غضب عراقي من محاولات انفصال إقليم كردستان

غضب عراقي من محاولات انفصال إقليم كردستان

16 مايو 2015
جولات البرزاني الخارجية هدفت لحشد التأييد للانفصال (الأناضول)
+ الخط -
بعد التصريحات التي أطلقها رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، خلال زيارته واشنطن عن قرب تنظيم استفتاء شعبي في الإقليم حول الانفصال عن العراق، انتقدت بعض الأوساط السياسية هذه التصريحات لكونها تمسّ وحدة البلاد وسيادتها الوطنية.

أولى الانتقادات صدرت من نائب الرئيس العراقي، إياد علاوي، الذي اعتبر في تصريحات صحافية أن "الإقليم يرغب آجلاً أم عاجلاً في الاستقلال، لكن الوقت غير مناسب لتحقيق ذلك"، مشيراً إلى أنه في حال التوصل إلى اتفاق بين بغداد وأربيل في ما يتعلق بمشاركة إقليم كردستان في صنع القرار السياسي وإنتاج النفط والدخل العائد منه، فإنه لن يكون هناك مجال لفكرة الانفصال. وشدد علاوي على أن انتصار العراق، حكومتاً وشعباً، على تنظيم "الدولة الإسلامية" متوقف على وحدته التي ستتحقق من خلال تنفيذ المصالحة الوطنية التي يسعى إلى تطبيقها.
وكان البرزاني قد أكد خلال لقائه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في البيت الأبيض قبل أيام، عن قرب "تنظيم استفتاء شعبي حول استقلال الإقليم وإعلان الدولة الكردية في حال وافق الشعب الكردي على ذلك". ولفت إلى أن "حكومة الإقليم اجتازت جميع العقبات أمام إعلان الدولة الكردية التي طالما يحلم بها الشعب الكردي في كل مكان".
وأشار البرزاني إلى أن زيارته إلى الولايات المتحدة وعدد من دول أوروبا حققت أكثر من المتوقع، وأن الكثير من البلدان لديها نفس الموقف الذي أبدته هنغاريا في دعم استقلال كردستان عن العراق.
وكانت وزارة الخارجية العراقية أكدت انزعاجها من تصريحات رئيس الحكومة الهنغاري، فيكتور أوربان، التي أعلن فيها دعم بلاده استقلال كردستان، مشيرةً إلى أن مثل هذه التصريحات تسيء إلى مبادئ حسن العلاقة المتنامية بين العراق وهنغاريا لكونها تعد تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي العراقي من خلال إظهارها عدم احترام الحكومة الهنغارية لوحدة العراق ونظامه الاتحادي.

اقرأ أيضاً: أربيل تطلب مساعدة تل أبيب لدعم الانفصال

الانتقادات لتصريحات البرزاني لم تقتصر على علاوي، إذ أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية، سعد الحديثي، في حديث لـ"العربي الجديد" أن رئيس الوزراء، حيدر العبادي، أعرب عن "استغرابه الشديد لتلك التصريحات في الوقت الذي نسعى فيه لشد الجسم العراقي ومنع تمزقه".
وأوضح الحديثي أن "الشاغل الأكبر للحكومة اليوم هو الحفاظ على وحدة العراق ومنع تمزقه أو تفككه لدويلات"، مشيراً إلى أن الحكومة العراقية دعت جميع الدول سواء العربية أو الغربية إلى احترام سيادة العراق ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية. كما دعت الحكومة، وفقاً للحديثي، "المجتمع الدولي إلى دعمها سياسياً وعسكرياً لتحقيق النصر على إرهابيي داعش الذي يسعى إلى تمزيق المنطقة بدون استثناء".

أما التحالف الوطني (الحليف لإيران)، فاعتبر أنّ رئيس إقليم كردستان يتصرف وكأنه رئيس دولة مستقلة، مشيراً إلى أن التصريحات التي أدلى بها البرزاني خلال جولته الأخيرة لواشنطن وبعض الدول الأوروبية بشأن الانفصال غير مقبولة ولا معقولة.
ورأى النائب عن التحالف الوطني، عباس البياتي، في حديث لـ"العربي الجديد" أن "التهديدات التي أطلقها البرزاني بالتلويح بالانفصال من وطنه الأم العراق أضحت مسألة اعتيادية تعود الجميع عليها في كل زياراته الخارجية على الرغم من أنها غير دستورية".
ووفقاً للبياتي، فإنه "في حال كانت لدى البرزاني الرغبة الحقيقية في ذلك فعليه أن يأتي إلى السلطة التشريعية المتمثلة بالبرلمان ويعرض ما يريده"، مؤكداً أن رئيس إقليم كردستان "عرض أطروحات غير واقعية ودائماً كانت أقواله فيها شكوى من سياسة الحكومة المركزية اتجاه حكومة الإقليم".
ولفت البياتي إلى أن الرئيس العراقي السابق، جلال الطالباني، كان يرفض فكرة الانفصال لأسباب عدة، أهمها أن الإقليم محاط بدول ترفض بشكل قاطع هذه الفكرة لأنها تمسّ أمنها القومي، وفي مقدمتها تركيا. أما السبب الآخر، وفقاً للبياتي، فيعود إلى أن الموقع الجغرافي لدولة كردستان، إن تحققت، سيكون بمعزل عن العالم.

اقرأ أيضاً: بغداد تسعى لحل خلافاتها مع أربيل رغم العرقلة