لندن عاصمة الاغتيالات السياسيّة: مقتل العرواني "يحمل بصمات دولة"

لندن عاصمة الاغتيالات السياسيّة: مقتل العرواني "يحمل بصمات دولة"

09 ابريل 2015
الكثير من الاغتيالات ببريطانيا لم تُكشف خلفياتها (فرانس برس)
+ الخط -
فتح مقتل المعارض السوري، الشيخ عبد الهادي العرواني، في العاصمة البريطانية، سيلاً من الأسئلة حول ملابسات الجريمة، وإذا ما كانت دوافع قتل العرواني جنائية أم سياسية، إذ إن عملية القتل التي نُفذت بالرصاص، في أحد شوارع حي ويمبلي المعروف بالكثافة السكانية، تركت البعض يميل أكثر إلى ترجيح سيناريو "الاغتيال السياسي". ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن مصادر الشرطة أن عملية القتل "تحمل بصمات اغتيال مدعوم من دولة". وعليه، فإن المحققين الآن يحاولون التأكد من دافع القتل، وما إذا كانت مواقف العرواني ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد وراء اغتياله.

مقتل أو اغتيال العرواني، أعادت إلى الأذهان صفحات دامية من تاريخ الاغتيالات السياسية التي شهدتها شوارع وأحياء العاصمة البريطانية، والتي وُجّهت فيها الاتهامات لأجهزة استخبارات من جميع أنحاء العالم. ومن أشهر الشخصيات والأسماء التي لقيت حتفها اغتيالاً في لندن، رجل الأعمال المصري أشرف مروان والممثلة المصرية سعاد حسني، ومؤسس الحرس الجمهوري المصري الفريق محمد الليثي ناصف.

وجدت الشرطة جثة مروان يوم 27 يونيو/ حزيران 2007 ملقاة تحت شرفة منزله في منطقة سانت جيمس بارك، وسط العاصمة البريطانية. وفي حادثة مشابهة، وجدت الشرطة في العام 2001 جثة الفنانة سعاد حسني ملقاة في الشارع الخلفي لمبنى "ستيوارت تاور" في منطقة ميدافيل، غربي لندن. وعلى الرغم من أنه لم يتم حتى الآن الكشف أو التوصّل إلى الأسباب الحقيقية لوفاة حسني، إلا أن هذه القضية صاحبها جدل وأحاديث تقول إنها كانت على وشك كتابة مذكراتها، وأنها تنوي كشف الكثير من الأسرار حيث كانت على علاقات وثيقة برجال كثيرين في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر. وقبل ذلك بسنوات، ولكن في ظروف مشابهة، وُجدت جثة الفريق الليثي ناصف في 24 أغسطس/ آب 1973، في لندن بعد أن سقط من الدور العاشر من عمارة "ستيوارت تاور".

اقرأ أيضاً: تقديرات حول خارطة الانتخابات البريطانية المقبلة

كما عرفت لندن جرائم اغتيال وُجّهت الاتهامات فيها إلى أجهزة استخبارات العقيد الليبي الراحل معمر القذافي. ففي 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 1995، اغتيل المعارض الليبي علي محمد أبو زيد، المحكوم عليه بالإعدام في ليبيا، بسبب دوره الأساسي في عملية باب العزيزية، في دكانه وسط لندن. كما وُجّهت لأجهزة الاستخبارات الليبية اتهامات باغتيال المعارض محمد مصطفى رمضان في لندن (11 أبريل/ نيسان 1980)، والمعارض محمود عبد السلام نافع في لندن (25 أبريل 1980). واحتل العقيد الليبي، موقعاً بارزاً في كتاب "حماية المملكة" لمؤلفه كريستوفر أندرو، وهو أول كتاب يروي التاريخ الرسمي لجهاز الاستخبارات البريطاني "إم آي 5". ويقول مؤلف الكتاب: إن القذافي كان الزعيم الأشرس الذي واجهه "إم آي 5" في تاريخه، بسبب سلسلة نشاطات تجسسية وعمليات تم تنفيذها في بريطانيا تفوق في عددها وخطورتها نشاطات أي دولة عربية أخرى.

وفي السنوات الأخيرة، وجّهت أجهزة الاستخبارات البريطانية أصابع الاتهام للاستخبارات الروسية، بعد أن لقي المعارض الروسي والعميل السابق في الاستخبارات السوفييتية (كي جي بي)، ألكسندر ليتفينينكو، حتفه في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2006، بعد أن تناول الشاي في أحد فنادق لندن مع عميل الاستخبارات الروسية أندري لوغوفوي، ورجل الأعمال ديمتري كوفتون. وتوفي الرجل مسمماً بمادة البولونيوم. وفي رسالة كتبها على فراش الموت، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه مَن أمر بقتله، لكن الكرملين نفى هذه التهمة. وبعد ذلك بسنوات، عُثر في 23 مارس/ آذار 2013 على رجل الأعمال الروسي بوريس بيريزوفسكي، الذي كان مطلوباً للمحاكمة في روسيا، مشنوقاً في حمام منزله.

ولا يغيب اسم رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي عن ملف الاغتيالات السياسية التي شهدتها لندن. اغتيل العلي وهو يسير في أحد شوارع لندن، على يد مجهول أطلق عليه النار فأصابه في عينه اليمنى، وظل في غيبوبة حتى وفاته في أغسطس من العام 1987. ولم تعرف على وجه الدقة الجهة التي خططت لاغتياله، لكن وُجّهت أصابع الاتهام لـ"الموساد"، بسبب معارضته المستمرة للاحتلال الإسرائيلي لبلاده. فيما اتهم آخرون أنظمة عربية أخرى بالوقوف وراء مقتله.

وقبل ذلك بسنوات، وتحديدا في فبراير 1978 تم اغتيال ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لندن، سعيد حمامي ، وبعد ذلك بأربع سنوات وقعت محاولة الإغتيال الفاشلة لسفير إسرائيل في لندن، شلومو أرغوف يوم الثالث من يونيو/حزيران العام 1982. ​

كما انضم إلى قائمة ضحايا الاغتيال السياسي على الأراضي البريطانية، الزعيم السياسي الباكستاني عمران فاروق، الذي اغتيل في سبتمبر/ أيلول من العام 2010، طعناً بالسكاكين في منطقة إدجوار، شمال لندن.

دلالات

المساهمون