البشير يهدد جوبا.. والأخيرة تخشى حرباً تنصب مشار

البشير يهدد جوبا.. والأخيرة تخشى حرباً تنصب مشار

28 ابريل 2015
البشير يستند إلى الانتخابات والجيش (فرانس برس)
+ الخط -
مسلسل جديد من الاتهامات المتبادلة بين دولتي السودان وجنوب السودان، بدعم وإيواء معارضة البلدين المسلحة، لا تكاد تهدأ قليلا حتى تعود أكثر قوة لتهدد العلاقة بين الدولتين وتنزلق بهما إلى مربع الحرب.

تهديدات مباشرة دفع بها الرئيس السوداني عمر البشير، يوم الثلاثاء، خلال زيارته لولاية جنوب دارفور، باقتحام أراضي دولة جنوب السودان لملاحقة الحركات المتمردة التي تُتهم جوبا بدعمها وتوفير الملاذ الآمن لها، لنسف استقرار جارتها السودان، وأمهل البشير جوبا فرصة أخيرة قبل تنفيذ تهديده بالإسراع في طرد تلك الحركات، وعلى رأسها حركة العدل والمساواة التي تقود حربا ضد نظام الخرطوم في إقليم درافور، فضلا عن تجريدها من السلاح.

من جانبها، تسلمت جوبا رسالة الرئيس البشير باعتبارها تمهيداً لما سمته بـ "غزو" الدولة الوليدة، لتحقيق أشواق الخرطوم في إيصال الحركة الشعبية المسلحة بقيادة رياك مشار إلى السلطة، ولاسيما أنها ظلت تتهم الخرطوم أيضا بدعم مشار وإيواء عدد من مجموعته في الخرطوم.

وقال وزير الإعلام في دولة جنوب السودان مايكل مكواي لـ "العربي الجديد"، إن تصريحات الرئيس البشير مجرد إجراءات تمهيديه لتنفيذ عمليات عسكرية في دولة الجنوب واختراق سيادتها، وأضاف: "ومتى ما سئل يبرر وقتها أنه كان يلاحق حركة العدل والمساواة داخل الأراضي الجنوبية"، نافيا تماما أي وجود للحركات المتمردة ضد الخرطوم في جوبا، وشدد على أنه "معروف أن نظام البشير يوالي الحركة المتمردة بزعامة رياك مشار، لذا يلجأ لتلك التلميحات السياسية لغزو الجنوب لصالح مشار".

وسبق أن أعلن مايكل مكواي عن اتفاق بين الخرطوم ومشار بتوحيد الدولتين، حال وصول الأخير إلى سدة الحكم في جوبا، وإزالة نظام الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت .

وانفصل الجنوب عن السودان في 2011 وكون دولته المستقلة، وقبل أن يكمل الثلاثة أعوام اندلعت فيه حرب أهلية قادت لمقتل ما يزيد عن عشرة آلاف شخص، فضلا عن نزوح ما يربو عن المليونين.

إقرأ أيضاً: الجيش السوداني يوقع مجموعة من "العدل والمساواة" في كمين 

وكشف الجيش السوداني، الأحد الماضي، عن تحصله على معلومات باحتضان الأراضي الجنوبية لحركة العدل والمساواة وتدريبها عبر دولة أجنبية "لم يحددها"، لتنفيذ مخطط تخريبي ضد السودان عبر استهداف مناطق البترول في البلاد فضلا عن المصارف .

وبالفعل شهدت ولاية جنوب دارفور معارك عسكرية بين القوات السودانية وقوات حركة العدل والمساواة، أعلن كلا الطرفين الانتصار فيها وإيقاع خسائر في الأرواح والعتاد في صفوف الطرف الآخر .

ولم تشهد دارفور أي نشاط عسكري من قبل حركة العدل والمساواة خلال الفترة الماضية، لتظهر في المشهد العسكري بداية الأسبوع الماضي وتعلن استهدافها لقوات الدعم السريع "الجنوجويد"، وتؤكد أنها ستنتقم منها.

وعلم "العربي الجديد" أن مقترحا داخل أروقة الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق إفريقيا "إيفاد"، باحتضان الخرطوم لاجتماع هام يجمع الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت، برئيس الحركة الشعبية المعارضة رياك مشار مطلع الشهر المقبل، في محاولة لتليين مواقف الطرفين فيما يتصل بالوصول لاتفاقية سلام شامل تنهي الحرب بين الطرفين، فضلا عن توسيع مشاركة الخرطوم في المفاوضات للتأثير فيها، لكن التطورات الأخيرة من شأنها أن تنسف المقترح، ولا سيما أنه لم يجد مباركة من قبل عدد من دول "الإيغاد" التي أشارت إلى اتهامات جوبا للخرطوم بدعم مشار، الأمر الذي ينفي منها الحيادية.

إقرأ أيضاً: مليارا دولار فاتورة استيراد القمح في السودان