الاستطلاع أحد الشروط المرتبطة بالهدنة، والذي ينص على أنه "في حال استمرار قيام المليشيات الحوثية والقوات الموالية لها بأي أعمال أو تحركات عسكرية في أي منطقة فسوف يتم التصدي لها من قبل قوات التحالف، مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري والاستطلاع الجوي لأي تحركات لمليشيات الحوثي والقوات الموالية لها".

في غضون ذلك، ساد الغموض حول مصدر ست ضربات شنتها طائرات مجهولة المصدر استهدفت "المقاومة" في جبهة بله في محافظة لحج وعلى مقربة من قاعدة العند الاستراتيجية، متسببة في سقوط 12 قتيلاً على الأقل. ففي حين تقول مصادر إن التحالف نفذ غارات جوية بالخطأ، إلا أن مصادر أخرى قالت إن مليشيات الحوثيين والمخلوع استخدمت إحدى الطائرات داخل قاعدة العند الجوية، وقامت بقصف قوات "المقاومة" لمنعها من التقدم نحو قاعدة العند الجوية، في محاولة لفك الحصار المفروض على القاعدة منذ أكثر من أسبوع. كما تحدثت المصادر عن احتمال ثالث، مشيرة إلى اتهامات لطائرات أميركية بدون طيار، بتنفيذها.

وكانت المليشيات قد حاولت شنّ هجوم على "المقاومة" وقوات الجيش الموالي للشرعية، الذين يحاصرون معسكر لبوزة، شمال غرب قاعدة العند الجوية مع بدء سريان الهدنة. كما دارت معارك على مداخل مدينة الحوطة جنوب قاعدة العند الجوية. وتفيد مصادر لـ "العربي الجديد" أن طائرات التحالف عادت بعد ساعتين من خرق الهدنة الإنسانية لقصف مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، في لحج وقاعدة العند وشمال عدن وفي أبين.

وبدأت "المقاومة" والجيش الموالي للشرعية منذ يوم الأحد عملية تحرير مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج وصولاً إلى تحرير قاعدة العند الجوية المحاصرة. وتسعى "المقاومة" والجيش الموالي للشرعية والتحالف إلى تحرير لحج وأبين والضالع، بما يعني تأمين عدن من خلال تحرير كامل إقليم عدن، فضلاً عن تحرير إقليم الجند.

وأوضح المتحدث الرسمي لـ "مجلس قيادة المقاومة في عدن"، علي الأحمدي، لـ "العربي الجديد" أنه "بعد مرور نصف ساعة على الهدنة قامت المليشيات بقصف لأحياء عدن الشمالية، بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا"، مشيراً إلى أنه تم التعامل مع مصدر النيران بشكل فوري من قبل طيران التحالف. كما أشار الأحمدي إلى أن "المقاومة قامت بترتيب عملية خاطفة، لتطهير وتمشيط الجيوب المتبقية في دار سعد".

وفي تعز كثّف الحوثيون عملياتهم العسكرية وقصفهم في المدينة، التي يفرضون عليها حصاراً وسط انقطاع لخدمات الإنترنت. وصعّد الحوثيون هجومهم في منطقة جبل صبر الاستراتيجي في المدينة ومناطق حدنان ومشرعة، بالتزامن مع استمرار المواجهات في أحياء المدينة بعد وصول تعزيزات إليها من خارج المحافظة. ويظهر التصعيد أن الحوثيين وحلفاءهم يحاولون تحقيق نصر حاسم لاستباق أي تحرك أو دعم بري للمدينة، وكذلك تعويض خسائرهم في عدن ومحيطها.

اقرأ أيضاً اليمن: الهدنة تعيد إحياء الجهود السياسية