"حماس" تنفي ادعاءات إسرائيل التحاور معها

"حماس" تنفي ادعاءات إسرائيل التحاور معها

26 ابريل 2015
"حماس": التسريبات الإسرائيلية محاولة لضرب الأسافين بين الفلسطينيين (Getty)
+ الخط -

نفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الأحد، وجود أي اتصالات مباشرة مع إسرائيل، للوصول إلى اتفاق تهدئة طويل الأمد بين الجانبين، وشددت على أنها لا تحاور "العدو الصهيوني" إلا من خلال البندقية، التي جربها في حروبه الثلاث على القطاع، وذلك بعد أن كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، معلومات في هذا الصدد.
وأشار القيادي في "حماس"، إسماعيل رضوان، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "هذه الأخبار عارية عن الصحة تماما، ولا مفاوضات مع العدو الصهيوني إلا من خلال البندقية"، مشدداً على أنّ "حماس لا يمكن لها أنّ تجرب ما جربته السلطة الفلسطينية"، في إشارة إلى المفاوضات المتعثرة بين السلطة وإسرائيل.

وأشار رضوان إلى أنّ "الاحتلال الإسرائيلي يعلم جيداً أنّ حماس لا تُجري معه حواراً إلا من خلال البندقية، وهذه الأخبار قصدها إرباك الساحة السياسية، وربما الضغط على السلطة الفلسطينية لمزيد من إذلالها وتنازلها ودفعها للعودة إلى المفاوضات".
ولفت القيادي في "حماس" إلى أنّ "التسريبات الإسرائيلية محاولة لضرب الأسافين بين الفلسطينيين، ولتوسيع فجوة الانقسام الداخلي"، مؤكداً أنّ أيّ "مفاوضات مع الاحتلال تكون غير مباشرة، وهذه كانت في صفقات التبادل والتهدئة".
لكن رضوان أكد أن "أطرافاً دولية تحدثت، في وقت سابق، عن تثبيت للتهدئة، ووقف إطلاق النار الذي وقع في مصر، وأنّ الحركة حينما تدرس هذا الموضوع تدرسه ضمن السياق الوطني والفلسطيني، ولا يمكن أن تنفرد بمثل هذه القرارات الوطنية".​

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قد كشفت اليوم، أن إسرائيل تجري حواراً مع حركة "حماس" الإسلامية، للوصول إلى اتفاق تهدئة طويل الأمد بين الطرفين.

وأوضح المحلل العسكري في الصحيفة، أليكس فيشمان، أنه "على الرغم من تنفيذ جيش الاحتلال، في الأسبوع الماضي، غارتين على مواقع في قطاع غزة، لكن ممثلين عن حكومة إسرائيل، وأجهزة الأمن فيها، يجرون في الأسابيع الماضية حوارات مع حماس، قسم منها بشكل مباشر وآخر بطرق غير مباشرة، سعياً إلى الوصول إلى اتفاق تهدئة طويل الأمد بين الطرفين".

وعرضت "حماس على إسرائيل، قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات النيابية في إسرائيل، اقتراحاً عينياً مفصلاً لترتيب تهدئة بين الطرفين لمدة 15 عاماً"، وفقاً لفيشمان، الذي لفت إلى أن "الحكومة الإسرائيلية لم ترد على الاقتراح".

هذا الحوار، الذي يتناول مسألة إعادة إعمار قطاع غزة، وبناء البنى التحتية في القطاع وتحسين شبكات الكهرباء والماء، ومسألة بناء ميناء بحري، يثير، حسب المحلل الإسرائيلي، عدم رضى لدى كل من مصر والولايات المتحدة الأميركية، بسبب الالتفاف على دور السلطة الفلسطينية.

وزعمت الصحيفة، أن تقارير صحافية ذكرت مؤخراً "أن مسؤولين كبارا من قطر توجهوا إلى إسرائيل، بناء على طلب من حماس، وعرضوا التوسط بين الطرفين، وزار المسؤول القطري عن ترميم القطاع إسرائيل".

كما أن البعثة السويسرية في رام الله تظهر نشاطاً في هذا السياق، ناهيك عن وصول مبعوثين، ليسوا من حماس، من غزة إلى إسرائيل لهذه الغاية. ولفت فيشمان إلى أن "مصر تسعى هي الأخرى للعودة إلى الصورة".

اقرأ أيضاً:"ذي غارديان" تنشر تقريراً يتّهم إسرائيل بتأزيم الأوضاع بالقدس

ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن جهات أمنية إسرائيلية، قولها، إن "عدم الحوار مع حماس يفضي إلى تسهيل وتحسن ظروف المعيشة في القطاع، سيؤدي إلى اندلاع مواجهة عسكرية جديدة في الصيف القادم، وسيظهر عدوان الجرف الصامد فشلاً ذريعاً".

وأشار فيشمان إلى أن "منسق شؤون حكومة الاحتلال، الجنرال يوآف مردخا، يدفع باتجاه تجديد الاتصالات مع حماس، وهو يحظى بدعم من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد، جادي أيزنكوت، بينما يسمح المستوى السياسي في إسرائيل بمواصلة هذه الاتصالات"، لافتاً إلى أن "الحكومة الإسرائيلية، وبسبب المعركة الانتخابية، كانت سعت إلى التخفيف من حجم الحوار مع حماس، حتى لا يعرقل ذلك الجهد الانتخابي، لأنه يضر بصورة حكومة اليمين، كما يضر بالسعي الإسرائيلي المتواصل لتعريف حركة حماس كمنظمة إرهابية".

في المقابل، فإن الغضب يسيطر على السلطة الفلسطينية في رام الله، حيث تتهم الأخيرة إسرائيل بالسعي إلى تكريس سلطة "حماس" في قطاع غزة، كقيادة منافسة لها.

وفي هذا السياق، تؤكد الصحيفة الإسرائيلية أن "منسق أعمال الاحتلال يسمح لوزراء حكومة الوحدة الفلسطينية بزيارة غزة أسبوعيا لمحادثات الوحدة، لكن هذه اللقاءات لا تتمخض عن شيء، كما أن هذا يشكل سوطا إسرائيليا تلوح به في وجه تحركات أبو مازن ومطالبه بإعادة فتح الاتفاقيات الاقتصادية مع إسرائيل".

ويرى فيشمان أن "الحوار بين حماس وإسرائيل منح الأولى دافعاً لمنع تدهور الأوضاع الأمنية وتصعيدها على الحدود مع غزة، وحال دون سعي حماس إلى محاولة نقل المواجهة إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان وعلى الحدود السورية الإسرائيلية".

وتلاحظ "يديعوت أحرونوت" أن عدم وصول غالبية أموال التبرعات لإعادة إعمار القطاع، لم تمنع 85 بالمائة من السكان الذين هدمت بيوتهم خلال الحرب، من استلام المواد الخام لإعادة بناء بيوتهم، فيما قال 60 بالمائة منهم (نحو 50 ألفا) إن أعمال الترميم في أوجها.

كما تكشف الأرقام التي نقلتها "الصحيفة"، تسجيل دخول 40 ألف فلسطيني إلى إسرائيل عبر حاجز إيريز، نصفهم من التجار، في الربع الأول من عام 2015. كما سمحت إسرائيل لـ"حماس"، منذ مطلع العام، بتصدير المنتجات الزراعية إلى الضفة الغربية والخارج وإسرائيل.