ما وراء إعادة السيسي السفير المصري إلى إسرائيل

ما وراء إعادة السيسي السفير المصري إلى إسرائيل

22 يونيو 2015
السيسي يبحث عن الرضى الأميركي من خلال إسرائيل (Getty)
+ الخط -

أرجعت شخصيات سياسية مصرية، معنية بالشأن الإسرائيلي، قرار الرئاسة المصرية تسمية سفير جديد لها في إسرائيل، إلى حالة الانسجام والرضى بين القاهرة وتل أبيب، في ظل الأولويات التي باتت تفرض نفسها على المنطقة، ومن بينها أنّ ما تسمى "الحرب على الإرهاب"، باتت مقدمة على قضية الصراع العربي ــ الإسرائيلي، وأن اختلاط الأوراق لدى النظام المصري، والذي لا يملك رؤية واضحة للمستقبل، والتي تجعل من "حماس" إرهابية في حين إسرائيل صديقة.

وذكرت أنّ "تعيين سفير جديد لمصر في إسرائيل يحمل دلالةً مفادها مغازلة إسرائيل والولايات المتحدة، والتي أفرجت أخيراً عن المساعدات العسكرية لمصر"، معتبرةً أن "نظام السيسي يحتاج مزيداً من الدعم الأميركي، في ظل التخبط بشأن حقوق الإنسان، واستشعاره خطورةً ما يواجهه من انتقادات دولية بشأن الخروقات الفاضحة ضد معارضيه، وأن الطريق إلى الرضى الأميركي لن يمر إلا عبر إسرائيل".

في المقابل، أرجعت مصادر أخرى قريبة من الدوائر الرسمية المصرية، ترشيح سفير جديد لمصر في تل أبيب، إلى عدة اعتبارات في مقدمتها العمل من أجل دعم عملية السلام، خاصة الجهود التي تقوم بها فرنسا حالياً، والتوصل إلى صيغة لوقف عملية الاستيطان الإسرائيلية التي تهدد مستقبل ومصير الدولة الفلسطينية.

ولفت دبلوماسي مصري مسؤول، إلى أن تضمين حركة دبلوماسية موسعة صدرت في القاهرة أمس الأحد، أن تحديد اسم سفير جديد لدى إسرائيل "مساعد وزير الخارجية لشؤون السلكين الدبلوماسي والقنصلي، السفير حازم خيرت"، يرجع إلى زوال الأسباب، والتي أدت إلى سحب السفير السابق عاطف سالم، والذي قضى الفترة كلها بالقاهرة.

بدوره أكد الخبير العسكري، اللواء عادل عباس، أن "عودة السفير في الوقت الحالي ليست مناسبة، وأن الشعوب العربية كلها ترفض تماماً استمرار أي علاقات مع الكيان الصهيوني"، مشيراً إلى أنّ "عودة السفير لاستئناف عمله في إسرائيل مثير للاستياء، ومرفوض شكلاً وموضوعاً".

اقرأ أيضاً: قلق السيسي من "الخيانات" يُترجَم بإطاحة ضباط المخابرات

واعتبر عباس، أنه ليس الوقت المناسب لاتخاذ إجراء كهذا، مستبعداً أن يكون لذلك أثر إيجابي على القضية الفلسطينية والوضع في قطاع غزة، معتبراً أنّ وجود قائم بأعمال السفارة المصرية في إسرائيل كان الأجدر، بدلاً من وجود تمثيل كبير على مستوى السفير.

وكان الرئيس المعزول، محمد مرسي، قد استدعى سفير مصر لدى إسرائيل عام 2012، بعد هجوم إسرائيلي أدى إلى مقتل قيادي عسكري بحركة "حماس"، واندلاع أعمال عنف على مدى أسابيع.

وأصدر الرئيس، عبد الفتاح السيسي، قراراً جمهورياً بالحركة الدبلوماسية لسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية بالخارج، وشملت الحركة ترشيح السفير حازم خيرت سفيراً لمصر في تل أبيب.

من جهةٍ أخرى، سخر رواد مواقع التواصل الاجتماعي من تعيين سفير مصري جديد لدى تل أبيب، مؤكدة أن ما حدث هو تخطيط أميركي ــ إسرائيلي لتدمير المنطقة، ولضياع القضية الفلسطينية.

الأديب علاء الأسواني، سخر مما وصفه بفرحة بعضهم بعودة السفير المصري لإسرائيل، وقال عبر "تويتر": "الوطني الحق هو من يدعم السيسي ضد المخطط الأميركي الإسرائيلي الشرير، ثم يفرح ويهنئه بعودة المعونة الأميركية لمصر، وعودة السفير المصري لإسرائيل".

وعلق محمد سيف الدولة، الباحث في الشأن القومي العربي، على تعيين حازم خيرت سفيراً لمصر في تل أبيب، عبر "تويتر" بالقول: "بعد أيام من موافقة الكونغرس على المعونة العسكرية لمصر، السيسي يتوج علاقته الحميمة بـإسرائيل بتعيين سفير جديد لأول مرة منذ سحبه عام 2012"، بينما استنكر الخبير الاقتصادي والصحافي في جريدة "الأهرام" المتخصص في الشأن الاقتصادي ممدوح الولي، تعيين مصر سفيراً لها بإسرائيل، حيث كتب عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "في نفس يوم ارتداء مرسي ملابس الإعدام تعيين سفير لمصر بإسرائيل".

اقرأ أيضاً: السيسي يعين سفيراً بإسرائيل بعد سحبه في عهد مرسي