تسخين جبهة درعا ينتظر "الموك".. وتصفية "داعش"

تسخين جبهة درعا ينتظر "الموك".. وتصفية "داعش"

06 يونيو 2015
الجهات الداعمة ترغب بتصفية "داعش" قبل المعركة الشاملة(ابراهيم حريري/الأناضول)
+ الخط -

جبهة درعا ساكنة تقريباً منذ بعض الوقت، باستثناء المواجهات المتفرقة المرتبطة بما يعرف بخلايا نائمة أو مبايعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، إضافة إلى القصف المتواصل من جانب طيران النظام ومدفعيته، مع غياب المبادرة العسكرية لقوات المعارضة، التي كان آخر عمل عسكري كبير بادرت إليه هو الاستيلاء على معبر نصيب قبل أكثر من شهر.

وكانت رشحت في الأسابيع الأخيرة مؤشرات وتسريبات عدّة حول عمل عسكري كبير تعمل عليه كتائب المعارضة في درعا بالتنسيق مع دعم إقليمي، ربما يشتمل  على نوع من الغطاء الجوي، لكن هذا العمل تأخر حتى الآن لأسباب لا تبدو معروفة، لدرجة دفعت ناشطين للدعوة إلى تظاهرة خرجت قبل أسبوع في مدينة درعا احتجاجاً على سكوت الجبهات، في الوقت الذي لا تغيب فيه طائرات النظام عن سماء المدينة موقعة كل يوم قتلى وجرحى في صفوف المدنيين والمقاتلين.



تصفية "داعش"

وأرجع ناشطون برود الجبهات إلى الخلافات بين قادة الفصائل العسكرية، بحجة قلة الذخيرة وعدم إرسال غرفة عمليات الأردن (الموك) السلاح الثقيل لمقاتلي المعارضة. ويدل على ذلك تغيب بعض الفصائل عن الاجتماع الأخير لغرفة العمليات، والذي كان من المقرر خلاله وضع اللمسات الأخيرة، لتحديد موعد انطلاق العملية العسكرية الشاملة في درعا.

اقرأ أيضاً: معارك المعارضة مع "داعش" تُرجئ المواجهات الكبرى

لكن مصدراً عسكرياً في مدينة درعا أوضح لـ"العربي الجديد" أن التأجيل مرتبط أساساً بطلب الجهات الداعمة تصفية وجود تنظيم "داعش" وأتباعه ومبايعيه في الجبهة الجنوبية قبل البدء بأي عمل عسكري كبير ضد قوات النظام، وهذا ما يفسر الحملات المستمرة على أتباع التنظيم خلال الأسابيع الأخيرة في محافظتي درعا والقنيطرة.

وفي آخر بيان لها، قالت حركة "أحرار الشام" إنها، وبالتعاون مع الفصائل، ستواصل قتال "لواء شهداء اليرموك" "الذي كفر المسلمين واستحل دماءهم وأموالهم، خصوصاً بعد صدور قرار حكم من دار العدل في حوران بثبوت بيعة العصابة المذكورة لتنظيم الدولة الخارجة المارقة ويأمر الفصائل باعتقال قيادات هذه العصابة التي غررت بالجاهلين أتباعهم"، بحسب بيانها. وطلب البيان من أهالي قرى وبلدات حوض اليرموك سحب أبنائهم المغرر بهم من "لواء شهداء اليرموك".

 من جهته، قال "تجمع ألوية العمري" التابع للجبهة الجنوبية إنّه صدّ محاولة لتنظيم "داعش" للتقدّم باتجاه منطقة اللجاة في شرق درعا، وطرد عناصره خارج منطقة اللجاة، نافياً سيطرة التنظيم على أي قرية داخل المنطقة.

 وأفاد ناشطون بقيام خلايا تابعة لتنظيم "داعش" داخل منطقة اللجاة بالسيطرة على ثلاث قرى وهي الشياح، والشومرة، والعلالي، وذلك بعد معارك عنيفة بدأها التنظيم بتفجير سيارة مفخخة على حاجز يتبع لـ"ألوية العمري" من الجهة الشمالية ما أدى إلى مقتل 4 عناصر وجرح عدد آخر.

 وعلى الإثر، سارعت عدد من تشكيلات "الجبهة الجنوبية" و"جبهة النصرة" و حركة "أحرار الشام" بإرسال مؤازرات إلى مناطق الاشتباك لوقف زحف التنظيم. وفيما أكد بيان لـ"ألوية العمري" استرجاع هذه البلدات، قال ناشطون إنها ما تزال تحت سيطرة التنظيم.

ورجح ناشطون أن يكون ظهور تنظيم "داعش" في منطقة اللجاة شرق حوران، مردّه إلى رغبة التنظيم تخفيف الضغط عن لواء "شهداء اليرموك". في حين رأى آخرون أنها محاولة من "داعش" للسيطرة على الطريق الرئيسي شمال اللجاة، استكمالاً لاستراتيجيته الرامية إلى حصار منطقة الغوطة الشرقية من جهة الجنوب وقطع خطوط الإمداد عنها، إضافة إلى سعيه لتأمين اتصال بري مع مجموعاته المنتشرة شمال شرق السويداء.

اقرأ أيضاً: قوات المعارضة السورية تطرد "داعش" من اللجاة في درعا

غير أنّ عضو قيادة الجبهة الجنوبية أيمن العاسمي قال لـ"العربي الجديد" إن محاربة "داعش" في درعا مجرد حجة، واستبعد أن يكون "لواء شهداء اليرموك" بايع تنظيم "داعش". وأوضح أنه تحدث مع قادة "شهداء اليرموك" مثل قائد اللواء أبو علي البريدي ونائبه أبو عبدلله الجاعوني، وأكدوا له أنه لا علاقة لهم بتنظيم "داعش"، وأن هناك من يسعى إلى إلباسهم هذه التهمة عنوة خصوصاً أنهم مثلوا أمام محكمة دار العدل في درعا، وقد برأتهم المحكمة من هذه التهمة.

وأرجع العاسمي الخلاف بين الكتائب في الجنوب و"لواء شهداء اليرموك" إلى احتجاز عناصر اللواء للجنود الدوليين في القنيطرة خلال السيطرة على المعبر العام الماضي، ما أثار وقتها حنق دول إقليمية.

وأرجع تأخير المعركة في حوران إلى انتظار "غرفة الموك" الى حين نضوج هيكلية القيادة في الجنوب، والتي لم تستكمل بعد، بحيث استثني منها حتى الآن فصائل هامة مثل "الفيلق الأول" وجيش اليرموك وفلوجة حوران، وتوقع أن يتم ذلك قريباً. ورأى أن الهدف المقبل لأية معركة سيكون اللواء 52 الذي يقع مقره في الحراك، أي في منتصف حوران، ووجوده يعطل التواصل بين مختلف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، فضلاً عن إعاقته لحركة المواطنين في سعيهم لزراعة أرضهم والتنقل بين القرى.