الاحتلال يقزّم جريمة ترحيل فلسطينيي الأغوار

الاحتلال يقزّم جريمة ترحيل فلسطينيي الأغوار

14 يونيو 2015
الاحتلال يعطي إخطارات جماعية بالرحيل (جعفر أشتيه/فرانس برس)
+ الخط -

لاحظ سكان منطقة المالح والمضارب البدوية، في الأغوار الشمالية، شرقي الضفة الغربية المحتلة، أن الاحتلال الإسرائيلي، غير سياساته منذ نحو أسبوع، في ما يتعلق بإخطارات ترحيل العائلات الفلسطينية عن خيامها ومراعيها، بغية إجراء تدريبات عسكرية لجيشه، بحيث باتت هذه الإخطارات جماعية وليست فردية.

وانتهجت إسرائيل سياسة جديدة وخطيرة تتمثل بالإخطار الجماعي للسكان بالرحيل، إذ إنها كانت في السابق تسلم كل عائلة تنوي ترحيلها إخطاراً باسمها، على عكس ما تقوم به الآن من إدراج عدة عائلات في إخطار واحد.

وقال رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية، عارف دراغمة، لـ "العربي الجديد" إن "قوات الاحتلال بدأت بإعطاء إخطار واحد، باسم شخص واحد، لعائلات كثيرة تسكن في المنطقة المخطرة بالإخلاء"، مشيراً إلى أن الهدف من وراء ذلك "تضليل المؤسسات الدولية والحقوقية المهتمة، ولكي يخفف الاحتلال أوراق انتهاكاته بدلاً من تخفيف الانتهاكات ذاتها".

ويدلل دراغمة على تلك السياسة، موضحاً أن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقوم بتسليم عشرة إخطارات، لثلاثين عائلة فلسطينية بالرحيل عن مساكنها البدائية، بدلاً من تسليمها ثلاثين إخطاراً".

اقرأ أيضاً: الاحتلال يخطر بترحيل 74 عائلة في الأغوار

وتكمن خطورة هذه السياسة، في تخوف السكان الفلسطينيين المطرودين من بيوتهم، بأن تنخدع المؤسسات الحقوقية والإعلامية بالحيلة التي انتهجها الاحتلال لتقزيم جرائمه.

ووفق دراغمة، فإنه عادة ترفع قضايا فلسطينية ضد جيش الاحتلال، ويتم تسليم إخطارات الترحيل لمؤسسات دولية كالصليب الأحمر، وأخرى حقوقية وإعلامية، لكن الخوف اليوم يكمن في أن تنجح سلطات الاحتلال في تقليل اهتمام هذه المؤسسات بما يحدث من خلال تبسيط موضوع ترحيل العائلات، وكأنها تُرحل عائلة واحدة وليس قرية بأكملها.

ونجحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبل هذه السياسة، في حجب اهتمام المؤسسات الإعلامية والحقوقية الدولية بجرائم البناء في المستوطنات في الضفة المحتلة، حيث إن العالم اعتاد على التعامل مع ما تصدره سلطات الاحتلال من أرقام حول الوحدات السكنية التي تنوي بناءها، وليس مع ما يجري على أرض الواقع من بناء لا يدري به أحد.

غير أن دراغمة يشير إلى أن إسرائيل سوف ترحل مائة عائلة، وتقول للمؤسسات التي تراجعها إن "خمسة إخطارات فقط سُلمت للفلسطينيين، ولا داعي للمبالغة".

وعند الحديث عن إخطار ترحيل في الضفة الغربية، فهذا يعني أن عائلة واحدة مستهدفة، ولا يستبعد سكان الأغوار الذين يرميهم الاحتلال في العراء كلما قرر جنوده تجريب مدافعهم، أن يصدق العالم بأن الأمر مبالغ فيه.

المساهمون