الخطط الأمنيّة الحكومية تثير رعب أهالي ديالى

الخطط الأمنيّة الحكومية تثير رعب أهالي ديالى

05 يونيو 2015
ثقة الأهالي بالقوات الأمنية انعدمت بشكل كبير (فرانس برس)
+ الخط -

يبدو أنّ ثقة أهالي ديالى بالقوات الأمنية والجهات المسؤولة عنها في المحافظة قد انعدمت بشكل كبير، بعد أن تغاضت تلك القوات عن جرائم كبيرة ارتكبتها المليشيات بحق المواطنين الأبرياء، فضلاً عن توجيه أصابع الاتهام إلى تلك القوات بتقديم الدعم، والإسناد المباشر وغير المباشر للمليشيات المتنفذة في المحافظة.

وأثارت خطة وضعتها اللجنة الأمنيّة في المحافظة تحت اسم "ملاحقة الخلايا النائمة لتنظيم داعش"، مخاوف وفزع المواطنين، معتبرين أنّها ستكون حجة لاعتقال الأبرياء وإثارة الخوف في نفوس النازحين بغية منعهم من العودة إلى مناطقهم.

مسؤول في مجلس محافظة ديالى، قال لـ"العربي الجديد"، إنّ "اللجنة الأمنيّة التي يسيطر عليها قادة مليشيا الحشد الشعبي، عقدت اجتماعاً مغلقاً مع المحافظ الجديد مثنى التميمي (وهو قيادي في الحشد الشعبي) لبحث الوضع الأمني في المحافظة"، مشيراً إلى أنّ "المجتمعين انتهوا بوضع خطة أمنيّة لملاحقة الخلايا النائمة لداعش في المحافظة".

وأوضح المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه، أنّ "الخطة ستطبق في غضون الأيام القليلة المقبلة في كل مناطق المحافظة، وستبدأ من مناطق شمال شرقي المحافظة وهي قضاء المقدادية والقرى السنيّة التي تقع على مقربة من الطريق الذي يصل المحافظة بمنفذ المنذرية الحدودي مع إيران".

كما لفت إلى أنّ "الخطة ستشارك فيها قيادة شرطة المحافظة، والحشد الشعبي، وستسير وفقاً للمعلومات الاستخباريّة التي تقدمها اللجنة الأمنية".

من جهته، أكّد عضو مجلس المحافظة، محمد الكروي، أنّ "ديالى اليوم لا تعاني إلّا من أعمال العنف والتهجير التي تنفذها المليشيات في أغلب مناطق المحافظة".

وقال الكروي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "اللجنة الأمنية لو كانت حريصة على أرواح وأمن المواطنين لوضعت خطة لضرب المليشيات التي تفتك بالأبرياء، وتقتل وتهجّر وتخطف على مرأى ومسمع من القوات الأمنيّة"، موضحاً أنّ "المحافظة اليوم تنحدر انحداراً أمنياً خطيراً، بسبب تنفّذ تلك المليشيات التي تعمل في وضح النهار، كما أنّها تنحدر سياسياً بسبب تغاضي الجهات المسؤولة، في المحافظة ومجلسها عن جرائم المليشيات".

ودعا القائمين على الملف الأمني بالمحافظة إلى "مراعاة المواطنين وأن يتقوا الله فيهم".

بدوره، اعتبر مجلس عشائر ديالى أنّ "خطة اللجنة الأمنيّة ما هي إلّا خطة لزيادة الدعم، والإسناد للمليشيات لينفذّوا أجنداتهم على حساب المواطنين".

وأكّد عضو المجلس الشيخ جمعة العبيدي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "أهالي المحافظة أعربوا عن مخاوفهم من هذه الخطة، التي ستركز على اعتقال الشباب الأبرياء بحجة الانتماء لداعش، كما أنّها ستزرع الخوف في قلوب النازحين، وتقطع حتى أملهم في العودة لمناطقهم".

ورأى العبيدي أنّ "شوكة المليشيات قويت بشكل كبير بعد سيطرتها على منصب المحافظ، الأمر الذي ينذر بمخاطر قد تجر المحافظة إلى حرب أهلية لا يحمد عقباها".

وأشار إلى أنّ "المحافظة اليوم فقدت الثقة بالحكومة المركزية التي تغض الطرف عمّا يجري في ديالى من انتهاكات"، مؤكدّاً أنّ "أزمة ديالى اليوم لا تحلّ إلّا بتدخل دولي يجبر حكومة حيدر العبادي على القبول بالمكونات الأخرى في البلد، وتغيير سياسته تجاهها".

يُذكر أنّ محافظة ديالى تعاني منذ عام تقريباً من أعمال عنف وقتل وتهجير تقوم بها المليشيات التي تمنع النازحين من العودة إلى مناطقهم، في مسعى منها لإحداث تغيير ديموغرافي في المحافظة.

اقرأ أيضاً: 3 أشهر مهلة للعبادي لتحقيق التوازن السياسي

المساهمون