"دير شبيغيل": الأسد يجلب المرتزقة من أفغانستان لأجل البقاء

"دير شبيغيل": الأسد يجلب المرتزقة من أفغانستان لأجل البقاء

12 مايو 2015
+ الخط -

"الدكتاتور السوري، بشار الأسد، يعاني من نقص في الجنود، ووجد نفسه مضطراً إلى الاعتماد على المرتزقة في معاركه المتواصلة ضد الثوار". بهذه العبارات افتتحت مجلة "دير شبيغيل" الألمانية تحقيقاً لها حول المقاتلين الأجانب، الذين يتم جلبهم من الخارج للمشاركة في المعارك في سورية.

المجلة الألمانية استهلت تحقيقها بذكر مصير مقاتل من أفغانستان، يقبع حاليا في أحد السجون في حلب، كأسير حرب، والذي لم تدم مشاركته في المعركة يوماً واحداً من طلوع الفجر حتى طلوعه مرة أخرى.

هذا الأخير، الذي يدعى معاذ، لم يشارك بالمعركة بسبب قناعات طائفية، بل كان أمله الوحيد الحصول على رخصة للإقامة في إيران، ليجد نفسه في نهاية المطاف يحارب ضمن صفوف المرتزقة في الحرب السورية في صف نظام بشار الأسد.

"دير شبيغل" ذكرت كذلك أن الحرب التي تجري شمالي سورية في مدينة حلب، وكذلك في المناطق القريبة من حماه ودمشق وجنوباً في درعا، أضحت تكتسي ملامح أفغانية، وبشكل أكثر دقة، أضحت ذات ملامح آسيوية بارزة. أما السبب وراء ذلك فهو كون أغلبية الأفغان، الذين يتم إرسالهم للمعركة، يتحدرون من طائفة "هزارة"، الأقلية الشيعية التي تشكل أفقر فئة في المجتمع الأفغاني، الفقير أصلا.


وأبرزت المجلة الألمانية أن نظام الأسد الدكتاتوري يعاني من نقص شديد في الجنود، وهو ما يجعله يعتمد بشكل متصاعد على المرتزقة. وفي الواقع، تضيف الصحيفة، عانى نظام الأسد منذ البدايات الأولى من خصم لم يكن في إمكانه هزيمته فعلياً؛ ألا وهو البنية الديموغرافية في سورية.

كما سلط التحقيق الضوء على الدور الذي لعبته مليشيات حزب الله، ذات الخبرة الأكبر، بعدما بدأت في القتال إلى جانب نظام الأسد منذ 2012 في محاولة لمنع انهيار القوات الحكومية السورية. التحقيق لفت إلى أنه بعد ذلك انضم لمليشيات حزب الله الشيعية، العراقيون والباكستانيون واليمنيون، والشيعة من كل مكان في العالم، الذين بات يعول عليهم النظام كثيراً. إلا أن "دير شبيغيل" أشارت إلى أنه كلما طالت الحرب من دون ظهور انتصارات، تصاعدت مصاعب حلفاء بشار الأسد في تقديم تفسيرات حول القتلى الذين يسقطون في المعركة.

وتوقفت المجلة بشكل مستفيض عند الحيل والخدع، التي يلجأ إليها عناصر الحرس الثوري الإيراني، لإرغام الأفغانيين المتواجدين في إيران، الذين يبلغ عددهم مليونين من طائفة "هزارة" لوحدها، عبر استغلال وضعهم كمقيمين غير شرعيين، وإجبارهم على الذهاب إلى سورية مقابل تسوية أوضاعهم، أو تخفيف العقوبات الحبسية عن الأفغان القابعين في السجون الإيرانية مقابل القتال في صف نظام الأسد. "دير شبيغيل" ذكرت أن عناصر الحرس الثوري الإيراني قاموا بتجنيد الآلاف من الأفغانيين، للمشاركة في معارك نظام الأسد خلال العام ونصف العام الماضي.

اقرأ أيضاً: "ذي إيكونوميست": بشار الأسد يمر بأحلك أيامه

المساهمون