فشل هدنة اليمن يحرج الأمم المتحدة

فشل هدنة اليمن يحرج الأمم المتحدة

13 يوليو 2015
تبادل الخروقات أسقط الهدنة من اليوم الأول (فرانس برس)
+ الخط -
لا يبدو أن الهدنة في اليمن، التي أعلن أنها بدأت مساء الجمعة، قادرة على فرض نفسها، وسط استمرار العمليات العسكرية وغارات التحالف العشري على مواقع الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. ومع عدم بروز بوادر إيجابية حول إمكانية نجاح الهدنة، باتت الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في وضعٍ حرجٍ.

وقد يؤدي هذا الوضع إلى تغيير استراتيجات عدة، أكان في طريقة التعاطي الأممي مع تجاهل أطراف عديدة داخلية وإقليمية للهدنة، أو في احتمال تقديم ولد الشيخ أحمد استقالته في حال لم يتم إنقاذ الهدنة. واعتبر مصدر سياسي مقرّب من المبعوث الأممي، طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "عدم تطبيق الهدنة بعد الإعلان عنها، يضع ولد الشيخ أحمد ودور الأمم المتحدة في حرجٍ غير مسبوق". وأشار إلى أنه "ما لم تتخذ إجراءات لإنقاذ الهدنة وإلزام الأطراف باحترامها، فإن الدور الأممي سيصبح أقل قيمة في الفترة المقبلة، وخصوصاً أن فشل الهدنة جاء بعد فشل الأمم المتحدة بإحراز أي تقدم في مشاورات جنيف، التي رعتها منتصف يونيو/ حزيران الماضي".

في السياق، أرجعت مصادر سياسية مطلعة فشل الهدنة إلى عدم التزام الأمم المتحدة بالشروط التي وضعها الرئيس عبدربه منصور هادي في رسالته إلى بان كي مون، والتي أبدى فيها الاستعداد للهدنة مقابل تسعة شروط، منها الانسحاب من بعض المدن.

اقرأ أيضاً: مصر واليمن يوقّعان على بروتوكول تعاون أمني

كما ذكرت مصادر أخرى أن "فشل الهدنة يعود إلى عدم التزام الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بها، إذ استقدموا تعزيزات بالتزامن مع بدء الهدنة، ما يعزز أنهم يسعون لاستغلال الهدنة لتحقيق انتصارات عسكرية، وهو ما لم يقبل به التحالف".

ميدانياً، تواصلت المواجهات الميدانية والغارات الجوية لليوم الثاني من الهدنة على التوالي، في مختلف الجبهات وبنفس وتيرة الأيام الماضية. وسقط العشرات من القتلى والجرحى في معارك بمحافظة تعز، التي كسرت فيها "المقاومة الشعبية" محاولات تقدم للحوثيين وسيطرت على مواقع جديدة، فيما أعلنت "المقاومة" في محافظة إب، الواقعة إلى الشمال من تعز، أنها ستكثف عملياتها لرفع الحصار عن تعز.

وفي محافظة مأرب، دفع الحوثيون والموالون لصالح بتعزيزات بالتزامن مع بدء الهدنة، ونفذوا هجوماً على جبهات عدة، حيث تدور معارك عنيفة، كما نفّذ التحالف العديد من الغارات مستهدفاً تعزيزات ومواقع مختلفة غرب المدينة، ونتج عن المواجهات والغارات سقوط العشرات من القتلى والجرحى. وذكر شهود عيان لوكالة "الأناضول"، أن "طيران التحالف قصف، مساء السبت، تجمّعات للحوثيين في حي سعوان، ومخازن أسلحة في جبلي نقم والنهدين، وصالة الخيول بالعاصمة صنعاء". وفي عدن، جنوبي البلاد، أوضح سكان محليون لـ"الأناضول"، أن "الطيران قصف تجمعات للحوثيين بالقرب من ميناء عدن في المعلا ومنطقة البساتين والعريش".

في سياق آخر، وقّعت الحكومتان المصرية واليمنية، أمس الأحد، عدداً من الاتفاقيات التي تدعم مجالات العمل المشترك بين البلدين، أبرزها ما يتعلّق بمكافحة "الإرهاب". وجاء التوقيع على هامش اختتام أعمال الدورة الثامنة للجنة العليا المصرية اليمنية المشتركة، التي بدأت بالقاهرة، يوم الخميس، بحضور رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب، ونائب الرئيس اليمني، رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح. وكان بحاح وصل إلى القاهرة، في وقت سابق أمس، آتياً من السعودية، في زيارة لم يعلن عن مدتها.

اقرأ أيضاً: هكذا قتل الحوثيون "الثورة"