تهافت "أحفاد اليهود" للحصول على الجنسية الإسبانية

تهافت "أحفاد اليهود" للحصول على الجنسية الإسبانية

26 يونيو 2015
طُرد اليهود من الأندلس في 1492 (جيرار جوليان/فرانس برس)
+ الخط -
لم تكد تمضي ساعات على إقرار البرلمان الإسباني الأسبوع الماضي، قانوناً يمنح أحفاد اليهود الذين طردوا من إسبانيا أواخر القرن الخامس عشر، الحقّ في الحصول على الجنسية الإسبانية، حتى توجّه آلاف اليهود في إسرائيل إلى مكاتب محاماة متخصصة للحصول على استشارات، بشأن سبل الحصول على جواز السفر.

وسيستفيد من هذا القانون، تحديداً، اليهود الشرقيون الذين تعود جذورهم إلى العائلات اليهودية التي طُردت من إسبانيا في عام 1492، واستقرت بعد تهجيرها في الشرق، لا سيما في تركيا والعراق والشام وشمال أفريقيا.
ويشترط القانون أن يثبت كل من يطلب الجنسية الإسبانية، ارتباطه بعلاقة تاريخية بالعائلات اليهودية التي طردت من إسبانيا، من خلال عرض وثيقة الزواج أو شهادة الميلاد. ويتطلّب الحصول على الجنسية الإسبانية، امتلاك صاحب الطلب شهادة تثبت إجادته اللغة الإسبانية من معهد "سرفنتيس" أو إحدى الجامعات الإسرائيلية.

كذلك يتضمّن دفتر الشروط، ضرورة حصول صاحب الطلب على دورة تعليمية للاطلاع على الثقافة الإسبانية. ويمنح القانون ديوان الحاخام الرئيس لليهود الشرقيين في إسرائيل، دوراً في منح شهادة تدل على أن اسم عائلة صاحب الطلب هو اسم حملته إحدى العائلات اليهودية التي كانت تعيش في إسبانيا.

ويوجب القانون على أصحاب الطلبات المجيء إلى إسبانيا وإجراء مقابلة مع ممثلي وزارة الداخلية، للتأكد من استيفاء شروط ومتطلبات الحصول على الجنسية. وأشارت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر، يوم الأحد، أن "مقدّمي الطلبات سيستفيدون من الخدمات التي يقدمها الأرشيف الوطني، والذي يمنح معطيات حول الجذور التاريخية للعائلات في إسرائيل".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "سيكون من الأسهل على اليهود الذين هاجروا من تركيا، الحصول على الجنسية الإسبانية؛ لأن معظمهم يتحدثون لغة اللادينو (لغة يهودية تعتمد أساساً على كلمات مختلطة من اللغتين الإسبانية والعبرية)".

اقرأ أيضاً: يهود ومسلمون يغنّون "اﻷندلسيات الأطلسية" بالمغرب

من جهته، أفاد رئيس "اتحاد اليهود المهاجرين من إسبانيا" ليئون أميراس، أن "المئات من اليهود الشرقيين توجّهوا إلى مكتبه، طالبين الاستشارة حول سبل الاستفادة من القانون الجديد". وفي مقابلة أجراها معه موقع "وللا" الإخباري، يوم السبت، قال أميراس، إن "القانون الإسباني إشكالي، ويلزم أصحاب الطلبات بخوض إجراءات قانونية وقضائية كثيرة ومعقّدة، قبل الحصول على جواز السفر الإسباني".

وتوقّع أن "يتمكن الشباب من اليهود الشرقيين من الوفاء بمتطلبات الحصول على الجنسية الإسبانية، في حين أبدى تشاؤماً إزاء فرص تمكن المتقدمين في العمر في الحصول على الجواز، بسبب المصاعب المتمثلة في اتقان اللغة والإحاطة بمحددات الثقافة الإسبانية الحالية".

ولفت أميراس إلى أن "كلفة إجراءات الحصول على الجواز الإسباني تراوح بين 4 آلاف إلى 5 آلاف دولار. وقد جاء إقرار القانون الإسباني في ظلّ ما يعتبره الإعلام الإسرائيلي تهافت قطاع واسع من الإسرائيليين على محاولة الحصول على جوازات سفر أجنبية، لاستخدامها في الهرب، في حال حدوث خطر أمني يهدد مصير الكيان الصهيوني". وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية في هذا الصدد، إلى حدوث زيادة كبيرة في محاولات الإسرائيليين الحصول على جوازات سفر أجنبية بعد الحرب على غزة.

وقد أثار الكاتب الإسرائيلي أمير حرتصوني، ضجة كبرى، عندما كتب أخيراً سلسلة مقالات في صحيفة "ميكور ريشون"، شدّد فيها على أنه "لا يوجد ما يدعو الإسرائيليين لبذل أي قدر من التضحية من أجل ضمان بقاء إسرائيل". وذكر حرتصوني أنه "سبق له أن حصل على ثلاثة جوازات سفر أجنبية: يوناني وبولندي وروماني، كي يمنح نفسه هامش مناورة كبيرة، عندما يصل لقناعة مفادها أن مواصلة الإقامة في إسرائيل خطر".

وفي السياق، قال الصحافي شالوم يروشالمي، إن "الحرص على الحصول على جواز السفر الأجنبي، يأتي كبوليصة تأمين، يُمكن استخدامها عندما يكون هناك خطر أمني يهدد الوجود المادي لليهود في إسرائيل". وكانت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، قد كشفت النقاب أخيراً عن زيادة كبيرة في عدد الإسرائيليين المستعدين للتنازل عن الجنسية الإسرائيلية مقابل الحصول على جنسية أخرى.

ولفتت الصحيفة إلى أنه "بحسب معطيات المكتب المركزي للإحصاء، فقد حدثت هذا العام زيادة بنسبة 65 في المائة على عدد الإسرائيليين الراغبين في التنازل عن الجنسية الإسرائيلية من أجل الحصول على جنسية أخرى".

من ناحية ثانية، وفي ما يمثل ضربة للجهود التي بذلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دلت المعطيات الرسمية على حدوث تراجع بنسبة 19 في المائة على عدد اليهود الذين يهاجرون من فرنسا لإسرائيل. وذكرت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر، الأحد، أن "التراجع في عدد اليهود المهاجرين من فرنسا، قد جاء على الرغم من أن نتنياهو وقادة إسرائيل، بذلوا جهوداً كبيرة في توظيف التفجيرات التي استهدفت المصالح اليهودية في باريس هذا العام، من أجل إقناع أكبر عدد من اليهود الفرنسيين بالهجرة لإسرائيل". ويذكر أن قادة الأحزاب اليمينية في إسرائيل يبدون حماساً خاصاً لتهجير يهود فرنسا بسبب توجهاتهم اليمينية المتطرفة.

اقرأ أيضاً: "البقية" الأندلسية.. وجبة شهية ذات أصول عربية