أوباما يستبق صيفه مع إيران بربيع مع دول الخليج

أوباما يستبق صيفه مع إيران بربيع مع دول الخليج

04 ابريل 2015
أوباما اتصل بسلمان بعد إنجاز الاتفاق (شاوول لويب/فرانس برس)
+ الخط -
قرر الرئيس الأميركي باراك أوباما، استباق فصل الصيف "الساخن"، المتوقع أن يزداد حرارة مع توقيع مسودّة الاتفاق النهائي بشأن الملف النووي الإيراني، بالدعوة إلى قمة ربيعية خليجية أميركية، في منتجع "كامب ديفيد"، قرب العاصمة الأميركية واشنطن. ويسعى أوباما إلى طمأنة الحلفاء الأكثر أهمية في الشرق الأوسط، وبحث سبل مواجهة من يسميهم الرئيس الأميركي بنفسه "وكلاء طهران" في المنطقة.

وأوضح مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض، لـ"العربي الجديد"، بأن "موعد القمة التي دعا أوباما قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست، لحضورها في كامب ديفيد، تقرّر مبدئياً في مايو/أيار المقبل"، أي قبل توقيع الاتفاق النهائي مع إيران في نهاية يونيو/حزيران أو أوائل يوليو/تموز المقبل. وكان البيت الأبيض قد أوضح أن "أوباما دعا دول مجلس التعاون الخليج الستة للاجتماع به في كامب ديفيد في الربيع، لمناقشة كيف يمكننا تقوية تعاوننا الأمني بشكل أكبر، لحلّ الصراعات المتعددة، التي سببّت الكثير من المشقة وزعزعت الاستقرار في الشرق الأوسط". ورجّحت مصادر في الخارجية الأميركية، غياب سلطان عمان قابوس بن سعيد، ورئيس الإمارات خليفة بن زايد، لأسباب صحية لا سياسية.

وأعربت المصادر ذاتها لـ"العربي الجديد"، عن ارتياحها المُسبق للمشاركة المرتقبة لنائب رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد، والحضور المتوقع لوزير الداخلية السعودي محمد بن نايف، في الوفد السعودي. وأشارت إلى أن "القمة تسعى لترسيخ الالتزام الأميركي بأمن الخليج، والتأكيد العملي لقادة هذه الدول، والممسكين بالملفات الأمنية فيها، بأن إبرام الاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، لن يكون على حساب أمنهم أو علاقتهم الاستراتيجية مع الولايات المتحدة".

وكان أوباما قد أجرى اتصالاً هاتفياً، يوم الخميس، بالعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، وجزم له أن "الاتفاق مع إيران ينحصر في اطار برنامجها النووي، ولا يتضمن أي تنازلات من الولايات المتحدة فيما يتعلق بوقوفها ضد وكلاء إيران، الذين تعمل من خلالهم على زعزعة استقرار المنطقة"، وفقاً لما أفاد به المسؤول الرفيع في البيت الأبيض.

اقرأ أيضاً: استعدادات إسرائيلية ضدّ إيران: دعاية وتجارب صاروخية وغواصات 

ويُشكّل الاتصال تتمة للبيان الصادر عن البيت الأبيض، الذي أكد أن "التفاهم النووي بين مجموعة 5+1 وإيران لن يُقلّل بأي شكل من الأشكال قلق الولايات المتحدة من نشاطات إيران المُثيرة للاضطراب في المنطقة".
من جانبه، أعرب العاهل السعودي عن أمله لأوباما، في أن يؤدي الاتفاق النهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني، إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية. وأضافت الوكالة، أن "أوباما تطرق خلال الاتصال الهاتفي إلى تطورات الأحداث في اليمن، وأكد على التزام الولايات المتحدة الكامل بدعم قدرات السعودية للدفاع عن نفسها".

وفي الوقت الذي أشارت فيه الوكالة إلى أن "العاهل السعودي شكر أوباما على الاتصال، مؤكداً على متانة العلاقات بين البلدين الصديقين"، فإنها تجاهلت الإشارة إلى دعوة أوباما لعقد قمة خليجية أميركية في كامب ديفيد، وما إذا كانت السعودية قد قبلت الدعوة أم لا. لكن بياناً صادراً عن البيت الأبيض، أكد أن "الزعيمين متفقان على ضرورة زيادة المشاورات بينهما في المرحلة المقبلة".

وتختلف معارضة العاهل السعودي للاتفاق مع إيران، مع ما يسببه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من صداع في الرأس لأوباما، نتيجة صراخه ضد الاتفاق، ومعارضته التي تتخطى اللياقات الدبلوماسية. الأمر الذي سهّل لأوباما تفنيد مزاعم نتنياهو وادعاءاته بردود قوية، لكنه لم ينسَ خلالها التأكيد على حرصه "الراسخ" على أمن إسرائيل.

وفي الوقت عينه، يحرص أوباما على متانة العلاقات مع دول الخليج بشكل عام، فإن ذلك يعود لعدم معارضة الخليجيين الاتفاق من حيث المبدأ، لكن خبرتهم وتعاملهم مع ايران تمنعهم من المبالغة في الثقة بها، لذلك يعمل أوباما على توضيح بنود الاتفاق مع بلدان مجلس التعاون الخليجي والتشاور معها، متفادياً تماما اسلوب التراشق الذي يتبعه مع نتنياهو.

وكانت دعوة أوباما للقمة الأميركية ـ الخليجية، جاءت في اليوم عينه الذي توصّل فيه المفاوضون الغربيون والإيرانيون في لوزان السويسرية، إلى اتفاق على خطوط عريضة مع إيران، يُمهّد لاتفاق نهائي يتضمن رفع للعقوبات، وتعليق عمل أكثر من ثلثي قدرات التخصيب الإيرانية الحالية ومراقبتها عن كثب على مدى عشر سنوات.

اقرأ أيضاً: روحاني يعلن التوصل إلى حلول نووية في لوزان