سوسة ضحيّة طالب "من دون سوابق": النموذج التونسي مستهدف

سوسة ضحيّة طالب "من دون سوابق": النموذج التونسي مستهدف

تونس
D8A6CEA0-1993-437F-8736-75AB58052F84
وليد التليلي
صحافي تونسي. مدير مكتب تونس في العربي الجديد.
26 يونيو 2015
+ الخط -

لم تكن مدينة سوسة الساحلية التونسية ولا فنادقها بمنأى عن سلسلة الهجمات الإجرامية، اليوم الجمعة، التي ضربت بعض دول العالم. وكأن البلاد التي اجتهدت لتقديم صورة سياحية تعيدها إلى الخارطة الاقتصادية، باتت أمام أمر واقع يفضي إلى إنهاء استقرار الوضع الأمني فيها، وذلك بعد هجوم طال مدنيين وبينهم سيّاح أجانب في فندقين، وسقط ضحيته 37 شخصاً وأُصيب 36 آخرون، وفقاً لوزارة الصحة التونسية، كما قُتل مسلّح.

وكانت الأنباء قد تضاربت عن وجود مسلّحين اثنين، قُتل أحدهما وهرب الآخر، لكن وزير الدولة المكلّف بالشؤون الأمنية في تونس، رفيق الشلي، أعلن أن "منفذ الهجوم طالب لا سوابق له". وأضاف، لإذاعة "موزاييك إف إم" الخاصة، أن "منفذ الهجوم غير معروف، وهو طالب تونسي من جهة القيروان (وسط تونس)".

وكشف عن أن "منفّذ الهجوم دخل إلى الفندق عن طريق الشاطئ في زي مصطاف آتٍ للسباحة، وكان يحمل شمسية يتوسطها سلاح، وعندما وصل إلى المكان استخدم السلاح في الشاطئ والمسبح والفندق، وعند مغادرته تمّ القضاء عليه".

ولم تصدر تفاصيل بشأن جنسيات الضحايا، إلا أنه من المُرجّح أن يكون أكثر المتواجدين هناك من السائحين الأجانب.

وأفادت السائحة الإيرلندية، إليزابيث أوبراين، التي تقضي عطلة مع ولديها في تونس، للإذاعة الإيرلندية، بأنها "كانت على الشاطئ عندما سمعت ما اعتقدت أنه في البداية صوت ألعاب نارية".

وأضافت، قبل أن تفرّ إلى غرفتها في الفندق، أنه "خطر لي (يا إلهي إنه يبدو كما لو كان صوت إطلاق نار). ولذا ركضت إلى أطفالي في البحر وأمسكنا بأغراضنا".

ولم تكن عملية سوسة الأولى من نوعها في المناطق السياحية، فقد حاول مسلحون قبل ذلك ضرب المناطق السياحية التونسية الحساسة في سوسة والمنستير، في وقتٍ سابق، مع العثور على أحزمة ناسفة مع أحد المسلحين.

وأفادت رئيسة "المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية" بدرة قعلول، بأنّ "حصيلة العملية تُعتبر كارثية وضربة كبيرة لتونس".

وأشارت إلى أن "هذه العملية هي الثانية من نوعها في سوسة، إذ سبق أن وقع هجوم إرهابي في خريف عام 2013، عندما قام إرهابي بتفجير نفسه على الشاطئ، ولكنه قُتل وحده"، لافتة إلى أن "العملية عينها تكرّرت في سوسة، وللأسف نجحت هذه المرّة مخلّفة خسائر كبيرة وفادحة".

وأوضحت أن "الاعتداء يحمل بصمات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، لأنّ المجموعات الإرهابية في تونس أعلنت البيعة كاملة لداعش".

سياسياً، بدت الساحة التونسية مذهولة ممّا حدث، وتحول رئيسا الجمهورية الباجي قائد السبسي، والحكومة، الحبيب الصيد، إلى سوسة والتقيا السياح في بعض الفنادق لمحاولة الحد من تأثيرات العملية ورفع معنويات عناصر الأمن والسياح وأهالي سوسة.

وقال السبسي في تصريحات للإعلاميين في سوسة: "إنّ الإرهاب لا يستهدف فقط عناصر الأمن والجيش الذين دفعوا ضريبة دفاعهم عن تونس باهظاً"، داعياً التونسيين "إلى التوحّد وعدم الانسياق وراء بعض السياسيين الذين يستهدفون الدولة لإسقاطها"، مؤكداً أن "الدّولة ستتحمل مسؤولياتها وستتخذ إجراءات حتى لو كانت موجعة لكن لا بدّ منها".

وأضاف السبسي أنّه "لن يسمح إلّا برفع علم تونس"، لافتاً إلى أنه "سيطلب من رئيس الحكومة أن يراجع بعض الرخص الممنوحة لبعض الأحزاب"، في إشارة إلى حزب "التحرير" الذي عقد مؤتمره السنوي أخيراً ورفع أعلامه المعروفة باللون الأسود.

وقال السبسي إنه تحدث مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وأكدا خلال المكالمة على روابط التضامن التي تجمع بين البلدين في تصديهما المشترك للارهاب، مجددين العزم على تكثيف التنسيق من أجل مكافحة هذه الآفة.

من جهته، أعلن الصيد أنه سيجمع، مساء الجمعة، كلّ السلطات المعنيّة "لاتخاذ إجراءات تأخرنا في اتخاذها".

كما ذكر الأمين العام لحزب "نداء تونس"، محسن مرزوق، في تصريحات صحافية، أن "عملية سوسة تستهدف الشعب التونسي"، مشدداً على "ضرورة التفكير في طرق جديدة لحماية المؤسسات والمنشآت".

ولفت إلى أن "الاعتداء تزامن مع هجومين وقعا في فرنسا والكويت، مما يُثبت أن لا حلّ لكل الدول التي عانت من آفة الارهاب، إلا الوحدة الوطنية".

وشدد على أن "الوقت قد حان لتطبيق القانون على كل شخص، له صلة من قريب أو بعيد بأية عملية إرهابية وقعت في تونس، لقطع الطريق على كل الأصوات التي تُحبط العزائم، وتحاول إيجاد مبررات للإرهابيين".

اقرأ أيضاً: 27 قتيلاً في هجوم إرهابي على فندق بمدينة سوسة

ذات صلة

الصورة
جابر حققت العديد من النجاحات في مسيرتها (العربي الجديد/Getty)

رياضة

أكدت التونسية، أنس جابر نجمة التنس العربي والعالمي، أن تراجع نتائجها في المباريات الأخيرة، يعود إلى إصابة قديمة منعتها من تقديم أفضل مستوى لها.

الصورة
يدفع المهاجرون مبالغ أقل للصعود على متن القوارب الحديدية

تحقيقات

بحثاً عن الأرخص، تصنع شبكات تهريب البشر الناشطة في تونس قوارب حديدية من أجل نقل المهاجرين غير الشرعيين عبرها إلى أوروبا بكلفة أقل، إذ تنفق مبالغ بسيطة على بنائه
الصورة
أكد المشاركون أن الثورة شهدت انتكاسة بعد انقلاب قيس سعيد (العربي الجديد)

سياسة

أكدت جبهة الخلاص الوطني، اليوم الأحد، خلال مسيرة حاشدة وسط العاصمة تونس، أن البلاد في مفترق طريق ولا بد من قرارات مصيرية حتى لا تذهب نحو الانهيار.

الصورة
محامو تونس في يوم غضب/سياسة/العربي الجديد

سياسة

أعلن محامو تونس اليوم الخميس دعمهم الكامل لخيار المقاومة بهدف استرداد الحق الفلسطيني، خلال يوم غضب نظموه في محكمة تونس، أبدى المحامون استياءهم من مواقف بعض الحكام العرب الذين يساندون إسرائيل ويتبنون سياسة التطبيع معها. وأشاروا إلى أن التاريخ سيدينهم.