العبادي يقيل المتحدث باسمه بعد غنائه لصدام حسين

العبادي يقيل المتحدث باسمه بعد غنائه لصدام حسين

18 ابريل 2015
أثار مقطع الفيديو ردود أفعال متباينة (Getty)
+ الخط -
أقال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، اليوم السبت، المتحدث الرسمي باسمه، رافد الجبوري، وذلك على خلفية نشر قناة "الجزيرة" الفضائية أمس الجمعة، فيديو يظهر الأخير فيه بأغنية تعبوية عام 1999 وهو يمجد رئيس النظام السابق صدام حسين، عنوانها "إرفع راسك إنت عراقي".

وقال مصدر مقرب من مكتب رئيس الحكومة لـ "العربي الجديد"، إن العبادي قرر إقالة جبوري بعد عرض "الجزيرة" لمقاطع من أغنيته الوحيدة لصدام، وانتشارها على موقع "يوتيوب" ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأشار المصدر إلى أن "العبادي بدا محرجاً وممتعضاً جداً من حالة الاستغفال التي وقع ضحيتها، بعد أن وافق على تعيين جبوري استناداً إلى كفاءته ونزاهته كإعلامي مستقل عمل بعد الاحتلال مع مؤسسات إعلامية بريطانية مختلفة، غير أن الواقع أثبت عكس ذلك".

وأوضح أن العبادي بعد أن عاد من واشنطن إلى بغداد وقع على قرار الإقالة درءاً لأي شبهة قد تطاله، وتقلل من شعبيته أمام الجمهور وبعض منافسيه السياسيين الذين يصطادون في الماء العكر، ويحاولون سحب البساط من تحت أقدامه، من أجل الوصول إلى كرسي رئاسة الوزراء، وأول من سيفعل ذلك هو نائب الرئيس العراقي نوري المالكي الذي خسر منصبه بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت في شهر مايو/أيار 2014.

من جهته، قال قيادي في "حزب الدعوة" الذي ينتمي إليه العبادي لـ "العربي الجديد"، إن الأخير وجبوري لم يحدث أي اتصال بينهما خلال اليومين الماضيين بعد انتشار الفيديو، إلا أن العبادي أوصل رسالة لجبوري وللجهات الداعمة له بضرورة تقديم استقالته أو أنه سيضطر إلى إقالته، مؤكداً أن العبادي شاهد الفيديو وكان منزعجاً جداً من انتشاره.

وكان جبوري قد أقر بأنه غنّى أغنية وطنية ورد فيها اسم صدام حسين عام 1999 (إرفع راسك إنت عراقي)، مبرراً ذلك بأنه كان مضطراً لتلبية متطلبات العيش، مؤكداً أن العبادي لم يكن يعلم عن الأغنية شيئاً حين اختاره لمهمة المتحدث باسم مكتبه الإعلامي.

وأضاف جبوري في تعليق له "لكل من يحاول الاستفادة من هذا الواقع الذي عاناه ملايين العراقيين، إن مثل هذه التجارب يجب أن توضع في إطارها، وألا تستخدم بطريقة بشعة، فمن من عراقيي الداخل استطاع أن يحمي نفسه بمعزل عن صدام ونظامه السابق".

وأشار إلى أنه "كان حينها صغير السن ويفتقر للحكمة، ولكنه حتى في ذلك الوقت لم يكن عضواً في حزب البعث وأنه لم يتوقع أن لهذه القصة تفاعلات، فقد حدثت منذ وقت طويل جداً".

وأثار مقطع الفيديو الذي لا يعرف المصدر الذي قام بتسريبه ونشره على الإنترنت، ردود أفعال متباينة، لكن أغلبها كانت سلبية وأخرى مستغربة تجاه جبوري على الرغم من اعترافه واعتذاره.

وقال الصحافي مصطفى عبد الكريم، لـ "العربي الجديد"، إنه "سيكون على العبادي إن كان فعلاً قد أقال جبوري من منصبه، أن يلزم كل المؤسسات المدنية والعسكرية، بمعاملة كوادرها العليا بالمثل، وإلا سيقع في أول مخالفة دستورية تتعلق بالمادة التي تنصّ على مساواة جميع المواطنين في الحقوق والواجبات. إما أن يعامل الجميع كعراقيين سواسية في مثالبهم ومحاسنهم يثابون ويعاقبون عن ذلك بنفس الجزاء أو فليعفُ عن الجميع، وإلا فكل حديث عن ذلك هو النفاق بعينه".


اقرأ أيضاً: رئيس الوزراء العراقي يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده