المعارضة تستنزف النظام في درعا والقنيطرة

المعارضة تستنزف النظام في درعا والقنيطرة

30 يونيو 2015
سقوط النظام في درعا يمهد لسقوطه في دمشق (Getty)
+ الخط -
وضعت قوات المعارضة السورية قوات النظام في محافظتي درعا والقنيطرة، جنوب البلاد، في موقف صعب مع تصعيد عملياتها العسكرية في ريف القنيطرة الشمالي، تزامناً مع إعادة إطلاق عملياتها العسكرية في مدينة درعا؛ بهدف حسم المعركة المستمرة في المدينة منذ أكثر من ثلاث سنوات لصالحها. وتواصل غرفتا عمليات قوات المعارضة في ريف القنيطرة الشمالي هجومهما العسكري ضد قوات النظام المتبقية في المنطقة، بعد أن انقسمت قوات المعارضة العاملة في المنطقة إلى قسمين: الأول هو "جيش الفتح" في الجبهة الجنوبية، المؤلف من "جبهة النصرة" وحركة "أحرار الشام"، أما القسم الثاني فيتألّف من اتحاد تشكيلات "الجيش السوري الحر" في القنيطرة، والتي تعمل جميعها تحت اسم غرفة عمليات "عاصفة الحق" التي أعلنت أنها تخوض معارك ضد قوات النظام في ريف القنيطرة الشمالي بهدف السيطرة على المنطقة وفتح طريق يصل مناطق سيطرتها في ريف القنيطرة بمناطق سيطرة قوات المعارضة في غوطة دمشق الغربية، والتي تقع جميعها تحت حصار خانق من قبل قوات النظام.

وتضم غرفة عمليات "عاصفة الحق" التابعة لقوات المعارضة في ريف القنيطرة، فصائل "الجيش الأول" في "الجيش السوري الحر" وجبهة "أنصار الإسلام" وغرفة عمليات "الفاتحين" وغرفة عمليات ألوية "سيف الشام" التي تخوض منذ أيام معركة ضد قوات النظام أطلقت عليها معركة "نصرة حرائرنا".

وكان قائد جبهة "أنصار الإسلام" أبو المجد الجولاني المنضوية في غرفة عمليات "عاصفة الحق" قد أعلن في بيان مصوّر، أمس الإثنين، أن قوات "عاصفة الحق" تستهدف مواقع السرايا 160 و120 والمشاة، وحاجز الشرطة العسكرية في ريف القنيطرة الشمالي.

أما "جيش الفتح" في الجبهة الجنوبية، فقد أعلن في بيان له، يوم الأحد، أنّ مقاتليه تمكّنوا من السيطرة على سرية عباس في ريف القنيطرة، بهدف فتح طريق لمناطق سيطرة المعارضة في غوطة دمشق الغربية، مؤكّداً أن قواته تواصل محاولات اقتحام سرية طرنجة القريبة من سرية عباس التي سيطر عليها جيش النظام.

وتساهم هذه السرايا التي تهاجمها مختلف فصائل قوات المعارضة، بفرض حصار على مناطق سيطرة قوات المعارضة في مدخل غوطة دمشق الغربية، وتحديداً في البلدات الواقعة إلى الشرق من بلدة حضر التي تسيطر عليها قوات النظام السوري وتسكنها غالبية درزية موالية للنظام، الأمر الذي زاد من حساسية المعركة الجارية في المنطقة.

اقرأ أيضاً العاسمي: استئناف معركة "عاصفة الجنوب" في درعا اليوم

وتسيطر قوات المعارضة على عدة بلدات في المنطقة تعاني جميعها من حصار قوات النظام السوري، كبلدات بيت جن وبيت سابر وبيت تيما. وكانت قوات المعارضة متمثلة بـ"جيش الحرمون" قد تمكنت من السيطرة على نقطتين استراتيجيتين على أطراف بلدة حضر، هما، تل أحمر شرقي وتل أحمر غربي، لتصبح في وضع ميداني جيد مكّنها من مهاجمة سرايا قوات النظام التي تفرض الحصار على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في مدخل غوطة دمشق الغربية.

ويوضح المنسق العام لألوية وكتائب "توحيد العاصمة"، وهي أحد التشكيلات المنضوية في "جيش الحرمون"، أبو كنان الشامي، لـ"العربي الجديد" أن "الاشتباكات تتواصل بشكل شبه يومي، ولو أن وتيرتها انخفضت عما كانت عليه يوم الجمعة الماضي. وقد دفع النظام يومها بقوة كبيرة، لكن قوات المعارضة تمكّنت من الرد"، مشيراً إلى أن "النظام لا يزال منذ أيام يحشد ويعزز قواته قرب التلول الحمر عند أطراف ريف القنيطرة الشمالي، المتاخم لمناطق سيطرة قوات المعارضة في مدخل غوطة دمشق الغربية".

وتأتي هذه التطورات، في الوقت الذي تواصل فيه قوات النظام تعزيز تواجدها العسكري منذ أيام في المناطق المتاخمة للتلول الحمر (تل أحمر شرقي وتل أحمر غربي)، إذ تسعى قوات النظام لاستعادة السيطرة عليها بهدف إفشال محاولات المعارضة الرامية لفتح طريق إمداد يربط ريف القنيطرة بالغوطة الغربية للعاصمة السورية.

وجاءت تطورات ريف القنيطرة الشمالي بالتوازي مع إعادة قوات المعارضة السورية لإطلاق معركة "عاصفة الجنوب" التي ترمي إلى إكمال سيطرة قوات المعارضة على مدينة درعا، إذ هاجمت قوات المعارضة مناطق تمركز قوات النظام في حي المنشية وسط مدينة درعا، لترد قوات النظام بقصف منطقة درعا البلد التي تسيطر عليها قوات المعارضة.

اقرأ أيضاً درعا: قتلى بغارات للنظام وعمليات "عاصفة الجنوب" متواصلة

ويشير عضو المجلس العسكري الأعلى في "الجيش السوري الحر" أيمن العاسمي لـ"العربي الجديد"، إلى أن قادة الفصائل اتفقوا جميعاً، يوم الأحد، على استئناف معركة "عاصفة الجنوب" الرامية للسيطرة على مدينة درعا على أسس جديدة؛ لتلافي الأخطاء السابقة التي ساهمت في فشل قوات المعارضة في تحقيق تقدم كبير في المدينة. ويؤكد العاسمي، أن هناك ضوءاً أخضر من غرفة "موك"، والتي تشارك فيها أطراف إقليمية ودولية، وتقدم الدعم العسكري والمالي لما تعتبره فصائل معتدلة، في ضوء إدراكها صعوبة تحييد أو استثناء أي فصيل فاعل على الأرض في هذه المعركة.

وحول المعارك التي حصلت في الأيام الماضية، يؤكّد العاسمي أنّ "التقدم الذي أحرزته كتائب المعارضة، حتى الآن، حصل في المحور الجنوبي، كما حصل تقدم من الجهة الشمالية الغربية". ويرى العاسمي، أن "النظام يستشرس في الدفاع عن درعا لأسباب عدة؛ أولاً، بسبب رمزيتها، كونها مهد الثورة، وخسارتها تشكل ضربة معنوية وسياسية كبيرة له، وثانياً، أنّها مدينة حدودية، وفقدانها يعني انقطاع صلته بالعالم الخارجي من جهة الجنوب". والأهم من ذلك، بحسب العاسمي، أن "سقوط النظام في درعا يمهد تلقائياً لسقوطه في دمشق، لأن فقدانه بقية مرتكزاته في المحافظة، وهي قليلة، تتمثل في قرى خربة غزالة وأزرع والصنمين، تصبح مسألة وقت، ومن ثم يكون مقاتلو المعارضة على تماس مباشر مع قواته في دمشق، مع عمق مفتوح من الجنوب إلى الحدود الأردنية، خصوصاً إذا ترافق ذلك مع تقدم مماثل لمقاتلي المعارضة من جهة القنيطرة، حيث تلتحم قوات المعارضة في كلتا المحافظتين، وتطبق على النظام في دمشق من الجهتين الجنوبية والغربية".

ويعتبر العاسمي، أنّ "هذه الأهمية لمدينة درعا، تفسر إصرار النظام على التمسك بها، وتسخيره معظم سلاحه الجوي لقصفها، حتى إنه أسقط على المدينة 75 برميلاً متفجراً، في اليوم الأول لمعركة عاصفة الجنوب، خلال خمس ساعات فقط"، مشيراً إلى سقوط 95 مقاتلاً معارضاً حتى الآن".

اقرأ أيضاً: "الموك" تعترض "عاصفة الجنوب" في درعا