استنفار رسمي وشعبي في البحرين لمواجهة التهديدات

استنفار رسمي وشعبي في البحرين لمواجهة التهديدات

30 يونيو 2015
تعزيزات أمنية خصوصاً حول المساجد (محمد الشيخ/فرانس برس)
+ الخط -
بدأت التفاعلات تتوالى في البحرين مع التهديدات التي أطلقها البحريني القيادي في تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، تركي البنعلي، في أعقاب تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت الجمعة الماضي، والتي توعد فيها البحرينيين بأن تكون بلادهم المحطة المقبلة لتفجيرات المساجد المتنقلة في الخليج. 


وساد الشارع البحريني القلق، سواءً في المجالس الرمضانية أو التجمعات أو مواقع التواصل الاجتماعي، جرّاء تكرار التهديد من "داعش"، الذي بدأ يطل برأسه من خلال حسابات لمؤيدين مجهولين للتنظيم في أعقاب التفجيرات الأخيرة بالمنطقة الشرقية من السعودية. غير أن التهديد الأخير يؤخذ على محمل الجدّ، خصوصاً أنّه صادر من شخص يحتل منصباً قيادياً متقدماً في التنظيم، إلى جانب وجود عشرات المقاتلين البحرينيين في صفوفه سواءً في العراق أو سورية.

اقرأ أيضاً: داعش" يهدّد البحرين بالإرهاب بعد الكويت

البحرين التي تعيش هذا الهاجس الأمني، يربطها بالسعودية جسرٌ لا يزيد طوله على 25 كيلومتراً، يمكن قطعه خلال أقل من ثلث ساعة. كما يقطعه أكثر من عشرين ألف مسافر في اليوم في الاتجاهين، وإن كان أكثرهم من السياح والموظفين وأصحاب الأعمال والمصالح اليومية، ويزداد العدد في أيام الإجازات الأسبوعية والعطل الرسمية، إلا أنه يُخشى من تسلل بعض الإرهابيين من خلال هذا المنفذ الحيوي. ويعزّز من هذه المخاوف الأخبار التي تنشرها صحافة البلدين بين فترةٍ وأخرى، عن محاولات تهريب أسلحة ومتفجرات وذخائر وإلقاء القبض على بعض المتهمين.

في أعقاب تفجير مسجد القطيف قبل ثلاثة أسابيع، وصدور تهديدات باستهداف مساجد البحرين، قامت الداخلية بنصب نقاط تفتيش في بعض شوارع العاصمة ووضع كاميرات تصوير متنقلة أمام مداخل بعض المساجد الرئيسية. ومع إطلاق البنعلي تهديده الأخير، بدأت بعض الإجراءات على الأرض في بعض المناطق. واجتمع وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، بديوان الوزارة صباح الأحد، بوزير العدل والشؤون الإسلامية، ورئيس الأمن العام، ورئيسي دائرتي الأوقاف السنية والشيعية، لوضعهم في صورة الإجراءات الأمنية التي قرّرتها الداخلية، مشيراً إلى أن "ما شهدناه من اعتداء على دور العبادة ببعض دول المنطقة، يفرض علينا العمل بجد بما يحمي أمن الوطن ومصالحه العليا".

وقد أُعلن عن تركيب كاميرات مراقبة والاستعانة بالتقنيات الحديثة، لتأمين دور العبادة ومحيطها، مع التأكيد على الجهود المشتركة بين الأهالي والأجهزة الأمنية "للحفاظ على سلامة المساجد والمآتم والشعائر الدينية كافة على امتداد السنة".
وفي إطار الإجراءات المستجدة، تم الإعلان عن إغلاق المساجد بعد انتهاء كل صلاة، مع المراقبة المستمرة والدقيقة لكل مرافق المسجد وملحقاته.

وفي خطوة جديدة، دعا وزير الداخلية، في اجتماعه مع المحافظين صباح أمس، إلى التواصل مع القائمين على دور العبادة، لترشيح عدد من المواطنين وتسجيلهم لدى المديريات الأمنية كمتطوعين أمنيين، للمساهمة في حماية دور العبادة، بعد إخضاعهم لبرامج تدريبية وتأهيلية في مجالات الإسعافات الأولية والدفاع المدني، مع إعداد خطط الطوارئ بالتنسيق مع الوزارات والجهات الحكومية الأخرى. ويأتي ذلك بعدما رفضت الوزارة خلال الأسابيع الماضية قيام بعض المتطوعين بالتفتيش قبل دخول المصلين إلى المساجد، واستدعت بعضهم للتحقيق.

كما وعدت وزارة الداخلية بتزويد المساجد والمآتم بالأجهزة المتطورة، وحثّت الأهالي على الإبلاغ عن أية أجسام أو حالات مشتبه بها للجهات الأمنية لتقوم بواجبها في هذا الشأن.
تأتي هذه المستجدات في أعقاب تداعيات الاعتداءات الإرهابية في دولتي الكويت والسعودية، حيث باتت حلقات الأمن مترابطة بعد تكرار التهديدات المباشرة لاستهداف البحرين الجمعة المقبلة، خصوصاً بعدما كشفت الجهات الأمنية أن منفذ الهجوم السعودي فهد بن سلمان القباع على مسجد الكويت، قد وصلها عبر مطار البحرين الدولي، قادماً من الرياض على متن طائرة شركة طيران الخليج رحلة رقم 170 الساعة العاشرة وأربعين دقيقة من مساء الخميس (25 يونيو/حزيران) كمسافر "ترانزيت"، وغادرها على متن رحلة أخرى للشركة ذاتها، الساعة الواحدة وعشر دقائق من فجر الجمعة (26 يونيو).

اقرأ أيضاً هجوم الكويت: منفذ التفجير سعودي.. واعتقال باقي أفراد الخلية