خلافات بين الرئاسات العراقية حول إعداد الجيش

خلافات بين الرئاسات العراقية حول إعداد الجيش

08 يونيو 2015
محاولات إضعاف الجيش تجري لحساب دعم المليشيات (Getty)
+ الخط -

تشكل مسألة بناء الجيش العراقي، والموقف منه، نقطة خلافية بين الرئاسات العراقيّة، وفي الوقت الذي توجه فيه الاتهامات إلى رئيس الحكومة، حيدر العبادي، بالعمل على إفشال المؤسسة العسكرية وعدم السعي لبناء جيش مهني، يحاول رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، السعي إلى بناء الجيش على أسس مهنية وموضوعية.

وقال معصوم، خلال لقائه نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون العراق، بيرت ماكغورك، إنه "يجب توحيد كافة الطاقات والجهود الوطنية العراقية، للسير قدماً نحو بناء جيش اتحادي عراقي قوي ومهني"، مؤكّدا أنّه "ليس أمام العراق سوى امتلاك جيش يعتمد العلوم والنظم العسكرية المتطورة".

ودعا معصوم، بحسب بيان صحافي صدر على هامش اللقاء، التحالف الدولي ضد الإرهاب، إلى "مضاعفة جهوده في تدريب وتسليح الجيش العراقي".

من جهتها، أكّدت انتصار علاوي، مستشار نائب رئيس الجمهورية، إياد علاوي، أنّ الأخير "يسعى حالياً لإطلاق مبادرة لدعم الجيش العراقي، وإعادة بناء خبراته العسكرية من خلال تعزيزه بعناصر الجيش السابق، ممن يتمتعون بالخبرة والكفاءة العالية".

وقالت في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إنّ نائب الرئيس"سيبذل جهده للعمل على إنجاح هذه المبادرة، التي يمكن من خلالها إعادة بناء مؤسسة الجيش، التي يحتاجها العراق، اليوم، أكثر من كل الفترات"، معتبرةً أنه "من خلال الجيش العراقي، يمكن تحرير العراق من سيطرة داعش".

بدوره، رأى الخبير العسكري، عبد العظيم الشمري، وهو لواء ركن متقاعد من الجيش السابق، أنّ "المشكلة في العراق تكمن في أنّ الرئاسات العراقية منقسمة فيما بينها، فرئيس الجمهورية والنواب يسعيان لإعادة ترميم وإصلاح المؤسسة العسكرية وإعادة هيكلتها من جديد، فيما يعمل رئيس الوزراء عكس هذا التيار، من خلال تحجيم دور الجيش، وتضخيم دور الحشد الشعبي" على حسابه.

واعتبر الشمري، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "الأزمة تكمن هنا، لأنّ رئيس الوزراء هو القائد العام للقوات المسلحة، وأنّه هو المسؤول الأول عن هذه المؤسسة، ما يعني أنه يستطيع إفشال أي مسعى لإعادة بناء الجيش، بسبب الضغوط التي يتعرض لها من تحالفه وقادة المليشيات المنضوين ضمن التحالف، ويقودون الحشد الشعبي".

كما أكّد أنّ أي جهد سيبذل لإعادة بناء الجيش سيفشل، إن لم يحدث اتفاق بين الكتل السياسية حول المسألة.

وبحسب الاتفاق السياسي الذي أبرم بين الكتل السنية ورئيس الحكومة، وكشرط من شروط منح الثقة لحكومته، تعهّد العبادي بإعادة بناء الجيش العراقي، وإصلاح المؤسسة العسكرية، وهو الأمر الذي تنصل منه العبادي، بحسب تلك الكتل، التي اتهمته بالسعي لإفشال وتحطيم الجيش العراقي.

اقرأ أيضاً: العراق يستعد لاستقبال طائرات "F16" الأميركية