صدام "البشمركة" و"الحشد الشعبي" ينتقل إلى ديالى

صدام "البشمركة" و"الحشد الشعبي" ينتقل إلى ديالى

14 يونيو 2015
صراع الحلفاء على ديالى بدأ (يونس البياتي/فرانس برس)
+ الخط -
يبدو أنّ الاتفاق بين قوات "البشمركة" الكردية ومليشيا "الحشد الشعبي" بشأن تقاسم المناطق المحرّرة من تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) لم يدم طويلاً، واشتبك الطرفان إثر خلاف على تلك المناطق في ديالى وصلاح الدين وكركوك. وأفاد عضو المجلس المحلي لقضاء المقدادية في محافظة ديالى، سمير عبد الخالق لـ"العربي الجديد"، أنّه "حسب الاتفاق المُبرم في وقت سابق بين المليشيا والبشمركة، فإن بلدة جلولاء تُعدّ من حصة الأكراد، وبلدة السعدية من حصة الحشد الشعبي". وكشف أنّه "طيلة هذه الفترة التي أعقبت تحرير هذه المناطق منذ نحو خمسة أشهر، فإنّ الطرفين تمسّكا بحصتهما من دون خلاف".

لكنه لفت إلى أنّ "الحشد الشعبي أقدمت أخيراً على عزل المناطق الخاضعة لها عبر حفر خنادق، ومنها خندق بين جلولاء والسعدية، الأمر الذي لاقى رفضاً من البشمركة وتسبّب بخلاف بين الطرفين انتهى باشتباك مسلّح". وأضاف أنّه "على الرغم من توقف الاشتباك بعد تدخّل قيادتي الطرفين، فإن الوضع لا يزال متشنجاً، والتوتر يسود، ما ينذر باتساع دائرة الخلاف بينهما".

وأشار الى أنّ "الطرفين طلبا من قيادتيهما مدّهما بتعزيزات عسكريّة، وأن التعزيزات وصلت، وسط انتشار مكثف من الطرفين قرب الحدود بينهما". بدوره، رأى عضو "الاتحاد الوطني الكردستاني"، كاوة محمود، أنّ "أي تجاوز من الحشد الشعبي على البشمركة هو أمر مرفوض منا ولن نسكت عنه".

اقرأ أيضاً: خسائر القوات العراقية والمليشيات تخطّت تسعين ألف مقاتل

وقال محمود لـ"العربي الجديد"، إنّ "البشمركة معروفة لدى الجميع بأنها قوات نظامية، ولها عمق تاريخي في العمل العسكري المنظم"، مؤكداً أنّها "لن تتجاوز أحداً ولا الحشد الشعبي، لكنّها في المقابل لن تقبل بأي تجاوز عليها من أيّ جهة كانت". وشدد على أنّ "حفر الخندق من دون موافقة البشمركة أمر مرفوض قطعاً".

من جهته، رأى عضو مجلس عشائر محافظة ديالى، الشيخ هذّال النداوي، أنّ "الطرفين تجاوزا حقوق المواطنين النازحين، وتقاسما مناطقهم من دون وجه حق". وقال النداوي لـ"العربي الجديد"، إنّ "أيّ تجاوز على حقوق المواطنين لن يمرّ بسلام، وإنّ الجانبين عاشا على معاناة النازحين، الذين يرزحون في الخيام منذ نحو العام تقريباً". وذكر أنّ "الأزمة الإنسانية التي يمر بها النازحون في محافظة ديالى، تتحمل المليشيات والبشمركة مسؤوليتها، وهم المتسببون بذلك".

وكانت المليشيات و"البشمركة" قد اتفقت عقب تحرير مناطق محافظة ديالى من سيطرة "داعش"، على تقاسم السيطرة على تلك المناطق، فيما مُنع النازحون من العودة إليها. وبحسب مصدر عراقي، فقد "شهد الشهر الحالي ثلاثة اشتباكات مسلّحة بين الطرفين، في بلدات مختلفة ويجري التكتم عليها بشكل كبير لأسباب عسكرية، خشية من استغلال داعش ذلك، لمعاودة الهجوم على تلك المناطق مجدداً".

واعتبر المحلل السياسي عمر الجبوري في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "محافظة ديالى وباقي المناطق المختلف عليها بين بغداد وإربيل، مثل كركوك وأجزاء من محافظة صلاح الدين ونينوى، جميعها مواقع مرشحة للمواجهة بين البشمركة ومليشيات الحشد الشعبي، وكلها تحصل على خلفية محاولة رسم معادلة جديدة للأرض". وأضاف أن "الاشتباك الأخير الذي حصل في جلولاء يوم الجمعة، يُنذر بتصعيد كبير في الأوضاع، وأن الأمور تتدهور نحو الأسوأ، مع قتلى للطرفين".

ويشير ضابط بشرطة محافظة ديالى، رفض الكشف عن اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "اشتباكات مسلّحة وقعت بين مقاتلي البشمركة ومليشيا سرايا الخراساني، التابعة للحشد الشعبي، في جلولاء. ويعود السبب إلى أن قوة من البشمركة قدمت إلى منطقة كوباشي، الواقعة بين جلولاء والسعدية، مصطحبة معها آليات لحفر خندق، يفصل جلولاء عن المناطق الجنوبية. وهو ما دفع بمليشيا الخراساني إلى فتح نيران أسلحتها باتجاه قوات البشمركة، لتندلع على أثره اشتباكات بين الطرفين، أوقعت خسائر في الأرواح والمعدات".

واعتبر المحلل الأمني هاشم الهاشمي، أن "المعارك الجانبية بين البشمركة ومليشيا سرايا الخراساني، في قريتي مرجانة وكوباشي، أوقعت خسائر بالأرواح والمعدات، مع انسحاب السرايا بعد خسارتها معظم تلك القرى لصالح البشمركة". وأضاف أن "هذه المنطقة محررة منذ حوالي ثلاثة أشهر من داعش، وتسكنها غالبية من عشائر الجبور والمهداوية والأوسية والسادة الصميدع". لكن لفت إلى أنه "لم يُسمح بعودة أي منها إلى مناطقها، لأسباب موضوعية وأخرى قومية أو طائفية".

اقرأ أيضاً: "خندق" فصل كربلاء في مراحله الأخيرة

المساهمون