السفيرة الأميركية والمثليون

السفيرة الأميركية والمثليون

28 مايو 2015
السفيرة الأميركية برفقة كيري خلال لقاء الملك (Getty)
+ الخط -
المتتبع لعمل ونشاط السفيرة الأميركية في عمّان، أليس ويلز، يعتقد أن السيدة ولدت وترعرعت في الأردن، وأنها ليست طارئة على البلد الذي عينت فيه سفيرة لبلادها في 28 يوليو/تموز 2014. استطاعت السفيرة النشيطة في أقل من عام تفكيك ألغاز المجتمع الأردني والتغلغل في تفاصيله اليومية، وبناء علاقات مميزة مع منظمات المجتمع المدني الفاعلة في الدفاع عن الحقوق الاجتماعية للمواطنين، خاصة حقوق الأقليات. يسهل فهم النفوذ السياسي الذي تتمتع فيه السفيرة، في ظل فهم العلاقة الأردنية-الأميركية، التي تتجاوز أحياناً حدود التحالف إلى فضاء التبعية، وهو ما يسهل فتح جميع الأبواب أمامها، ما يخولها امتلاك كم هائل من المعلومات عن البلد أكثر مما يمتلك المسؤول الأردني، وهو ما يتجلى عملياً عندما تتحدث السفيرة عن الواقع الأردني في أبعاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى العسكرية، خلال مشاركاتها في الجلسات الحوارية التي تدعى إليها.

لكن ويلز لا تكتفي بأبواب الرسميين المفتوحة أمامها، وتصوب عينيها على أبواب المجتمع الأردني، التي تطرقها بشكل مستمر، سواءً كانت الأبواب لأحزاب أم نقابات أم منظمات مجتمع مدني، وحتى شخصيات اجتماعية مؤثرة، ولا تقتصر نشاطها على العاصمة عمّان، بل تتنقل في مختلف المحافظات الأردنية، حتى إن نشاطها وحركتها الدؤوبة تفوق نشاط المسؤولين الأردنيين أنفسهم. منذ استلامها لمنصبها أطلت السفيرة في العديد من المواقع، من دون أن يوجه لها انتقاد، فانتشرت صورها وهي تتذوق الأطعمة الشعبية في المحال القديمة التي تعتبر جزءاً من التراث الأردني، إضافة إلى صورها ضيفة عزيزة في بيوت الأردنيين، ومحاضرة في الندوات، وحاضرة على الحدود الأردنية وخلال التمارين العسكرية.

السلوك الوحيد الذي أغضب الأردنيين من السيدة، ويلز، حضورها لاجتماع عقده مجموعة من المثليين الأردنيين قبل أسبوعين بمناسبة اليوم العالمي ضد رهاب المثلية، وافتضح أمره عندما نشرت مجلة تعنى بحقوق المثلية تقريراً عن الاجتماع. أياً كان موقف المسؤولين والمجتمع الأردني من ظاهرة المثلية، ومن السفيرة على خلفية حضورها للاجتماع، عليهم أن يكونوا بنشاطها ليعرفوا الحدث قبل حدوثه لا بعده.

دلالات

المساهمون