تقدير إسرائيلي: النظام المصري يُفجّر جبهة غزّة

تقدير إسرائيلي: النظام المصري يُفجّر جبهة غزّة

31 مايو 2015
النظام المصري يحاصر غزّة و"حماس" (عباس موماني/فرانس برس)
+ الخط -

على الرغم من التوتر الكبير الذي شهده قطاع غزة في أعقاب الهجمات التي شنتها الطائرات الإسرائيلية الأسبوع الماضي، بعد إطلاق صاروخ من قبل إحدى المجموعات الفلسطينية الصغيرة في القطاع، فإن التقدير العام في تل أبيب يقول إن هذه الأحداث لا يمكن أن تشكل مقدمة لانهيار التهدئة القائمة بين الجانبين. لكنه يعتبر أن النظام المصري يمكن أن يتسبّب بإشعال جبهة غزة في ظل عدائه لحركة "حماس". 

اقرأ أيضاً السيسي وإسرائيل: شهر عسل في السياسة والاقتصاد

وكان لافتاً في محافل التقدير الاستراتيجي للاحتلال، أنه يرى سلوك مصر لا يسهم تحديداً في تهدئة الأوضاع في قطاع غزة. ونقل معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، عن محافل رسمية إسرائيلية قولها إن حالة العداء الكبير الذي تكنه مصر لحركة "حماس" يجعل من المستحيل على الاحتلال الاعتماد على دور القاهرة كوسيط قادر على إلزام "حماس" بالتوافقات التي يمكن التوصل إليها.

ورأى هارئيل، في مقال نشرته الصحيفة الجمعة، أن السلوك المصري تجاه "حماس" يمكن أن يفضي إلى انفجار الأوضاع في غزة، لأن القاهرة ترفض أية صيغة يمكن أن تفضي إلى تخفيف مظاهر الحصار والمعاناة في قطاع غزة. ووصل إلى حد القول إنه بالنسبة لإسرائيل، فإن نتائج العداء بين "حماس" ومصر عبدالفتاح السيسي أخطر بكثير من نتائج الصراع بين "حماس" وفصائل السلفية الجهادية التي تتحدى حكم الحركة، على اعتبار أن موقف القاهرة تجاه غزة يمكن أن يفضي إلى انفجار مواجهة جديدة بين "حماس" وإسرائيل على عكس ما تقتضيه المصلحة الإسرائيلية. 

وأشار هارئيل إلى أن قرار مصر إغلاق معبر رفح بشكل شبه دائم يقلّص أية فرصة لانطلاق إعادة إعمار قطاع غزة، منوهاً بأن نظام السيسي يرى في حركة "حماس" مجرد فرع من فروع جماعة "الإخوان المسلمين" التي يناصبها العداء الشديد. ونقل عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إنه بدون توافق ثلاثي بين "حماس" والسلطة الفلسطينية ومصر، فإنه لا أمل في إعادة إعمار القطاع. 

وحسب هارئيل، فإن القاهرة تشترط إعادة فتح المعبر بأن تتخلى حركة "حماس" عن السيطرة على الجانب الفلسطيني من المعبر، وتسليمه لقوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي لا يبدي حماساً لتسلّم المسؤولية عنه. وكانت صحيفة "هآرتس" قد نقلت عن مصادر إسرائيلية عسكرية قولها إن السيسي معني تماماً بأن يتولى محمد دحلان، القيادي المطرود من حركة "فتح"، رئاسة السلطة بعد غياب محمود عباس. وحسب الصحيفة، فإن نظام الجنرالات في القاهرة يرى أن مصالحه تقتضي وجود دحلان على رأس السلطة الفلسطينية، منوهة بأنه على الرغم من الكراهية الشديدة التي يكنها النظام لـ"حماس"، فإنه يرفض أن تتولى الدول الأخرى أي دور في التوسط بين "حماس" وإسرائيل. وشددت على أن هذا الموقف يأتي من أجل ضمان تحقيق أكبر قدر من التأثير على ما يجري في غزة.

من جهة ثانية، نقلت وسائل إعلام الاحتلال عن محافل عسكرية إسرائيلية قولها إن آخر ما يعني حركة "حماس" في الوقت الحالي هو السماح باندلاع مواجهة جديدة مع الاحتلال في ظل التدهور الاقتصادي الذي يعيشه الغزيون، وفي ظل عدم انطلاق مشاريع إعادة الإعمار. وقد حرصت قيادات في جيش الاحتلال والاستخبارات الإسرائيلية على تسريب نبأ مفاده بأن إطلاق الصواريخ نفذته مجموعة تابعة لحركة "الجهاد الإسلامي" في منطقة شمال القطاع احتجاجاً على قرار قيادة الحركة تنصيب قائد للذراع المسلح في الشمال من خارج المنطقة. لكن بالنسبة لقيادة الاحتلال، فإنه بغض النظر عن هوية الجهة التي تقوم بإطلاق الصواريخ من القطاع، فإن حركة "حماس"، بصفتها حاكمة القطاع، يتوجب أن تتحمّل المسؤولية وتدفع الثمن. 

ويشير المعلق العسكري في صحيفة "ميكور ريشون"، عمير رايبوبورت، إلى أن وزير الحرب الحالي موشيه يعالون قرر اتباع سياسة ثابتة تقوم على الرد على كل عملية إطلاق نار، سواء في الجبهة الجنوبية أو الشمالية، بشكل آلي. وفي تحليل نشرته الصحيفة، الخميس الماضي، قال رايبوبورت إن يعلون يرى في حركة "حماس" العنوان المسؤول عن الأوضاع في قطاع غزة لأنها تدير الأمور هناك، ما يعني أنه يتوجب الرد بضرب أهداف للحركة في أعقاب كل عملية إطلاق صاروخ، حتى عندما يتبيّن أن فصيلاً آخر هو المسؤول عن إطلاقه.

من جهته، رأى المعلق العسكري في قناة التلفزة العاشرة، ألون بن دافيد، أن حاجة الاحتلال للهدوء على الجبهة الجنوبية لا تقل عن حاجة "حماس"، وذلك بسبب حالة انعدام اليقين على حدود الأراضي المحتلة، خصوصاً إمكانية انفجار الحدود على الجبهة السورية. وشدد  على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعي تماماً أن حكومته الحالية متهمة من قبل العالم بالتطرف واليمينية، لذا سيكون من الصعوبة بمكان أن يحصل على دعم دولي لأي تحرك عسكري ضد غزة، ولا سيما في ظل بقاء مظاهر الدمار الناجم عن الحرب الأخيرة على حالها.

المساهمون