مشاروات سياسية متنقلة بحثاً عن موعد لجنيف اليمني

مشاروات سياسية متنقلة بحثاً عن موعد لجنيف اليمني

31 مايو 2015
غارات التحالف تترافق مع اشتباكات على الأرض (الأناضول)
+ الخط -
تحرك الملف السياسي في اليمن مجدداً، بعدما تضاءلت الآمال على ضوء تأجيل موعد انطلاق "مشاورات جنيف"، في ظل استمرار مشاورات المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي يتواجد منذ الجمعة في صنعاء بعد محادثات مكثفة مع الأطراف اليمنية في الرياض. وفي السياق، أوضحت مصادر سياسية يمنية لـ "العربي الجديد" أن زيارة ولد الشيخ أحمد إلى صنعاء، جاءت على ضوء نقاشاته مع القيادة الشرعية والأطراف اليمنية المشاركة في مؤتمر الرياض، حيث استمع إلى مطالبها، وعاد إلى العاصمة اليمنية لإجراء مباحثات مع الطرف الآخر، ممثلاً بالحوثيين وحزب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وأحزاب سياسية أخرى، حيث تركز اللقاءات على أخذ آراء القوى السياسية، والتباحث معها حول إمكانية تحديد موعد جديد لانطلاق الحوار. 

اقرأ أيضاً هادي: مهمتنا إخراج اليمن إلى وضع آمن ومستقر

وأكد المتحدث باسم الحزب الاشتراكي اليمني، علي الصراري، لـ "العربي الجديد" أن حزبه تقدم للمبعوث الأممي بمشروع مبادرة لوقف إطلاق النار، كان قد أعلنها قبل أيام، ووقع عليها إلى جانبه، التنظيم الوحدوي الناصري، وأحزاب أخرى، تتضمن وقف الحرب الداخلية وعمليات التحالف العشري، واستئناف العملية السياسية وغيرها من الخطوات.
وحول ما إذا كان هناك تقدم في مفاوضات المبعوث الأممي مع الأطراف اليمنية المتواجدة في الرياض، أوضح الصراري لـ "العربي الجديد" أنه ليس لديه معلومات في هذا الجانب، غير أنه أشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، لا يزال حريصاً على أن يعقد الحوار في جنيف بأقرب وقت ممكن. وأضاف "الذي فهمته من المبعوث أن الأمم المتحدة تسعى لوقف إطلاق النار، واستئناف الحوار قريباً".
وكان ولد الشيخ أحمد صرّح لدى وصوله صنعاء بأنه "سيجري خلال الزيارة مشاورات مع كافة الأطراف؛ للتحضير لمؤتمر جنيف الذي لا تزال الأمم المتحدة مصممة على أن يعقد في أقرب وقت"، على حد تعبيره.
وسبق زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء تصريح للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أكد فيه الدعم الكامل والصادق لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن، "المستندة للمرجعيات الأساسية التي اتفق عليها اليمنيون، وحظيت بدعم ورعاية العالم، ووجب احترامها والعمل على تنفيذها، وبالأخص القرار الدولي 2216". واللافت في هذه الجزئية عدم التأكيد على ضرورة استناد الجهود على "وثيقة إعلان الرياض"، والتي تعد إحدى نقاط الخلاف، حيث تطالب القيادة اليمنية باعتمادها كسقف لأي مفاوضات برعاية أممية، بينما لم تعتمدها الأمم المتحدة أثناء دعوتها إلى مفاوضات "جنيف".
وفيما أكد الحوثيون لأول مرة وجود لقاءات مع أطراف دولية وإقليمية متواصلة في سلطنة عُمان، في ظل أنباء عن تحضيرات لإطلاق مبادرة من مسقط، تصرّ الرئاسة اليمنية على نفي أي تواصل معها بشأن هذه المحادثات.
وفي السياق، أكد مختار الرحبي، المستشار الإعلامي للرئيس اليمني، أنه لا وجود لأي مبادرة عمانية رسمية لإنهاء الصراع في اليمن، مشيراً إلى أن المحادثات التي يجريها وفد جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في سلطنة عُمان حالياً، شأن خاص بهم فقط.
وبينما لم يسمّ الحوثيون الأطراف الدولية الإقليمية التي يجرون اللقاءات معها، أكد حليفهم الرئيس المخلوع المعلومات التي يتم تداولها، منذ أيام، أن المحادثات في عُمان تجري مع الولايات المتحدة. وأوضح صالح، في مقابلة تلفزيونية، أن ما يجري هناك، يتم بين الحوثيين والولايات المتحدة وإيران، وأبدى عتابه على الحوثيين، لعدم التشاور مع حزبه حول تلك المحادثات.
وعزز عتاب صالح على الحوثيين في هذا الصدد، التسريبات التي تتحدث عن مشروع اتفاق يتم الإعداد له في عُمان، يكون الحوثيون طرفاً فيه، ويتضمن مغادرة صالح أو اعتزاله العمل السياسي.
وتثير لقاءات مسقط المستمرة منذ أيام، الكثير من التكهنات، بسبب الغموض المحيط بتفاصيلها، والحذر التي تظهره بعض الأطراف اليمنية في الرياض منها، مثلما غاب عنها حليف الحوثيين الداخلي صالح، والذي أكد أنهم لم يتشاوروا معه بخصوص هذه المحادثات.

اقرأ أيضاً: "جنيف" اليمني "تشاوري" والحوثيون يقرّون بمفاوضات مسقط 

وبينما تبدو الحلول السياسية غير ناضجة بعد، تستمر العمليات العسكرية على مختلف الجبهات.
وفي السياق، تدخل المعارك بين "المقاومة الشعبية" ومليشيات الحوثيين والمخلوع مرحلة أشد شراسة، ولا سيما في عدن ولحج والضالع وشبوة وأبين، وسط استمرار القصف من قبل طائرات التحالف لمواقع ومعسكرات ومخازن مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع.
ففي عدن فشلت مليشيات الحوثيين والمخلوع، أمس السبت، لليوم الرابع على التوالي في التوغل باتجاه مدينة المنصورة، وسط مقاومة شرسة وقصف عنيف من طائرات التحالف، مستهدفة الأسلحة الثقيلة خارج منطقة جعولة، التي تستخدمها المليشيات لقصف الأحياء السكنية في المدينة، فيما أحرزت "المقاومة الشعبية" تقدماً باتجاه مناطق الممدارة والصولبان والعريش والمطار وغازي علوان، حسب تأكيدات مصدر قيادي في "المقاومة الشعبية" لـ "العربي الجديد".
وفي محافظة أبين شرق عدن، ذكرت مصادر متعددة لـ "العربي الجديد" أنه "قتل وأصيب العشرات من مليشيات الحوثيين والمخلوع في منطقة شقرة الساحلية، شرق زنجبار عاصمة أبين، عقب تفجير عبوات ناسفة استهدفت تجمعات للمليشيات، فيما تستمر عمليات الكر والفر، ونصب الكمائن من قبل المقاومة في لودر وزنجبار ومفرق الوضيع وامعين استهدفت جميعها المليشيات".
كذلك تشهد محافظة شبوة عمليات كر وفرّ بين مليشيات الحوثيين والمخلوع، في عتق عاصمة المحافظة، فضلاً عن منطقة الصعيد.
وبالتزامن شنّ طيران التحالف غارات استهدفت مليشيات الحوثيين والمخلوع، في قاعدة العند الجوية ومحيطها في لحج. وحسب مصادر فإن "إحدى الغارات استهدفت مركز تدريب داخل القاعدة، التي تعدّ المعقل الأكبر لمليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع، وتتخذ من المئات من المعتقلين والمختطفين، بينهم ناشطون وعسكريون، من مختلف مناطق الجنوب كدروع بشرية".
وعلى غرار الأحداث الجارية في مناطق الجنوب، تبقى البوابة الشمالية له، والمتمثلة في الضالع، هي العنوان الأبرز للمعارك، والتي لا تزال تشهد اشتباكات متواصلة، وتقصف مليشيات الحوثيين والمخلوع، عددا من القرى في منطقة حجر وسناح، شمال مدينة الضالع، فيما تشن المقاومة قصفاً يستهدف مواقع المليشيات الحوثية وقوات المخلوع في مدينة قعطبة، التي تشهد نزوحاً جماعياً للسكان، في ظل المواجهات العنيفة في محيط المدينة، وتحرز فيها "المقاومة الشعبية" تقدماً ملحوظاً.

اقرأ أيضاً التصعيد الحوثي على الحدود: بين استدراج الخارج وطمأنة الداخل

المساهمون