"وول ستريت جورنال": الملك سلمان لا يساير قرارات واشنطن

"وول ستريت جورنال": الملك سلمان لا يساير قرارات واشنطن

11 مايو 2015
البيت الأبيض كان يعوّل على حضور العاهل السعودي (Getty)
+ الخط -

"قادة الخليج يرفضون حضور القمة العربية، ما يجعل مراهنة الولايات المتحدة الأميركية على الاتفاق مع إيران أكثر ضبابية"، بهذا العنوان علقت صحيفة "وول ستريت جورنال" على قرار الملك سلمان إلغاء مشاركته في القمة التي يستضيف خلالها الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الخميس، قادة الخليج، معتبرة غياب العاهل السعودي عن أشغال القمة بمثابة الضربة للجهود التي يبذلها البيت الأبيض للحصول على الدعم من أجل الوصول لاتفاق مع إيران بخصوص برنامجها النووي.

الصحيفة الأميركية أوضحت أن هذه التطورات تجعل الاستراتيجية المحورية للسياسة الخارجية لباراك أوباما، والمتمثلة في التوصل لاتفاق مع إيران قبل موعد 30 يونيو/ حزيران، على المحك، لا سيما أن الخطوات الأميركية في حاجة لدعم من القوى الإقليمية في الشرق الأوسط.


"وول ستريت جورنال" ذكرت في نفس السياق أن قرار الملك سلمان يعد إشارة إلى كون الدول العربية لا تساير الخطوات الأميركية، وفي إمكان قادتها مواصلة اتخاد قرارات منفردة لصد طهران، كما هو الحال بالنسبة لقرار السعودية شن عاصفة الحزم لشل تقدم الحوثيين في اليمن، والذين يحظون بالدعم الإيراني.

اقرأ أيضاً البرلمان والوفد الإيراني المفاوض: محاولات للتنسيق والحذر

في نفس السياق، ذكرت وكالة "رويترز" في نسختها الإنجليزية أن القوى الإقليمية الخليجية اشتكت طيلة أعوام من عدم قيام واشنطن بأخذ مخاوفها على محمل الجد، مشيرة إلى أن بلدان المنطقة تعتقد أن تسوية ملف البرنامج النووي الإيراني شغلت الولايات المتحدة الأميركية عن الانتباه لقضايا مستعصية تحتاج إلى تدخل عاجل.

ونقلت وكالة "رويترز" تصريحاً للمستشار الأمني الكويتي لدى دول مجلس التعاون، سامي الفرج، أكد من خلاله أن نظريات المؤامرة التي كانت رائجة في الماضي تثبت صحتها، مضيفاً أن "الولايات المتحدة الأميركية تخلق التهديدات لنا وتمنحنا بعد ذلك المزيد من أنظمة الأسلحة. هذا الأمر لا يلائمنا أبداً".

في المقابل، نقلت الصحيفة تصريحات لمسؤولين كبار من العالم العربي شاركوا في الإعداد للقمة، أوضحوا من خلالها أنه لم يتحقق الكثير لتقريب وجهات النظر المختلفة مع واشنطن بخصوص ملفات كإيران وسورية، ما كان سيجعل رحلة الملك سلمان إلى الولايات المتحدة الأميركية تستحق العناء.

كذلك ذكرت الصحيفة أن كبار المسؤولين الأميركيين كانوا حتى يوم الجمعة يتوقعون حضور الملك سلمان إلى واشنطن، وأشارت إلى كون إدارة الرئيس أوباما كانت تطمح بجعل القمة نقطة لبناء دعم عربي للاتفاق النووي الإيراني من خلال تقديم المزيد من السلاح والضمانات للدول الأعضاء ضمن مجلس التعاون الخليجي.

وذكرت "رويترز" في هذا الإطار أن دعم دول مجلس التعاون الخليجي مهم جداً بالنسبة لأوباما لأن ذلك سيجعله قادراً أن يوضح أمام الكونغرس أن الاتفاق مع إيران يحظى بدعم إقليمي واسع، رغم الاعتراض الإسرائيلي. غير أن مقال الوكالة التحليلي أوضح أن الخبراء السعوديين يتخوفون من كون الإقدام على خطوة تخفيف العقوبات على إيران، سيجعل طهران تحظى بقدرات أكبر لدعم وكلائها الذين تعارض المملكة العربية السعودية تدخلهم في منطقة الشرق الأوسط.

ونقلت الصحيفة كذلك تصريحات لمسؤولين عرب قالوا من خلالها إنهم لا يعتقدون أن جدول أعمال قمة "كامب ديفيد" سيذهب بعيداً إلى حد الخوض في المخاوف من التهديد الذي تشكله إيران، مشيرة إلى أن بعض الدول العربية أبدت رغبتها في توقيع مجلس التعاون الخليجي اتفاقية دفاع مشتركة مع واشنطن، شبيهة بالاتفاقية الموقعة مع كوريا الجنوبية واليابان، فيما استثنت الصحيفة تحقق ذلك، مشيرة إلى ضرورة حصول البيت الأبيض على موافقة الكونغرس قبل التوقيع على مثل هذه الاتفاقية.

وبخصوص دعم أوباما للتحالف العربي الذي يشن ضرباته في اليمن، قالت الوكالة إن الخطوة جاءت كإشارة على التزام أميركا بحماية أمن الرياض. غير أنها أوضحت أن هذه المبادرة التي قام بها أوباما لم تكسب ود السعوديين. "تجربتهم خلال الستة أعوام الماضية في تعاملهم مع أوباما هي الضمانات والوعود والكلام الجميل، لكن في نهاية المطاف لم يمسكوا بأي شيء بين أيديهم"، كما جاء في تصريح للوكالة أدلى به مصطفى علاني، وهو مستشار أمني عراقي تجمعه علاقات قوية بولي العهد السعودي.

اقرأ أيضاً كيري في باريس: مباحثات حول النووي الإيراني

المساهمون