الزبداني من الهجوم للحصار... وصيد ثمين للتحالف برؤوس "داعش"

الزبداني من الهجوم للحصار... وصيد ثمين للتحالف برؤوس "داعش"

15 يوليو 2015
لا يزال حزب الله والنظام يقصفان الزبداني بشكل عنيف(الأناضول)
+ الخط -
سجّل التحالف الدولي، منذ أن بدأ بشن غاراته على (تنظيم الدولة الإسلامية) "داعش"، في سبتمبر/أيلول 2014، ضربة قوية في اليومين الماضيين في سورية، على طريق دير الزور ــ الرقة، شرقي سورية، بقتل "الوالي" السابق لدير الزور (يطلق عليها التنظيم ولاية الخير)، عامر الرفدان، في حين لا تزال الأنباء غير مؤكدة، حول مقتل والي الحسكة (ولاية البركة) أبو أسامة العراقي.

وتفيد مصادر محلية مطلعة شرقي سورية لـ"العربي الجديد"، أنّ الرفدان قُتل يوم الإثنين، إثر غارة للتحالف على طريق دير الزور ــ الحسكة. وهو ما يؤكّده الناشط وسام العربي من محافظة دير الزور لـ"العربي الجديد"، قائلاً: "أهل قرية جديد عكيدات أكّدوا مقتل الرفدان، مشيرين إلى أنّه دُفن في المنطقة، بعد إصابته بغارة للتحالف". وتقع قرية جديد عكيدات، مسقط رأس الرفدان، في ريف المدينة الشرقي، وتبعد عن مركز المحافظة نحو خمسة عشر كيلومتراً. كما أنّها قريبة من منطقة تحوي حقول نفط وغاز، أهمها حقل "كونوكو" و"الجفرة" اللذين يبعدان عنها أقل من خمسة كيلومترات.

وتؤكد المصادر أنّ الرفدان يُعتبر من أهم الأشخاص الذين سهّلوا دخول "داعش" إلى محافظة دير الزور، إذ عيّنه التنظيم والياً عليها، لكنه نُقل العام الماضي إلى العراق، بعد نشوب خلافات في أوساط التنظيم في دير الزور، إثر ازدياد عدد المقاتلين الأجانب عن المحليين، ومطالبتهم بأن يكون الأمير منهم، وهو ما تم لاحقاً.

وفي حين تأكّد مقتل الرفدان، لا تزال المعلومات غامضة حول مقتل أبو أسامة العراقي. وتشير معلومات صحافية إلى أنّ العراقي هو أحد أبرز القيادات الجهادية التي دخلت إلى سورية قادمة من العراق أواخر عام 2011، مبينة أنّ العراقي قام بدور أساسي في الانقسام الذي حصل في أبريل/نيسان 2013، بين "جبهة النصرة" ودولة العراق، عندما تم إعلان تشكيل "الدولة الإسلامية في العراق والشام".

لكن ناشطين في المنطقة الشرقية، قالوا لـ"العربي الجديد"، إنّه "لا توجد أي إشارة حتى الآن، تؤكد الأنباء التي تحدثت عن مقتل العراقي". وتكمن أهمية هذا القيادي، بحسب الناشطين، في كونه واحداً من الشخصيات التي يثق بها التنظيم، وهو من أبرز القيادات المقربة إلى زعيمه أبو بكر البغدادي. كما أنّ التنظيم لم يؤكد أو ينف حتى الساعة، الأنباء التي تحدثت عن مقتل قياديين له في غارات جوية، إذ يتحفظ عادة عن ذكر خسائره البشرية. وكذلك لم يصدر أي بيان رسمي عن التحالف الدولي بهذا الصدد.

اقرأ أيضاً سورية: مقتل اثنين من قادة "داعش" بغارات للتحالف

على صعيد آخر، تواصلت المعارك العسكرية على مدينة الزبداني، لليوم الحادي عشر على التوالي، والتي كان قد بدأها النظام السوري وحزب الله في 4 يونيو/ تموز الجاري. لكن وعلى الرغم من تواصل القصف المدفعي والصاروخي العنيف، وكذلك شن الطيران الحربي لعشرات الغارات، ورمي المروحيات النظامية البراميل المتفجرة يومياً على المدينة، إلا أنّ محاولات الاقتحام البري، والتي تركّزت في الجهة الغربية للزبداني، باتت أخف حدة من السابق، بعد أن كلّفت المحاولات السابقة، قوات النظام خسائر بشرية كبيرة.

وعلى الرغم من مرور أكثر من سنتين على الحصار الذي يعيشه مئات المقاتلين، وهم من السكان المحليين للزبداني، وعدم توفر أي طرق إمداد لهم، إلّا أنّه بات من الواضح بعد مرور نحو أسبوعين على خوضهم المعارك الضارية، أنهم لا يزالون يسيطرون على الوضع داخل المدنية، والتي باتت شبه مدمّرة. وفي الأيام القليلة الماضية، لعب إعلام النظام، على وتر عدم الاستعجال في حسم المعركة، محاولاً التلميح، إلى أنّ المعركة محسومة لكنها بحاجة إلى وقت أطول. وهي لهجة مختلفة عن تلك التي سادت في بداية الحملة من أنها ستكون سريعة وحاسمة. الوضع العسكري على أرض الزبداني بات أقل ضراوة خلال اليومين الأخيرين، إلا أنّ محاولات الاقتحام شبه اليومية المحدودة، تشير إلى أنّ النظام وحزب الله مستمران في القصف العنيف.

وفي سياق متصل، صعّدت قوات النظام، عملياتها العسكرية خلال الساعات الأخيرة في مناطق عدة في ريف دمشق، إذ استهدفت، أمس الثلاثاء، بلدة الديرخبية في الغوطة الغربية، بشتى أنواع الأسلحة والطيران الحربي، إضافة إلى استهداف بلدة حفير الفوقا في القلمون الغربي، وغارتين على مدينة دوما في الغوطة الشرقية.

ويلفت عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، عمر الحميد، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "النظام يصعد هجماته في الغوطة الغربية، جراء مخاوفه من وصول المقاتلين إلى مناطق قرب مطار المزة العسكري، فقام بوضع عشرات الحواجز العسكرية المحصنة، وكان آخرها تفجير وتلغيم أكثر من 500 منزل قريب من المطار". أما في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، فقد استهدف الطيران الحربي أطراف مدينة دوما بغارتين جويتين، في وقت دارت اشتباكات عنيفة على أطراف حي جوبر.

اقرأ أيضاً: قتلى في دوما والمعارضة تُفشل تقدّم النظام بالزبداني

المساهمون