تحرك متأخر للحكومة السودانية لوقف القتال بين قبيلتين

تحرك متأخر للحكومة السودانية لوقف القتال بين قبيلتين

13 مايو 2015
مواجهات دامية بين قبيلتين بالسودان
+ الخط -

تحركات مكوكية بدأتها الحكومة في الخرطوم بعد أربع وعشرين ساعة من اندلاع القتال الذي يعتبر الأعنف من نوعه بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا، في منطقة "ابوكارنكا "، بولاية شرق درافور الاثنين، الأمر الذي لاقى انتقادات واسعة وسط شريحة كبيرة من السودانيين، باعتبار التحرك جاء متأخراً.

وتبارت القوى السياسية المعارضة بمختلف توجهاتها، في إصدار بيانات تدين العنف القبلي، وتحمّل النظام السوداني مسؤولية الأحداث، بسبب قيامه في وقتٍ سابق بتسليح القبائل بالأسلحة الثقيلة، أيام التمرد الاولى، التي اندلعت في اقليم درافور.

مشهد العنف القبلي الذي بدأ بين قبيلتي المعاليا والرزيقات، الاثنين، وأودى بحياة المئات من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، لم يكن الأول من نوعه فيما يتصل بالصراع القبلي، الذي اشتدت وتيرتة في الإقليم خلال الفترة الماضية، وتحول من صراع بين إثنيات مختلفة "عرب وزرقة"، إلى صراع داخل إثنية واحدة.


وفي هاذ السياق، يخشى محللون أن يتحول الصراع بين قبيلتي المعاليا والرزيقات، والذي يتصل بنزاعات حول ملكية الأرض، إلى حرب أهلية تتمرد معه أحدى الاطراف ضد الحكومة، بالاستناد الي تهديدات سابقة لقادة أهلييين من قبيلة المعاليا، لاسيما وأنهم يشعرون بمحاباة الحكومة لقبيلة الرزيقات، التي شكلت دعماً كبيراً لها في قتالها للمتمردين، وأقدمت على تسليحها بالأسلحة الثقيلة، كما استوعبت عدداً كبيراً من أبناء الرزيقات في القوات النظامية، فضلاً عن أن قبيلة الرزيقات في الأصل تمثل إحدى القبائل الكبرى في درافور.

زدات حدة النزاعات بين المعاليا والرزيقات، عقب قرار الرئيس السوداني عمر البشير، قبل أعوام قليلة، بتقسيم ولايات درافور الثلاث إلى خمس ولايات، وبموجب القرار استحدثت ولاية شرق درافور، التي تشكل الرزيقات الأغلبية فيها الأمر الذي قاد قبيلة المعاليا، إلى اتهام الأخيرة بالسيطرة على الولاية بالكامل، ودفعها بمطالبات بإعادة الوضع لما كان عليه، وأن تضم الولاية الجديدة إلى ولاية جنوب دارفور كما كانت في السابق .

وفي تصريحٍ سابق، أقر الرئيس البشير ضمنياً بأن قرار تقسيم الولايات الدرافورية، تم لإرضاء البعض، وقال في تصريحٍ نسب له "إذا كان التقسيم سيحقق السلام، فهو أفضل من الحرب".

وأمس الثلاثاء، أرسلت الحكومة وفداً سياسياً إلى ولاية شرق درافور، لإنهاء النزاع بين قبيلتي المعاليا والرزيقات هناك، وفي تصريحٍ صحفي، نفى مساعد رئيس الجمهورية ابراهيم غندور صحة الاتهامات بتورط مسؤولين في تأجيج الصراع بين القبيلتين، وذكر أنهم لا ينساقون خلف الاتهامات، التي لا تحتكم لأسانيد. كما شدد على أنّ "من له دليل فليأتِ به حتى يتم محاسبة المتورطين"، مشيراً إلى اهتمام الرئيس البشير شخصياً، بمعالجة النزاع بين المعاليا والرزيقات.


اقرأ أيضاً: مواجهات دامية بين قبيلتين في السودان وإقامة منطقة عازلة