"نيويورك تايمز": هل يصبح "داعش" دولة قائمة بذاتها؟

"نيويورك تايمز": هل يصبح "داعش" دولة قائمة بذاتها؟

21 يوليو 2015
صعوبة في القضاء على "داعش" (فرانس برس)
+ الخط -
تساءلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن إمكانية تحول تنظيم "الدولة الإسلامية"، "داعش"، إلى دولة قائمة الذات، تتمتع بالشرعية مثل سائر دول العالم، في ظل لجوئه إلى استخدام العنف والإرهاب كوسيلة لتحقيق أهدافه.

مقال الصحيفة الأميركية ذكر أن "الدولة الإسلامية" يستخدم الإرهاب لإجبار الناس على إطاعته ولترهيب أعدائه، وأضاف أن التنظيم بسط سيطرته على أراضٍ واسعة، ودمر آثاراً تاريخية عدة، واستهدف الأقليات، وسبى النساء وحوّل الأطفال إلى قتلة.

مقابل ذلك، أشار مقال الصحيفة إلى أن القياديين في التنظيم يمتنعون، على ما يبدو، عن تلقي الرشى، وأن "داعش" يتفوق في ذلك على النظام السوري الفاسد، والحكومة العراقية التي سلب منها أراضيَّ كانت خاضعة لسيطرتها.

"في إمكانك أن تسافر من الرقة إلى الموصل، ولن يتجرأ أحد على اعتراض سبيلك حتى لو كنت تحمل معك مليون دولار"، كما جاء في تصريح أدلى به للصحيفة شخص يدعى بلال، يقيم في الرقة، التي أصبحت عاصمة "داعش" بحكم القوة، "لن يتجرأ أي أحد على سلب دولار واحد منك".

مقال "نيويورك تايمز" أبرز كذلك أن تنظيم "داعش" بعد سيطرته على أراضٍ واسعة ووضعه آليات ممارسة الحكم، أضحى يسير على طريق التحول إلى دولة قائمة الذات تعتمد على العنف والإرهاب كأدوات لبلورة أهدافها. وأضاف المقال، أن هذا الأمر هو واقع ملموس بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها "الدولة الإسلامية"، الذي تمكن من توفير استقرار نسبي في منطقة تعمها فوضى الحروب والخراب، وملء الفراغ الذي تركته الحكومات الفاسدة، التي لجأت بدورها إلى العنف لتحقيق أهدافها، من خلال الاعتقال والتعذيب والسجن.

وتطرق المقال إلى أنه على الرغم من عدم توقع أي كان أن يصبح "الدولة الإسلامية" كياناً معترفاً به يشتغل مثل سائر الدول، فإن التنظيم سائر في طريق وضع الآليات التي تضمن ممارسة الحكم، كإصدار وثائق ثبوت الهوية لفائدة المقيمين ضمن مناطقه، وتفعيل توجيهات، مثل ضبط ممارسة نشاط الصيد لحماية الثورة السمكية، وإلزام السائقين على حمل عدة الصيانة في حال وقوع أضرار مفاجئة في العربات.

الصحيفة الأميركية، التي تطرقت لنماذج تاريخية تحولت من خلالها تنظيمات تبنت العنف إلى قواعد تأسست عليها أنظمة دول عدة، أبرزت أن إمكانية انتقال "داعش" إلى دولة كما هو متعارف عليه، أمر في حد ذاته يتطلب قيام الغرب بإعادة النظر في استراتيجيته التي يطغى عليها الطابع العسكري في مواجهة التنظيم.

وعن الأشخاص الذين يقيمون في المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش"، ذكر مقال "نيويورك تايمز" أن العنف الذي يمارسه التنظيم ينظر إليه بطريقة مختلفة عن نظرة الغرب، موضحاً أن السوريين والعراقيين تعودوا على العنف، لاسيما في العراق التي عاش سكانها أزيد من عقد من الزمان مع الحرب، وقبل ذلك ذاقوا مرارة العيش في ظل دولة بوليسية فاسدة أثناء فترة حكم صدام حسين وحزب البعث.

كما أوضح المقال، أن هؤلاء الأشخاص يحسون، الآن، بوجود قدر نسبي من الانضباط وشوارع أكثر نظافة، على الرغم من أنه يصعب كثيراً، في الوقت الراهن، تخيل أن يتحول "الدولة الإسلامية" إلى دولة تتمتع بالشرعية، لديها مطاراتها وجوازات سفر خاصة بها.

اقرأ أيضاً: الانقسامات في صفوف "داعش" تخرج إلى العلن