هجوم "داعش" على حلب يُشعل جبهات "الفتاوى" والمواقف

هجوم "داعش" على حلب يُشعل جبهات "الفتاوى" والمواقف

03 يونيو 2015
تهدف الفتوى إلى رص صفوف المقاتلين ضد "داعش" (الأناضول)
+ الخط -
أصدر عدد من أهم منظري التيار الجهادي السلفي "فتوى شرعية" بضرورة قتال تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش) في سورية، ودعوا "المجاهدين لدفع الصائلين وعدم جواز تسليم أرض الشام لهم"، وذلك بالتوازي مع احتدام المعارك بين قوات المعارضة السورية، و"داعش" شمال مدينة حلب.

وذكر البيان الذي تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، أنه وبينما كانت "الساحة الجهادية الشامية" تمر بالفترة الأخيرة بـ"ذروة انتصاراتها وفتوحاتها" وكان التخبط واضحاً لدى "الطاغية بشار الأسد وزبانيته"، وإذ بالـ"بغداديين" (مقاتلو داعش) يطعنون بالـ"مجاهدين في صوران"، بريف حلب الشمالي، لـ"تختلط الأوراق ويقدموا طوق النجاة" للنظام السوري.

وأضاف البيان الذي نشره عدد من رموز التيار الجهادي على حساباتهم الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن تصرفات التنظيم تُظهر جلياً "عور منهجهم وظلمهم وتعديهم لكل ذي بصيرة"، مؤكداً ضرورة قتالهم بفتوى "دفع الصائل".

و"الصائل" في العرف الجهادي، هو الظالم المعتدي على النفس وما دونها من عرض أو مال.

وتوجب "الفتوى" التي نُشرت، في وقت متأخر ليل أمس الثلاثاء، "قتال الصائل سواء كان "مسلماً أو كافراً، عاقلاً أو مجنوناً، بالغاً أو صغيراً".

ووقع على بيان "الفتوى" تسع شخصيات، بينهم عدد من أهم منظري ورموز التيار الجهادي في العالم، كأبو قتادة الفلسطيني وأبو محمد المقدسي (أردنيان من أصل فلسطيني) وعبدالله المحيسني (سعودي من أبرز الوجوه الجهادية الموجودة في سورية)، وسامي العريدي (أردني الجنسية والشرعي العام لجبهة النصرة) وغيرهم.

وتأتي أهمية الفتوى، وإن كان أغلب الموقعين عليها دعوا في السابق صراحةً إلى قتال التنظيم كونها صادرة عن عدد من أهم المنظرين الجهاديين في العالم، ويهدفون منها، إلى رص صفوف المقاتلين ضد "داعش".

ويأتي هذا في وقت تحتدم فيه المعارك في ريف حلب الشمالي منذ أيام، بعد إطلاق "داعش" هجوماً مباغتاً على معاقل المعارضة السورية، التي سارعت إلى حشد قواتها هناك، وأرسلت تعزيزات عسكرية إلى مناطق المواجهة ضد التنظيم، في محاولة لاستعادة بلدة صوران وقريتي البل وغزل، اللواتي سيطر عليها التنظيم أخيراً.

وكان عدد من الفصائل المقاتلة في سورية (خاصة في حلب) قد امتنعت في السابق، أو اتخذت موقف الحياد في قتال التنظيم، كحركة "فجر الشام"، الإسلامية، التي تقاتل إلى جانب المعارضة ضد قوات النظام، وتعتبر من الحركات المحافظة داخل التيار الجهادي، واعتزلت قتال "داعش" طوال الفترة الماضية، قبل أن تُصدر، أمس الثلاثاء، بياناً شديد اللهجة، أعلنت فيه الحرب على التنظيم.

وفي سياق متصل، لا يزال جيش "المهاجرين والأنصار" من أبرز الفصائل المحايدة والممتنعة عن قتال "داعش" الأمر الذي أدى، أخيراً، (قبل نحو أسبوعين) إلى انشقاق مجموعة عن الجيش، أطلقت على نفسها اسم "كتيبة الميعاد".

أما كتائب أبو عمارة والتي التزمت كذلك الحياد في السابق نحو قتال التنظيم، فقد أصدرت بياناً وصف هجوم "داعش" الأخير على حلب بـ"عدوان صائل على عموم المسلمين في المنطقة"، وإن لم يشر البيان صراحة إلى مشاركة الكتائب في قتال التنظيم.

وكان المجلس الشرعي في حلب، وهو أعلى هيئة شرعية إسلامية متواجدة في مناطق سيطرة المعارضة السورية في المدينة، قد أصدر بياناً، قبل أيام، طالب فيه مقاتلي قوات المعارضة بالتوجه جميعاً لقتال قوات "داعش" التي تحاول التقدم على الشريط الحدودي مع تركيا في ريف حلب الشمالي.

واتهم المجلس، "داعش" بـ"العمالة لأعداء الأمة، والسعي من خلال مهاجمته قوات المعارضة إلى إعطاء فرصة لقوات النظام السوري لتستعيد أنفاسها بعد الهزائم الكبيرة التي تكبدتها على يد قوات المعارضة، أخيراً في إدلب وريفها".

وفي وقت سابق، اتهم "المجلس الإسلامي السوري" التنظيم في بيانه "بالعمالة للنظام والتحالف الدولي لإجهاض الثورة"، وأفتى بوجوب قتاله.

واعتبر أن "هجوم التنظيم على ريف حلب الشمالي جاء لإفشال خطة جيش الفتح في تحرير مدينة حلب من نظام الأسد، من خلال مهاجمتهم الثوار من الخلف".

اقرأ أيضاً: "جيش الفتح" يتوعّد بهزيمة النظام السوري في الساحل

المساهمون