تطمينات تونسية للجزائر: لا نوايا أطلسية

تطمينات تونسية للجزائر: لا نوايا أطلسية

27 يونيو 2015
الجزائر لم تسحب سفيرها ولم يغادر تونس(فرانس برس)
+ الخط -
اضطر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إلى إرسال تطمينات لنظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بشأن مخاوف برزت في الجزائر، عقب توقيع تونس لاتفاق تعاون عسكري مع واشنطن، وتقديمها لطلب عضوية في حلف شمال الأطلسي.

في هذا السياق، يؤكد دبلوماسي جزائري لـ"العربي الجديد"، أنّ "السبسي بعث رسالة إلى  بوتفليقة عن طريق مبعوثه الخاص، خميس الجهيناوي، الذي زار الجزائر قبل يومين، تضمنت تطمينات للجزائر بشأن الاتفاق العسكري الموقّع مع أميركا، الذي يحيل تونس إلى نصف الشريك خارح "الأطلسي"، وتأكيده على احترام تونس لتعهداتها السياسية مع الجزائر وحرصها على العلاقة التاريخية المميزة بين البلدين، ووعي تونس لعدم توقيع أي اتفاقيات دولية قد تكون فيها مضرة للجزائر". ويلفت الدبلوماسي، إلى أنّه في المقابل، "أعلن المستشار السياسي لبوتفليقة، محسن مرزوق، أنّ تونس حريصة على علاقاتها مع الجزائر، وأوضح مرزوق، وهو الأمين العام للحزب الحاكم، نداء تونس، أنّ الاتفاق العسكري مع أميركا لا يمكن أن يستهدف الجزائر".

تأتي هذه التطمينات بعد تداول تقارير إعلامية رسمية تحدثت عن قلق لدى الجسم السياسي في الجزائر، إذ تتخوف الجزائر من نجاح واشنطن في استغلال الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الهشة في تونس، واستدراجها إلى فخ سياسي وعسكري، واستعمالها كمركز متقدم في السياسة الأميركية في منطقة شمال أفريقيا، خصوصاً بعد الرفض الجزائري لأي تموقع أميركي في المنطقة، وتمركز أي قاعدة عسكرية أميركية في المغرب أو في منطقة الساحل منذ عام 2007. وكانت واشنطن تحاول تركيز قيادة "الأفريكوم" في إحدى دول المغرب العربي أو الساحل.

اقرأ أيضاً: سجال العلاقات التونسية الجزائرية

لكن العتب والقلق الجزائريين لم يصلا إلى مرحلة الأزمة، بحسب كثيرين. وإن كانت تقارير قد تحدثت عن أزمة صامتة بين البلدين، وعن مغادرة السفير الجزائري عبد القادر حجار في تونس إلى الجزائر للتشاور حول الوضع السياسي الراهن هناك، وخصوصاً أنّ الأخيرة تعد محوراً رئيسياً في السياسة الإقليمية للجزائر. غير أن دبلوماسيا جزائريا مسؤولا، نفى صحة سحب الجزائر لسفيرها من تونس أو استدعائه للتشاور، مؤكّداً أنّ "السفير حجار متواجد في تونس ولم يغادرها".

ويشدّد المسؤول لـ"العربي الجديد" على أنّه "لا وجود لأي أزمة أو توتر في العلاقات بين البلدين، وأنّ العلاقات لا تزال في أعلى مستوياتها"، مشيراً إلى أنّ التنسيق السياسي مستمر، من دون أن يخفي قلق الجزائر من الوضع الداخلي في تونس، والتخوف من حدوث انفجار اجتماعي يزيد من هلاك الجبهة الأمنية إقليمياً بسبب الأزمة في ليبيا.

وليس القلق في الجزائر فقط، إذ هو نفسه في تونس، إذ تطرقت رئيسة مركز الدراسات العسكرية والاستراتيجية، بدرة قعلول في حديث صحافي إلى المخاوف التي تتعلق بإمكانية استغلال الولايات المتحدة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والهشاشة السياسية في تونس، لابتزازها وطلب امتيازات أمنية وعسكرية على سبيل تركيز، ليس قاعدة عسكرية بالمفهوم الكلاسيكي، بل محطة رصد أو تجسس أو مدرج لاستعمال الطائرات من دون طيار، وهو ما تنفي الحكومة التونسية إمكانية حصوله.

المخاوف نفسها عبّرت عنها الناشطة المدنية والسياسية عدة فوى، وكان آخرها بيان "حزب التحرير"، الذي صدر أمس الجمعة، محذّراً من انخراط تونس في "الأطلسي". وجاء فيه أنّ "تواترت الأخبار حول طلب تونس أو الطلب منها أن تدرج حليفاً رئيسياً غير عضو في الأطلسي، ولأن الأمر سيضع تونس في سياق عسكري وسياسي مرعب يجعل البلاد مخترقة ومستعملة ولا تملك قرارها، فإننا نؤكد مجدداً رفضنا القاطع لهذا العمل، ونحمّل السلطة حكومةً ورئاسة المسؤولية كاملة، عما سيترتب عن ذلك من خراب ودمار للبلاد وعما سيجرّه من توتر وتدافع مع الجزائر بلد المليون شهيد".

اقرأ أيضاً: أميركا وتونس.. تحالف يبحث عن مبرر استراتيجي

المساهمون