الحوثي يتحدى الهدنة الإنسانية في تعز والمجلس العسكري يرد

الحوثي يتحدى الهدنة الإنسانية في تعز والمجلس العسكري يرد

14 مايو 2015
الهدنة في تعز في خطر بسبب خروقات الحوثيين (Getty)
+ الخط -

لم تلتزم مليشيات الحوثي وقوات الجيش المتمردة المتحالفة معها، في محافظة تعز جنوب اليمن، بالهدنة الإنسانية المعلقة بشرط التزامهم بها، حيث استمر القصف العشوائي على الأحياء السكنية، خلال اليومين الأولين من الهدنة، من قوات الانقلاب المتمردة، فضلاً عن استمرار قناصيهم باستهداف مسلحي المقاومة الشعبية، ومدنيين، في بعض الأحياء الغربية من المدينة.

وقال مصدر عسكري لـ"العربي الجديد": إن مليشيات الحوثي وقوات الحرس المتحالفة معها والموالية للرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح، استمرت في قصف الأحياء السكنية في المدينة بطريقة عشوائية، موضحاً، أنها استهدفت، اليوم الخميس، بالأسلحة الثقيلة والدبابات، منطقة عصيفرة والمناطق المجاورة شمال شرق المدينة، مما أدى إلى مقتل العديد من المدنيين، وسقوط عدد آخر من الجرحى.


من جهتها ردت المقاومة الشعبية من موقعة في جبل جرة غرب المدينة بعدد من قذائف الدبابة، على موقع الحوثيين في فندق زائد الكائن في منطقة وسط جبل صبر جنوب غرب مدينة تعز.

وقالت مصادر متعددة، بينهم قيادي في أحزاب اللقاء المشترك في تعز، إن قوات الجيش الوطني، والمقاومة الشعبية قصفوا من موقعهم العسكري في جبل جرة، عصر اليوم الخميس، فندق زائد بعدد من القذائف، ما أسفر عن تدمير جزئي له، وتصاعد أعمدة الدخان من المبنى بكثافة.

يأتي ذلك بعد أن اخترقت مليشيات الحوثي، الهدنة الإنسانية، في العديد من الخروقات العسكرية في مختلف المحافظات اليمنية، ومنها محافظة تعز، وكانت مليشيات موقع الفندق الاستراتيجي، الذي كان تحت سيطرة المقاومة الشعبية بعد قيام الحوثيين بقصف عنيف استهدفه والقرى المجاورة له استمر لمدة يومين، ما دفع المقاومة للانسحاب منه، وسيطرة الحوثيين عليه.

اقرأ أيضاً: المبعوث الأممي يغادر صنعاء واتهامات متبادلة بخرق الهدنة

إلى ذلك، قال مصدر من المقاومة الشعبية المسيطرة في منطقة الحصبة غرب المدينة، تمكنت من القبض على 16 عنصراً من مليشيات الحوثي، كانوا يوجدون في أحد المباني في تلك المنطقة، وذلك بعد تلقي المقاومة بلاغاً من بعض السكان.

بدوره، أصدر المجلس العسكري الذي يقوده العميد ركن، صادق سرحان، في تعز بياناً، مساء أمس الاربعاء، أكد فيه أن مليشيات الحوثي والجيش المتمرد على الشرعية، لم يلتزموا بالهدنة الإنسانية، منذ الساعات الأولى لها، ليلة الثلاثاء الماضي، وطالب المجلس العسكري في البيان الذي تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، "المجتمع الدولي وقيادة التحالف العربي ومجلس الأمن الدولي، باتخاذ موقف حاسم وإجراءات عملية إزاء استمرار مليشيات الحوثي المنقلبة عن الحكومة الشرعية، وإيقاف الاعتداءات على المواطنين المدنيين العُزل، مستخدمة سلاح الدولة بشكل متعمد وإصرار واضح على الاستمرار في ارتكاب مزيد من الجرائم التي تقع في إطار جرائم إبادة جماعية تقود مرتكبيها إلى المحكمة الجنائية الدولية".

وذكر المجلس في بيانه، بأن الشعب اليمني، والمكونات السياسية الفاعلة بما فيها المجلس العسكري في تعز والمجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية، رحب بالهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي بقيادة السعودية تحت رعاية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

وأشار إلى أن اليمنيين ترقبوا بأمل موعد سريان الهدنة ودخولها حيز التنفيذ، إلا أن مليشيات الحوثي، وبتحدٍ سافر للمجتمع الدولي، اخترقتها، منذ الدقائق الأولى من بداية سريانها، حيث استمر قصفها بقذائف الدبابات والمدفعية في حي المناخ غرب المدينة، وشنت هجوماً آخر في وادي عرِش شمال شرق المدينة، دون توقف، حتى اليوم الخميس، فضلاً عن شن هجمات عسكرية في أماكن أخرى في جنوب وشرق المدينة وعلى وسطها.


وبدأت خروقات مليشيات الحوثي، وقوات الجيش الموالي للمخلوع صالح، بإرسال تعزيزاتها إلى محيط وأطراف مدينة تعز في اللحظات الأولى للهدنة، بالتزامن مع تصاعد القصف على الأحياء السكنية وقتل المدنيين، بالرغم من ترحيب تحالف الانقلاب رسمياً بالهدنة الإنسانية.

وشدد المجلس العسكري، على استمرار قيامه بالواجب الوطني والدفاع عن المدينة والمواطنين المدنيين فيها، ومواجهة مليشيا الحوثي التي اجتاحت محافظة تعز، كغيرها من المحافظات اليمنية، مستخدمة سلاح الدولة، وقامت بتدمير مؤسساتها الصحية والتعليمية والخدمية.

وجدد المجلس العسكري والمقاومة الشعبية رغبتهم في أن يعم السلام ربوع الوطن اليمني المنكوب بسبب ممارسات التحالف الانقلابي.

ودعا المجلس العسكري والمجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية، في خاتمة البيان، المجتمع الدولي إلى إيجاد آليات عملية وواقعية لإيصال المساعدات إلى أبناء الشعب الذين تتدهور حالتهم بشكل مريع مع استمرار انعدام المشتقات النفطية والمواد الغذائية والكهرباء والماء والدواء مما أدى إلى كارثة إنسانية يتحمل مسؤوليتها الجميع في مقدمتهم الانقلابيون، الذين أوصلوا البلاد إلى هذا الوضع الكارثي.

اقرأ أيضاً: اليمن يستدعي سفيره بطهران على خلفية أزمة السفينة الإيرانية

المساهمون