خطوط حمراء تركية في سورية... وتسريبات صحافية لأشكال التدخل

خطوط حمراء تركية في سورية... وتسريبات صحافية لأشكال التدخل

02 يوليو 2015
تركيا ترفع من تدابيرها الأمنية على حدودها مع سورية(الأناضول)
+ الخط -
لا تزال طبول الحرب تقرع في تركيا على الرغم من اللهجة الهادئة التي تحلّى بها بيان مجلس الأمن القومي، وما تلاه من تهدئة وتطمينات من قِبل رئيس حكومة تصريف الأعمال أحمد داود أوغلو، أول من أمس، وذلك بينما تستمر المحادثات غير الرسمية لتشكيل الحكومة الجديدة وانتخاب رئيس البرلمان التركي.

واستمرت الصحف التركية الموالية لحزب "العدالة والتنمية" في نشر التقارير التي تؤكّد خطر كل من تنظيم "داعش" وقوات الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) الذي يُتهم بارتكابه تطهيراً عرقياً في مدينة تل أبيض وبسعيه إلى إنشاء ممر كردي لقوات حزب العمال الكردستاني على الحدود الجنوبية، أي ما يجعل الوسط والغرب التركي تحت نيران قوات العمال الكردستاني.

اقرأ أيضاً: تركيا لمنطقة آمنة لا عازلة بغطاء دولي... و"داعش" يتحضّر 

وحددت التقارير عدداً من الخطوط الحمراء، يتقدمها عدم السماح بسقوط مدينة أعزاز في ريف حلب بيد "داعش"، وأيضاً عدم السماح للاتحاد الديمقراطي بالتوجه غرباً نحو جرابلس.
ونشرت صحيفة "يني شفق"، القريبة من حزب العدالة والتنمية، والتي يمكن اعتبارها المتحدثة الرسمية باسمه، تحقيقاً من داخل مدينة أعزاز التي تعتبر أحد أكبر معاقل المعارضة السورية، والتي تخوض حرباً شرسة منذ أسابيع مع "داعش"، عنونته الصحيفة: "إن سقطت اعزاز، سيتم إنشاء الدولة الكردية". وأكد كاتب التحقيق، جهاد أرباجك، أنّ سقوط اعزاز في يد "داعش" سيمنح قوات الاتحاد الديمقراطي سبباً إضافياً للتوجه غرباً بحجة ضرب "داعش" تحت تغطية طيران التحالف، وبالتالي ستسعى القوات الكردية إلى وصل مناطق الإدارة الذاتية في كل من عين العرب والجزيرة وتل أبيض في عفرين.

أما صحيفة "تركيا"، المقربة من حزب "العدالة والتنمية" أيضاً، فقد أكدت أن اجتماع مجلس الأمن القومي التركي، حدد عدداً من الخطوط الحمراء، يتقدمها عبور الاتحاد الديمقراطي نهر الفرات غرباً وتوجهه نحو مدينة جرابلس التي ما زالت تحت سيطرة "داعش"، إذ إنه لدى الجيش التركي الأوامر بالحركة من دون العودة إلى الحكومة في حال تم ذلك.

يتزامن ذلك مع ارتفاع التوتر في شرق تركيا بين كل من الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني، بعد تهديدات أحد قيادات الكردستاني، مراد قرايلان، بتحويل تركيا إلى ساحة حرب في حال تعرض الجيش التركي لمناطق الإدارة الذاتية التي أعلنها جناحه السوري، ليرد الجيش التركي بتوجيه ضربات جوية ومدفعية لمعاقل الكردستاني في كل من تركيا والعراق، والتي لم تتعرض للقصف منذ عام 2013. ضربات أكدتها القيادة العامة لقوات الدفاع الشعبي الكردستاني التابعة للعمال الكردستاني في بيان صدر الثلاثاء، معتبرةً أنّ تصرفات الجيش التركي قد أنهت وقف إطلاق النار المعلن من طرف واحد، محتفظة بحق الرد.
في غضون ذلك، عرض الرئيس المشارك للشعوب الديمقراطي، صلاح الدين دميرتاش، أول من أمس، الوساطة بين كل من أنقرة وحزب الاتحاد الديمقراطي، على الرغم من معرفته بأن صاحب القرار النهائي في ما يخص الاتحاد الديمقراطي والتطورات في سورية هي مقرات الكردستاني في جبال قنديل. وأكد دميرتاش أن "الشعوب الديمقراطي جاهز للتوسط في إزالة التوتر الحاصل بسبب الأحداث الأخيرة التي جرت في سورية، سواء لإزالة المخاوف التركية أو مخاوف الاتحاد الديمقراطي، ولبناء الثقة بين الطرفين"، لافتاً إلى أنّ "هذه الوساطة لم يتم تجريبها قط".

واعتبر دميرتاش أنه "بدلاً من إرسال الجيش والدبابات ووحدات المدفعية، وإنشاء منطقة عازلة، فلنرسل الساسة. إننا مستعدون لمهمة السلام، فليكن هناك قناة حوار، لم ننقل رؤيتنا للحكومة الحالية بعد لأنها حكومة انتقالية، إن البلاد تنحدر باتجاه الحرب، ونحن سنبذل جهدنا لرفع صوت السلام".

من جهته، أكد نائب رئيس العدالة والتنمية للشؤون الخارجية، ياسين أكتاي (كردي)، بأن "السكين وصل العظم" من ناحية المخاطر الأمنية على الحدود السورية، مشيراً إلى أن تركيا لم تدخل الحرب بعد، ولا تزال الإجراءات حتى الآن في إطار حماية حدودنا ومنع التغيير الديموغرافي الذي تحاول قوات الاتحاد الديمقراطي إجراءه في المنطقة، لكن من الممكن أن نضطر لدخول سورية لحماية حدودنا من خطر المنظمات الإرهابية. وشدد أكتاي على أن استقبال تركيا لما يقارب المليوني لاجئ سوري، يشكل أيضاً خطراً أمنياً، "نظراً لإمكانية أن يتسرب مع اللاجئين عناصر تابعة للتنظيمات الإرهابية كالعمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي وداعش أيضاً"، على حد وصفه.

يأتي ذلك بينما شنّت شعبة مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن إزمير عملية كبيرة على ما يقارب 22 موقعاً في المدينة، أدت إلى اعتقال سبعة ممن يشتبه بانتمائهم لـ"داعش".

اقرأ أيضاً: تركيا تلوّح بالتدخّل العسكري في سورية

المساهمون