بدء عودة أهل تل أبيض... واتهامات جديدة لـ"الوحدات" الكردية

بدء عودة أهل تل أبيض... واتهامات جديدة لـ"الوحدات" الكردية

23 يونيو 2015
مئات اللاجئين عبروا أمس من تركيا نحو بلدتهم (الأناضول)
+ الخط -

تُوجّه اتهامات لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية، بالتعاطي بكيدية مع أهالي تل أبيض السورية، الذين نزحوا من المنطقة إلى تركيا بعد المعارك التي شهدتها المنطقة، في وقت علمت فيه "العربي الجديد" أن قيادات من هذه الوحدات رفضت لقاء لجنة التحقيق التي شكّلها الائتلاف الوطني السوري للتحقيق في عمليات التهجير القسرية من مدينة تل أبيض والقرى المحيطة بها.

وعبر نحو 1500 لاجئ سوري من منطقة "أقش كلا" التركية باتجاه مدينة تل أبيض السورية، بعد أن سمح الطرفان التركي والسوري بفتح البوابة الحدودية، أمس الاثنين، لتمكين الهاربين من تل أبيض للعودة إلى منازلهم.

وحدّدت "وحدات حماية الشعب"، وهي الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، المسيطرة على منطقة تل أبيض، منذ أيام قليلة بعد طردها قوات تنظيم "داعش"، عبور أهالي مدينة تل أبيض وقرية سلوك وما بينهما من قرى فقط، مرجعة السبب إلى عدم استقرار بقية المناطق، حتى الآن، واستمرار المعارك مع التنظيم.

وحسب الناشط، أحمد الحاج صالح، الذي يقوم بتوثيق انتهاكات جميع الأطراف في أحداث منطقة تل أبيض، فإن قوات "حماية الشعب" قامت باعتقال أربعة أشخاص من الذين عبروا، أمس. مشيراً إلى أن المعتقلين تم اقتيادهم إلى أحد الأقبية عند بوابة الدخول من الجهة السورية. مضيفاً أن "وحدات الحماية" تعمل بطريقة كيدية.

وعلمت "العربي الجديد" من مصادر مطلعة، أن لجنة التحقيق المشتركة التي شكّلها الائتلاف، كانت تنوي لقاء قيادات من "وحدات حماية الشعب" قبل الدخول إلى مدينة تل أبيض، إلا أن الأخيرة رفضت لقاء اللجنة، ولم تسمح لها بدخول المدينة حتى لحظة إعداد التقرير، بسبب إصدار الائتلاف بياناً أدان فيه عمليات التهجير القسري في المنطقة.

وأوضحت المصادر أن قيادات "وحدات حماية الشعب"، أعلمت اللجنة التابعة للائتلاف أنها ستستقبل اللجنة الدولية، ويمكن أن تسمح للجنة الائتلاف بالدخول مع اللجنة الدولية التي ستصل، اليوم الثلاثاء، إلى المنطقة. مشيرة إلى أن "وحدات الحماية" الكردية جهزت عدداً كبيراً من الإعلاميين التابعين لها لتغطية عملية عودة السكان إلى مناطقهم وفق رؤيتها.

وتُتهم "وحدات حماية الشعب" بارتكاب عمليات تهجير قسرية عرقية في حق العرب والتركمان الموجودين في مدينة تل أبيض ومحيطها، وقد شكّل الائتلاف السوري لجنة تحقيق مشتركة للوقوف على أحداث مدينة تل أبيض، وباشرت اللجنة عملها قبل يومين.

وقالت عضو الائتلاف ولجنة تقصي الحقائق نورا الأمير، لـ"العربي الجديد"، إن اللجنة تابعت عمليات عودة اللاجئين السوريين عند المعبر الحدودي لضمان عودتهم إلى قراهم، مضيفة أن اللجنة قابلت عشرات العائلات النازحة من مدينة تل أبيض والقرى المحيطة بها، كما انتقلت اللجنة إلى تجمعات عدة تحوي على عدد من العائلات اللاجئة ورصدت حالاتهم. مشيرة إلى أن اللجنة تعمل على صياغة تقرير أولي تلخص فيه ما حصل من أحداث خلال الأيام القليلة الماضية.

وأوضحت الأمير أن اللجنة استمعت لشهادات عدة من العائلات والناشطين عن ظروف لجوئهم ورغبتهم في العودة إلى قراهم والضمانات اللازمة لذلك. مشيرة إلى أن اللجنة تتواصل مع عدة أطراف فاعلة في المنطقة من أجل الدخول إلى مدينة تل أبيض ورصد الواقع بشكل مباشر.

اقرأ أيضاً: تل أبيض السورية تنتظر سكانها ومجلس إدارتها

وفي سياقٍ موازٍ، تمكّن "لواء ثوار الرقة" المتحالف مع قوات "وحدات حماية الشعب" الكردية من السيطرة على مقرات اللواء 93 الذي كان خاضعاً لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بينما دارت اشتباكات في مدينة القامشلي شمال شرق البلاد، بين قوات النظام والمقاتلين الأكراد.

وذكر حساب "لواء ثوار الرقة" (أحد فصائل غرفة عمليات بركان الفرات) على موقع "تويتر"، بأنه تم "تحرير وتمشيط اللواء 93 بالكامل من مرتزقة داعش وبإذن الله جارٍ الزحف نحو ناحية عين عيسى"، الواقعة شمال مدينة الرقة بنحو 50 كيلومتراً.

واللواء 93 هو ثكنة عسكرية للنظام، تقع قرب منطقة عين عيسى، وسيطر عليها تنظيم "داعش" في أغسطس/آب من السنة الماضية، ويُرجح أن يكون التنظيم أخلاها من أي عتاد أو ذخيرة، أو استخدمها عسكرياً، كونه يُعتبر هدفاً مكشوفاً لطائرات التحالف الدولي.

وفي مدينة القامشلي، أقصى شمال شرق البلاد، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن "اشتباكات دارت، بعيد منتصف ليل الاثنين، وحتى ساعات الصباح الأولى من يوم أمس، بين قوات النظام وقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث الموالية لها من طرف، ومقاتلي وحدات الشعب الكردية وقوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) من طرف آخر، في منطقة الأربوية في مدينة القامشلي، ولم ترد أنباء عن الخسائر البشرية في صفوف الطرفين".

من جهته، أكد الناشط الإعلامي، أبو جاد الحسكاوي، لـ"العربي الجديد"، سيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية، على المخفر الشرقي في مدينة القامشلي، والذي انسحبت منه عناصر النظام بعد الاشتباكات التي دارت، مساء الاثنين. مشيراً إلى أن "ما جرى يبدو أنه منسّق بين الطرفين، للقول أمام الرأي العام إنهما عدوان لا حليفان". واستدل على ذلك بالإشارة إلى أن "كل الموجهات لم تسفر عن سقوط قتيل واحد".

لكن الصحافي، مجيد محمد، نفى في حديث لـ"العربي الجديد" ما يُقال عن تنسيق بين الوحدات الكردية وقوات النظام، قائلاً: "إن الطرفين يسيطر كل منهما على مفاصل معينة في المدينة، وإن كان يوجد بينهما تحالف موضوعي، لكنه عبارة عن تسيير كل طرف لمصالحه لا أكثر". مشيراً إلى أن الاشتباكات التي تقع بين الفينة والأخرى، هي عبارة عن "مناوشات فردية بين مقاتلين من الطرفين وتكون في الغالب محدودة، ويتم إيقافها، لأن كل طرف بات يعرف حجمه ومقدار قوته بالنسبة للطرف الآخر في القامشلي".

وتتبع مدينة القامشلي إدارياً محافظة الحسكة أقصى شمال شرق البلاد، وتسيطر الوحدات الكردية على أجزاء منها، بينما يسيطر النظام على مطار المدينة، ويستخدمه لنقل الإمدادات العسكرية، كما يسيطر على عدة أحياء ومناطق بينها المربع الأمني الذي يضم مقرات أجهزة استخباراته.

اقرأ أيضاً: لجنة تحقيق الائتلاف تباشر عملها في تل أبيض