مشاركة مصر في "حزم سوريّة" مستبعدة

مشاركة مصر في "حزم سوريّة" مستبعدة

19 ابريل 2015
الخلاف بين مصر والسعودية كان واضحاً بالقمة العربية(فرانس برس)
+ الخط -
تكثر التكهنات والتحليلات أخيراً حول احتمال تطوير عملية "عاصفة الحزم"، التي تقودها السعودية في اليمن، لتشمل في ما بعد مواجهة النظام السوري. وتعزز هذا الاتجاه بعد معلومات نُشرت قبل أيام في موقع "هافينغتون بوست" الأميركي، حول رغبة السعودية في توسيع عمليات "عاصفة الحزم"، لتشمل حل الأزمة السورية عسكرياً.

وتزامنت هذه المعلومات مع الإعلان، يوم الثلاثاء الماضي، أن مصر والسعودية اتفقتا على تشكيل لجنة لتنفيذ "مناورة استراتيجية كبرى" على الأراضي السعودية، تشارك فيها دول خليجية عربية. وأعلن عن هذا الاتفاق في بيانٍ رئاسي مصري، بعد محادثات بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، في حضور القائد العام للجيش ووزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري، صدقي صبحي.

وتأتي هذه التطورات فيما تشير المعلومات إلى رغبة سعودية في ضمّ تركيا ومصر بشكل كبير إلى تحالف مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد، إضافة إلى دول الخليج، لكن المملكة تسعى إلى توفيق الأوضاع بين مصر من جهة، وتركيا وقطر من جهة ثانية قبل أي شيء آخر.

لكن صعوبة تحقيق سيناريو ضم مصر تحديداً إلى تحالف أو عاصفة حزم جديدة على نظام الأسد، يدعمها التقارب المصري الكبير مع روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وليس غريباً، أن يكون موقف مصر بشأن الأزمة السورية والنظام السوري، يسير في ركب روسيا، وهو ما يعني عدم رغبة في المشاركة في أي تحالف عسكري ضد نظام البعث.

اقرأ أيضاً: بدء تدريب معارضين سوريين بتركيا: داعش ثمّ ربما النظام
وبدا الخلاف بين مصر والسعودية جليّاً حول التعامل مع سورية في القمة العربية الماضية الـ 26 في شرم الشيخ. ففي حين كانت كلمة كل من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حاسمة بشأن التعامل مع الأزمة، كانت كلمة السيسي أقل حزماً في اتخاذ موقف محدد. واتفق أمير قطر وملك السعودية، حول التعامل مع الأزمة السورية، من حيث الرفض القاطع لأن يكون النظام السوري الحالي برئاسة بشار الأسد جزءاً من حل الأزمة.

أما حديث السيسي حول المسألة السورية، فلم يكن بنفس قوة وإدانة جرائم النظام السوري الحالي، في كلامٍ رأى فيه كثيرون أنه عبارة عن مسك العصا من وسطها، جرياً على الموقف المصري في عهد السيسي الساعي إلى تأدية دورٍ لا يعادي النظام السوري. وفي القمة نفسها، فاجأ السيسي المجتمعين، برسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي رفضها واعترض عليها بشدة وزير خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل، نظرا لما جاء فيها من اقتراحات سلمية لحل الأزمة السورية جاءت متماشية مع رغبة السيسي على العكس بالنسبة للسعودية.
وخلال جلسات القمة العربية، كانت أول مرة يظهر فيها الخلاف المصري مع دول الخليج، وتحديداً السعودية، حول التعاطي مع الأزمة السورية.

ولم يجد النظام المصري إلا محاولة نفي وجود خلافات حول الأزمة السورية، ففي مطلع الشهر الجاري، أنكر المتحدث باسم وزارة الخارجية، بدر عبد العاطي، وجود أي خلاف بين مصر والسعودية بسبب اختلاف الرؤى بين البلدين حول حل الأزمة السورية، مستدلاً بجميع القرارات التي خرجت بها القمة العربية، التي لاقت موافقة الدولتين، وكان من بينها قرارات خاصة بالأزمة السورية. وأضاف المتحدث باسم الخارجية المصرية أن "الوزارة تجري التنسيق والتشاور مع الأشقاء في السعودية لإيجاد حل لهذه الأزمة، بما يحقق المصالح القومية العربية، ويصب في صالح الشعب السوري". كذلك أشار عبد العاطي إلى أن موقف الدولة من الأزمة السورية قائم على الحل السياسي، منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة.

من جهته، قال دبلوماسي مصري، إن مصر لن تتدخل عسكرياً في سورية، ولن تستجيب للضغوط التي تمارَس عليها من قبل دول الخليج والسعودية. وأضاف الدبلوماسي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الأزمة السورية معقدة للغاية، ومصر اختارت التوصل لحل سلمي بين كل الأطراف، وهو موقف أقل حزماً من السعودية. ولفت إلى أن "مصر تنظر للأزمة السورية على أنه لا سبيل لحلها إلا بطرق دبلوماسية وسياسية"، مشيراً إلى أن مصر حاولت استضافة المعارضة السورية للتحدث حول الحلول المقترحة. وأكد الدبلوماسي المصري أن القاهرة مستمرة في دعم الحلول السلمية والسياسية، من خلال استضافة أو التواصل مع المعارضة والنظام للتوصل لحل نهائي للأزمة يرضي كافة الأطراف.
من جهته، يشير الخبير العسكري، يسري قنديل، إلى أن الحديث عن تشكيل تحالف حزم جديد للتدخل عسكرياً في سورية أمر مستبعد حتى الآن، ولا يوجد مؤشر عليه.
وأضاف قنديل أن الأزمة السورية ترعاها الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وليس من المنطقي تشكيل تحالف عسكري أو استخدام تحالف عاصفة الحزم ضد النظام السوري، فهذا لن يسمح به مجلس الأمن. ولفت قنديل إلى احتمال تمرير الأمر بغض طرف أغلب الدول الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن، عن التدخل العسكري، وعند تدارك الأمر يكون قد تحقق للتحالف أهداف استراتيجية تتمثل في إضعاف منظومة تسليح النظام السوري، وتدمير الطائرات والمطارات الحيوية. وأكد قنديل أن مصر لن تدخل في هذه المواجهات، لأنهاً تدرك خطورتها ومن تداعياتها حرب شاملة قد تدخل فيها المنطقة لسنوات عدة برعاية إيران وروسيا من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها ودول عربية من جهة أخرى.

اقرأ أيضاً: السوريون يغردون: هل يصل الحزم إلى سورية؟

المساهمون