اليمن: مجزرة التواهي لإفشال مؤتمر الرياض

اليمن: مجزرة التواهي لإفشال مؤتمر الرياض

07 مايو 2015
استهدفت المليشيات المدنيين أثناء محاولتهم الفرار (صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -
"لا تقدّم ميداني من دون مجازر على الأرض". استراتيجية تصرّ عليها قوات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وخصوصاً في الجنوب الذي شهد، أمس الأربعاء، معارك هي الأعنف أفضت إلى تقدم قوات الحوثيين والمخلوع في مدينة التواهي في عدن بالتزامن مع مجزرة ارتكبوها بحق السكان الذين كانوا يحاولون الفرار من المعارك عبر البحر.
وعمدت مليشيات الحوثيين وصالح إلى قصف قارب يقل عدداً من المدنيين الذين كانوا يحاولون الفرار من معارك التواهي عبر البحر، ما أفضى إلى مقتل ما لا يقل عن 40 مدنياً، فيما عجزت فرق الإنقاذ عن انتشال جثث القتلى المدنيين من وسط البحر، حسب ما أكدته مصادر حقوقية لـ"العربي الجديد".
من جهته، ذكر مسؤول طبي لوكالة "فرانس برس" أن "32 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من 67 في قصف تعرض له النازحون لدى محاولتهم الهروب من القتال الدائر في حي التواهي إلى منطقة البريقة"، بعدما أصابت قذائف عوامة ورصيفاً في ميناء للصيد في المدينة. وحمل المسؤول المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح مسؤولية هذا القصف. وتوجت مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع بمجزرتها، أمس، سلسلة طويلة من الانتهاكات التي بدأت فيها منذ محاولتها فرض سيطرتها على الجنوب، بما في ذلك قطع إمدادات الغذاء والمياه والغاز عن المدنيين، الذين حاول كثر منهم الفرار من سوء الأوضاع إما باختيار النزوح الداخلي إلى مناطق الأرياف التي تعد أكثر أمناً أو باللجوء إلى دول الجوار، وتحديداً إلى جيبوتي عبر البحر.

اقرأ أيضاً معاناة عدن: نزوح وكارثة إنسانية تنتظر الجسر الإغاثي 

وشهدت مدينة التواهي في عدن معارك هي الأعنف، أمس الأربعاء، أفضت إلى تقدم الحوثيين فضلاً عن مقتل قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء علي ناصر هادي، خلال تفقده المعارك في ساعات الفجر الأولى. ونعت قيادة "مجلس المقاومة في عدن"، أمس الأربعاء، علي ناصر هادي، مؤكدة أنه "عاش بسيطاً وختم حياته بشرف وبطولة، وشهادة في سبيل الله ولن يمر موقفه البطولي مرور الكرام، بل سيكون دافعاً للشباب لمزيد من الصمود والتضحية، بعد أن شاهدوا هذا الموقف المشرّف لهذا الرجل المسن المقدام".
وفيما كلّفت الرئاسة اليمنية اللواء سيف الضالعي خلفاً له في قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، أشار المجلس إلى أن علي ناصر هادي "كان، فجر يوم الأربعاء، يتفقد الخطوط الأمامية في منطقة حجيف، بعد تقدم المقاومة وتراجع الحوثيين، وحيث إن الشهيد متواجد في مقدمة خط التماس، فقد باغته قناص واستهدفه بإصابة مباشرة في الرأس، ونقل على أثرها إلى مستشفى المصافي عبر قارب صيد".

وبينما تثبت مجريات المعارك في عدن، أن من يدافعون عن المدينة هم مسلحون شباب من أبناء المدينة وفق امكانيات محدودة، تشير عمليات قوات الحوثيين والمخلوع في عدن خلال الأيام الماضية إلى أنهم يستميتون لحسم المعركة في عدن وإفشال مؤتمر الرياض قبل ولادته، فضلاً عن إفشال محاولة التحالف العشري لتحقيق أي نصر أو تقدم في اليمن، ولو كان ذلك، حسب مصدر عسكري، سيفضي إلى ارتكاب هذه المليشيات أكبر قدر من المجازر بحق المدنيين، والذي تأتي مجزرة البحر، أمس الأربعاء واحدة منها.
ويوضح المصدر، لـ"العربي الجديد"، أن "مليشيات الحوثيين والمخلوع، ما زالت تحصل على دعم وتعزيزات تمكنهم من دعم جبهاتهم داخل عدن. وركزت هذه المليشيات مساعيها للسيطرة على مدينة التواهي نظراً لأهميتها الاستراتيجية، إذ تقع فيها مقرات مهمة بينها سيادية، حيث يتواجد في المدينة قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، ومقر المخابرات، والقصر الرئاسي، ومعسكر خفر السواحل، والبحرية، ومقر الإذاعة والتلفزيون، فضلاً عن مبنى وكالة الأنباء اليمنية سبأ فرع عدن، وعدد من المقرات الحكومية، والمؤسسات الاقتصادية".
ويلفت المصدر إلى أن "المليشيات كثّفت من وحشيتها منذ قبض المقاومة على خبراء إيرانيين كانوا ضمن المليشيات، وتعمل جاهدة للبحث عن مكان احتجازهم وتسعى للإفراج عنهم".
ووفقاً للمصدر نفسه، "يسعى الحوثيون والمخلوع لإغلاق أي طريق أو منطقة ممكن أن تكون ممراً آمناً، والتي تحاول قيادة التحالف تأمينها".
عمليات قوات الحوثيين والمخلوع الأخيرة، دفعت إلى إطلاق تحذيرات سواء من قيادة محافظة عدن، أو من قبل قيادة "المقاومة الشعبية"، وأطراف سياسية ومسؤولين ووزراء. ودعا هؤلاء الى ضرورة التدخل البري، باعتباره أصبح أمراً لا مفر منه، إذا ما أرادت قيادة التحالف والقيادة اليمنية حفظ عدن، وإلا "فإن المحافظة قد تسقط في أي لحظة بيد المليشيات، في ظل الجرائم التي ترتكبها مليشيات الحوثيين والمخلوع بحق المدنيين في عدن".
وفي السياق نفسه، استغربت منظمات حقوق الإنسان في عدن، الصمت الدولي حيال الجرائم والمجازر التي ترتكبها مليشيات الحوثيين والمخلوع بحق المدنيين في عدن.
في غضون ذلك، استبعد أمين سر الحراك الثوري الجنوبي، فؤاد راشد، أي مشاركة للحراك الجنوبي في أي لقاء أو مؤتمر يعقد عن اليمن، في ظل حالة القتال في عدن.
وشدد راشد، في تصريح صحافي، على "ضرورة سيطرة المقاومة الجنوبية على العاصمة عدن، السيطرة الكاملة، وكذا الضالع، لتهيئة الحراك الجنوبي التهيئة النفسية والمعنوية كي يتمكن من المشاركة في أي لقاء أو مؤتمر ترعاه دول الخليج، أو الجامعة العربية، أو الأمم المتحدة".
ولفت راشد إلى أن "الحراك الجنوبي كان قد أكد في بيانات سابقة، أنه لا يمانع من حضور أي مؤتمر، لكن بعد السيطرة على عدن، وإنقاذ الأهالي من الإبادة الجماعية"، مشدداً على أن "الموقف الذي تتفق عليه مكونات الحراك في الداخل، سيكون موقف الرموز الجنوبية في الخارج".

اقرأ أيضاً الضالع اليمنية: صمود مستمر لسنوات