"داعش" يُكره زعماء عشائر عراقية على مبايعته

"داعش" يُكره زعماء عشائر عراقية على مبايعته

04 يونيو 2015
لا قدرة للقيادات العشائرية على رفض المبايعة (Getty)
+ الخط -
أجبر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، زعماء عشائر عراقية على مبايعته، في محاولة لنقل الحرب من صورتها الحالية المحصورة بينه وبين المليشيات لتتوسع إلى القاعدة الشعبية تمهيداً لإعادة سيناريو الحرب الأهلية السابقة.

وأوضح أحد زعماء عشائر الأنبار الموجودين ببغداد، الشيخ محمود السرحان، لـ"العربي الجديد"، أن "الزعماء الذين ظهروا أمس كانوا مجبرين ولا قدرة لهم على رفض المبايعة أو الظهور أمام الكاميرات للهتاف لصالح الخليفة، فقد قتل داعش بالسابق زعماء عشائر رفضوا البيعة تلك، بل وأبيدت عشائر أخرى، كالبوفهد والبونمر بالعراق والشعيطات في سورية، لذا فإن الفيديو هذا لا يمكن الاعتداد به من قبل الشارع".

وأشار المتحدث باسم مجلس عشائر الأنبار العام، الشيخ طه العبود، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "عدداً من الزعماء الذين ظهروا بالتسجيل أبلغونا هاتفياً أن الموت كان خلف الكاميرات، وخشينا إفسادهم بالقرى والمناطق التي تتواجد بها عشائرنا، لذا هتفنا ورحبنا بالخليفة وجنود الخليفة".

وأضاف العبود: "هذا التسجيل كقوله تعالى: فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه".

واعتبر القيادي في اتحاد القوى العراقية، خالد الدليمي، أن "عدداً كبيراً من الوجوه التي أظهرها داعش على أنها لشيوخ عشائر هو كذب، وأحدهم يعمل راعياً عند شيخ عشيرة، وآخر يعمل على إعداد القهوة بالمضيف، ألبسهم العقال وأظهرهم بمظهر شيوخ".

اقرأ أيضاً: تسليح ألف مقاتل من أبناء عشائر الأنبار لتحرير الرمادي

وأكد أن "الفيلم متقن وموجّه لإشعال حرب طائفية بين العراقيين لا أكثر ولا أقل، وعلى الشارع أن يفهم تلك المحاولات التي لن تفيد سوى داعش والمليشيات من الطرفين لإعادة سيناريو الحرب الأهلية السابقة".

وكان مجلس شيوخ عشائر قضائي الفلوجة والكرمة أعلن عن ولائه لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ومبايعة زعيمه أبو بكر البغدادي "على السمع والطاعة".

وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس شيوخ ووجهاء قضائي الفلوجة والكرمة بمحافظة الأنبار، الشيخ أحمد درع الجميلي، في بيان مصور نشرت مضمونه وكالة "الأناضول"، إن المجلس "اجتمع وقرر مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية ومبايعة أميره أبو بكر البغدادي على السمع والطاعة".

وأرجع قرار المبايعة إلى "الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها المليشيات بحق أبناء السنّة في محافظات صلاح الدين وديالى والأنبار، والقصف المستمر الذي يطال أغلب المدن السنية ويخلّف الآلاف من القتلى والمعاقين".

وشدد الجميلي على أن "تنظيم الدولة الإسلامية وفّر لنا كافة الاحتياجات من آليات وأسلحة وعتاد"، مشيراً إلى وجود "مئات الشباب الذين بايعوا أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي وهم اليوم مستعدون للقتال جنباً إلى جنب مع تنظيم الدولة الإسلامية وأعدادهم في تزايد، وهناك رغبة حقيقية لدى الجميع في قتال الحشد الشعبي والصحوات في الأنبار".

وبرر الخبير السياسي العراقي، كمال الطويل، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إجبار الزعماء القبليين على مبايعة "داعش"، بـ"محاولة نقل الحرب من صورتها الحالية المحصورة بينه وبين المليشيات إلى نحو أوسع لتنزل إلى القاعدة الشعبية ليدفع كل طائفة إلى الاصطفاف وراء مجرميها لإعادة سيناريو الحرب الأهلية السابقة".

اقرأ أيضاً: عشائر الأنبار تتوجّه لحل مجلس المحافظة وتشكيل حكومة طوارئ