"داعش" يحيط خواصر دير الزور "النفطية" بالخنادق العميقة

"داعش" يحيط خواصر دير الزور "النفطية" بالخنادق العميقة

08 ابريل 2015
داعش متمسك بدير الزور المتصلة بالأنبار العراقية (فرانس برس)
+ الخط -

أكد مصدر عسكري من داخل محافظة دير الزور لـ "العربي الجديد" أن "تنظيم الدولة "داعش" أنهى خلال هذا الأسبوع  حفر خنادق بعرض أكثر من 4 أمتار، وعمق 8 أمتار على امتداد الجهة الجنوبية للمدن الرئيسية في مناطق سيطرته ضمن ريف محافظة دير الزور، وتحديداً الجهة الجنوبية لمدن البوكمال والميادين وموحسن".

وأضاف المصدر الذي تحفظ على ذكر اسمه أن "التنظيم بدأ بحفر هذه الخنادق منذ نحو شهرين حول مدينتي البوكمال والميادين من جهة البادية فقط، إضافة لجهة الطريق الدولي جنوب مدينة موحسن، مستخدماً الآليات الثقيلة في الحفر، وذلك بهدف تأمين حماية من أي هجمات برية محتملة ضد هذه المدن التي تعتبر مراكز تجمع رئيسية للتنظيم، وإيقاف أي تقدم للآليات العسكرية الثقيلة عبر هذه الخنادق".

وأوضح المصدر أن "التنظيم حول هذه الخنادق على امتدادها أشبه بنقاط الحدود، حيث قام بتثبيت نقاط رصد على مسافة 1 كم بين الخندق والآخر، إضافة لتسيير دوريات على طول هذه الخنادق، ناهيك عن الكمائن المتنقلة التي يقوم بنصبها في البادية".

ولعل استراتيجية تنظيم الدولة في حفر هذه الخنادق، مردها التوجس من هجمات محتملة على مواقعه الرئيسية من جهة البادية، حيث إن أغلب المدن التي يقوم التنظيم بتأمينها عبر الخنادق تقع وسط محافظة دير الزور، والحدود الشمالية لهذه المدن يؤمنها التنظيم بالكامل وصولاً إلى الحدود الإدارية مع محافظة الحسكة، إضافة لتأمينها عبر كامل محافظة الرقة من الجهة الغربية، انتهاءً بمناطق سيطرته في حلب.

اقرأ أيضاً: "داعش" يتحضر لمعركة في دير الزور

ومن جهة العراق يسيطر التنظيم على الحدود الشرقية بشكل كامل، في حين تعتبر بادية الحماد؛ والتي تحد محافظة دير الزور من الجنوب هي الخاصرة الأضعف للتنظيم عسكرياً، والممتدة  حتى الحدود الأردنية والعراقية.

هذه البادية التي في حال حدوث أي تدخل عسكري بري أو هجوم مباغت ضد التنظيم سيكون حصراً عبرها، إضافة إلى أن هذه البادية تعتبر الباب الوحيد للقوى المختلفة المهددة للتنظيم والمرابطة في مناطق مختلفة على حدود هذه البادية، حيث يتمركز جيش العشائر التابع للنظام السوري في محافظة تدمر، وينفذ عمليات هجوم متقطعة ضد تنظيم الدولة المتمركز في محطة t2 (المحطة الثانية لضخ النفط)، في حين يتمركز تجمع أسود الشرقية (مجموعة الفصائل التي خرجت من دير الزور إثر المعارك مع تنظيم الدولة) في منطقة القلمون الشرقي، وفي حال تم أي هجوم ضد التنظيم لا يوجد طريق سوى هذه البادية للدخول من القلمون إلى محافظة دير الزور من الجهة الجنوبية، إضافة إلى أنه في حال تم تدخل دولي بري بالمستقبل ضد التنظيم سيكون من جهة الأردن أو العراق، وخصوصاً أن الأردن تشهد أراضيه عمليات تدريب للجيش الحر، وبعض العناصر من العشائر المهيئة لقتال التنظيم.

ولعل خوف التنظيم من قوات النظام هو الأقل في معارك البادية، مقابل الخوف من بقية الفصائل، إذ لا يستطيع النظام الزج بآليات عسكرية ثقيلة في هذه المعركة المفتوحة، حيث ستكون غنائم سهلة في معارك البادية التي يمتهنها التنظيم، كما لا يستطيع تأمين غطاء جوي لكامل هذه البادية، وإنما يمشط الطريق الرئيسي عبر طلعات جوية متقطعة.

وبالتالي، تعتبر معارك هذا المحور معارك كمائن وليس مواجهات مباشرة، الأمر الذي اختبره "داعش"، وأدى إلى استنزافه أثناء معاركه مع "الجيش الحر" لإخضاع محافظة دير الزور، وكذلك سبقه النظام في معاركه مع "الجيش الحر وأحرار الشام"، والتي خسر فيها أعداداً هائلة من جنوده.

لذلك يعتمد النظام بشكل رئيسي في معارك هذا المحور على مليشيا "جيش العشائر"، من ناحية محاولة فك الحصار الذي يفرضه داعش على النظام داخل مدينة دير الزور، وتأمين طرق إمداد للنظام، حيث تدور معارك كمائن ينفذها جيش العشائر منطلقاً من محطة t3 (المحطة الثالثة لضخ النفط تقع جنوب مدينة تدمر، وفيها معسكر مليشيا جيش العشائر المدعوم من النظام) باتجاه محطة t2 (محطة ضخ النفط الثانية) حيث يتمركز التنظيم في بادية الحماد.

وتعتبر محطة t2 استراتيجية بالنسبة لعناصر التنظيم، بسبب طبيعتها الجغرافية التي ساعدت التنظيم على التحصن فيها، ومنها السيطرة على الريف الشرقي (شامية) في دير الزور.

ويحاصر تنظيم "الدولة" منذ أكثر من شهرين أحياء مدينة دير الزور التي تقع تحت سيطرة النظام، ويفرض حصاراً شديداً على المدنيين النازحين من مختلف المناطق في هذه الأحياء، بالمقابل يستغل النظام هذا الحصار دولياً في تقديمه كضحية لتنظيم "داعش"، إذ إن طائرات "اليوشن" التي يستخدمها في إمداد تلك الأحياء تنقل الذخيرة لجنوده، أكثر مما تنقل الأغذية للمدنيين.

اقرأ أيضاً: "داعش" والنظام السوري: حرب على طرق الإمداد بدير الزور