أسلحة ثقيلة للمليشيات قرب السعودية ونفق يربط النخيب بكربلاء

أسلحة ثقيلة للمليشيات قرب السعودية ونفق يربط النخيب بكربلاء

30 مايو 2015
احتل الحشد المنطقة على مرأى من حكومة العبادي(فرانس برس)
+ الخط -
احتلت مليشيات "الحشد الشعبي" مدينة النخيب جنوب غرب الأنبار، وفرضت سيطرتها عليها بعد قرار الحكومة العراقية بضمّها أمنياً إلى محافظة كربلاء. لكن سرعان ما تراجعت الحكومة عن القرار بعد موجة الاستنكار الشعبية والسياسية في العراق، إلّا أنّ المدينة لا تزال تحت سيطرة المليشيات وترفض الخروج منها، وطردت القوات النظامية منها، الممثّلة بالشرطة المحلية، المؤلفة من أبناء المدينة أنفسهم.

يروي زعماء قبليون وسكان محليون في محافظة النخيب، والمحاذية للحدود السعودية، أنّ مليشيات "الحشد" نقلت في اليومين الماضيين أسلحة ثقيلة ومدافع إلى المدينة ونشرتها على طول المساحة الصحراوية، وسط تعزيز عديد عناصرها، مما جعل أحد زعماء قبيلة عنزة بغداد يدعو إلى إيقاف "الاستفزازات الطائفية".

ويوضح أحد شيوخ الأنبار البارزين، مراد الحسن، لـ"العربي الجديد"، أنّ "مليشيات الحشد نقلت مضادات طائرات من عيار 57 مليمتراً، ومنصات صواريخ كاتيوشا ومدافع متوسطة المدى، فضلاً عن مدرّعات وعجلات مصفّحة، وأنهت احتلالها بشكل كامل على مرأى من حكومة العبادي، التي باتت كفزاعة حقل لا تخيف أحداً"، على حد تعبيره. وأضاف الحسن أن "المليشيات احتلت مسجديْن ومباني حكومية ورفعت رايات وشعارات طائفية بمضارب العشائر هناك"، مبيناً أنّ المليشيات "تستغل ضعف الحكومة وعجزها وعدم إمكانية وصول وسائل الإعلام إلى تلك المدينة النائية لنقل ما يجري، كما قامت بقطع الاتصالات عنها للسبب نفسه".

اقرأ أيضاً: سليماني في العراق لإدارة عمليات "الحشد الشعبي"

تقع مدينة النخيب جنوب غرب محافظة الأنبار، على الحدود مع السعودية، وعلى بعد 310 كيلومترات من مدينة الرمادي، وتحتوي على منفذ العراق الوحيد مع المملكة والذي يعرف باسم "منفذ عرعر". كما تضم شبكة خطوط نقل النفط العراقي للسعودية، المتوقف عن العمل منذ حرب الخليج الأولى. وتسعى بغداد للتفاوض مع السلطات السعودية لاستئناف العمل بالأنبوب مجدداً، وفقاً لمسؤولين عراقيين.

من جانبه، يقول أحد سكان المدينة لـ"العربي الجديد"، إن المليشيات نشرت أسلحتها الجديدة على المنطقة الحدودية بين العراق والسعودية وعلى الطريق الجديد المعروف باسم "المكسّر"، شمال المدينة، المؤدي إلى سورية. كما نصبت مضادات للطائرات تابعة أصلاً للجيش العراقي من عيار 57 مليمتراً، وحوّلت المدينة إلى ساحة معركة، على حد زعمه، مضيفاً، أنّ "المدينة باتت محكومة من قبل المليشيات وأغلقت الدوائر الرسمية أبوابها، بما فيها المحكمة والمركز الطبي".

ويلفت المواطن إلى أن هناك تخوفاً إزاء احتمال "بدء المليشيات بحملة لطرد السكان من المدينة لتغييرها ديموغرافياً، كما فعلت مع مدن أخرى".

ويوضح أحد زعماء قبيلة عنزة، الشيخ سعود صلاّل العنزي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "المدينة باتت محكومة من المليشيات، ووجود هذا العدد الكبير منها يؤكد على الفوضى التي تعصف في العراق"، لافتاً، إلى أنّ "تصرفات هؤلاء، ستدفع الناس للذهاب إلى الطرف الآخر لحمايتهم"، في إشارة إلى تنظيم "الدولة الإسلامية". ويتابع: "نعلم جيداً أنّ كل التحركات موجّهة، بالدرجة الأولى، ضد السعودية، وبتحرك إيراني واضعاً أذرعها في البلاد".

اقرأ أيضاً: أنباريون: الحكومة حاربتنا مع "داعش"

في المقابل، أعلن زعيم بارز في مليشيا "الحشد الشعبي" عن الانتهاء من حفر خندق حول النخيب، جرى من خلاله عزل المدينة عن الأنبار وتحويلها إلى خاصرة لكربلاء. وقال قائد مليشيا "سرايا قاصم الجبارين"، محمد الموسوي، الذي يشغل في الوقت عينه منصب نائب رئيس مجلس محافظة كربلاء، في تصريح تلفزيوني، يوم الجمعة: "إن قواتنا انتهت من عزل النخيب عن الأنبار بخندق يبلغ طوله 80 كيلومتراً، تمّ حفره بعمق مناسب لحماية كربلاء من (داعش)، بحكم أنّ النخيب هي المدخل الوحيد للتنظيم إلى الأنبار"، مضيفاً، "باتت المدينة ضمن محميات كربلاء، كما أمّنّا كربلاء بشكل كامل".

من جهة أخرى، جدّد الطيران العراقي قصفه الأحياء السكنية في الفلوجة. ويقول مصدر محلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القصف استهدف المدنيين الذين تجمّعوا أمام إحدى الجمعيات الخيرية التي توزّع المعونات، في مجمع تجاري مكتظ بالباعة والمتبضعين، مما أدى إلى سقوط 5 قتلى وأكثر من 20 جريحاً. ويوضح المصدر أنّ "المدينة تتعرض لقصف كثيف منذ يومين، انتقاماً لمقتل جندي عراقي قرب الفلوجة"، بحسب ما ورد على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية مقرّبة من "الحشد الشعبي".


اقرأ أيضاً: اتهامات لإيران بالوقوف وراء العنف الطائفي بالعراق