شهود: اعتقال القليب بتونس وراء خطف التونسيين في ليبيا

شهود: اعتقال القليب بتونس وراء خطف التونسيين في ليبيا

20 مايو 2015
أكثر من 1000 تونسي خطفوا في ليبيا (فرانس برس)
+ الخط -
تتواصل عمليات اختطاف التونسيين في العاصمة الليبية طرابلس، وسط مخاوف من مزيد التصعيد وترقب حذر من قبل السلطات التونسية التي تأمل الإفراج عن جميع المحتجزين، خصوصاً بعد اتضاح هوية الجهات الخاطفة وأسباب احتجاز التونسيين.

وبحسب شهادات قدمها تونسيون مقيمون في ليبيا، ووفق شهادة أحد الفارين من قبضة المسلحين فإن رئيس الكتيبة التي تختطف التونسيين هو شقيق قيادي في قوات "فجر ليبيا"، تم إيقافه في تونس ويدعى وليد القليب.

وارتفع عدد التونسيين الذين تم احتجازهم من قبل مسلحين إلى ألف تونسي محتجز، بحسب مصادر مطلعة. وأكّد المدير التنفيذي لـ"مرصد الحقوق والحريات"، مروان جدّه، لـ"العربي الجديد"، أنّه وفق الاتصالات التي وصلتهم من شهود عيان مقيمين في ليبيا، فإن عدد المختطفين يتجاوز العدد الذي أعلنت عنه السلطات التونسية، مرجحاً أن يناهز العدد الألف تونسي.

وأشار جدّه إلى أن المختطفين لم يتعرضوا إلى التعذيب بل يعاملون معاملة حسنة، مُلمحاً إلى أن المعاملات قد تتغير بين الفينة والأخرى بحسب المستجدات.

وبيّن المدير التنفيذي لـ"مرصد الحقوق والحريات"، أنه بحسب الشهادات التي استمعوا إليها عبر الهاتف، فإن الجماعات المسلحة التي تحتجز التونسيين تتبع إحدى كتائب "فجر ليبيا"، مُذكراً أنّ علاقة "فجر ليبيا بالتونسيين كانت في السابق جيدة، إلا أنه بعد اعتقال القيادي بفجر ليبيا وليد القليب تعكّرت العلاقة".

وكانت المحكمة الابتدائية في تونس قد أصدرت مذكرة إيداع بالسجن ضد وليد القليب الليبي، الذي تم إيقافه منذ الخميس الماضي، بمطار تونس قرطاج.

وجاءت بطاقة الإيداع ضد القليب على خلفية شهادة قدمها حارس تونسي، قال إن المتهم شارك في إعداد محتشدات لإيقاف مدنيين في ليبيا، مع الإشارة إلى أن وليد قليب قيادي في قوات "فجر ليبيا".

واعتبر جدّه، أن السبب الحقيقي لاحتجاز التونسيين هو ملف الموقوف الليبي"القليب"، مشيراً إلى أن الحديث عن أسباب أخرى هو من قبيل المغالطات التي تقدمها الجهات الرسمية في تونس للرأي العام للتقليص من حدّة الضغوطات.

إلى ذلك، ذكر أحد المختطفين وهو تونسي مقيم بليبيا، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، أن عمليات تمشيط متواصلة من طرف قوات فجر ليبيا بحثاً عن تونسيين، مشيراً إلى أن أحد أصدقائهم، ويدعى "محمد" خطف منذ بضع ساعات".

وأوضح التونسي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الكتيبة التابعة لفجر ليبيا تعتقل التونسيين من المقاهي والمطاعم في منطقة بوسليم وصلاح الدين، مبيناً أنه تم وضعهم في شاحنات كبرى، كما طلب منهم التخلي عن هواتفهم الجوالة وأموالهم.

وتابع: "يسمح للمخطوفين حمل جوازات سفرهم فقط"، قائلاً إنه تم اعتقاله، يوم الأحد، ونقل إلى منطقة تسمى "مثلث بلعون" وسط معسكر كبير، وإنه شاهد في المكان ما لايقل عن 700 تونسي محتجز.

وأضاف أنّ المعلومات التي سمعها تشير إلى أنّ رئيس الكتيبة التي تحتجز التونسيين، هو شقيق القليب، وأنه اختطف التونسيين للمقايضة.

وقال الشاهد نفسه، إنه تمكن من الخروج من مكان الاعتقال بعد نصف ساعة من احتجازه بصعوبة بالغة وبعد وساطات عدّة اكتسبها من علاقاته الشخصية في ليبيا حيث كانت تجمعه علاقة صداقة بأحد رؤساء الكتائب.

بدوره، قال ماهر، وهو شاب تونسي مقيم في ليبيا ولديه شقيق يبلغ (22 عاماً)، من بين المختطفين إلى جانب إثنين من أبناء عمومته، لـ"العربي الجديد"، إنّ أحد أبناء عمّه المختطفين اتصل به لبضع دقائق بعدما سمح لهم بالاتصال بذويهم، في محاولة من الجهات الخاطفة للضغط عليهم والمطالبة بإطلاق سراح القليب مقابل الإفراج عنهم.

وأكّد ماهر أن هناك حملة واسعة على التونسيين في طرابلس، مضيفاً أنّهم أوقفوا أعمالهم ويتنقلون من مكان إلى آخر خوفاً من الاعتقالات في انتظار هدوء الأوضاع.

اقرأ أيضاًوعود بالإفراج عن التونسيين المحتجزين في ليبيا