النظام السوري يحتجز عائلات المقاتلين بداريا لإرغامهم على الهدنة

اعتقل النظام السوري حوالى 600 شخص من عائلات المقاتلين في مدينة داريا، بريف دمشق الذين نزحوا إلى مناطق سيطرته، للضغط على المقاتلين لقبول هدنة في المدينة التي تخضع لسيطرة قوات المعارضة السورية.

وأوضح المتحدث باسم المركز الإعلامي بداريا، حسام الأحمد أن "النظام عرض هدنة على فصائل المعارضة بداريا قبل نحو عام، فردّ المقاتلون بوثيقة مطالب وقّعت عليها جميع الفصائل، لكن النظام رفضها جملة وتفصيلاً. وبدأ منذ أسبوعين باعتقال عائلات المقاتلين النازحين إلى الكسوة وجديدة عرطوز والدرخبية بريف دمشق، كأسلوب ضغط لدفعهم للقبول بالهدنة".

وأضاف الأحمد أن "مطالب الفصائل تضمنت الإفراج عن المعتقلين، وانسحاب الجيش من محيط داريا،، وعدم التعرض للمدنيين ومنع إهانتهم على حواجز النظام، في حين تتعهد قوات المعارضة بتسليم أسلحتها الثقيلة للنظام بالتزامن مع انسحاب الأخير من البلدة".

ولفت الأحمد إلى أن "النظام يحاول السيطرة على داريا بأي وسيلة؛ بسبب قربها من العاصمة"، مشيراً إلى أن "النظام يرغب بتحويلها إلى خط دفاع عن دمشق، مع تنامي مخاوفه من عملية مشابهة لـ (عاصفة الحزم) في اليمن، قد يتم تنفيذها في سورية".

وفي سياق متصل، قتل 5 من جنود النظام وأُعطبت دبابة لهم، لدى تصدي فصائل المعارضة المسلحة الموجودة بداريا، لمحاولتهم التقدم باتجاه مقام السيدة سكينة.

وتحاصر قوات النظام مدينة داريا منذ نحو عامين، تحاول خلالهما اقتحامها بشكل متكرر، إلا أنها تفشل في ذلك، فيما يتسبب القصف بالبراميل المتفجرة، والصواريخ، والمدفعية على المدينة بدمار المنازل، والمحلات التجارية، ومرافقها العامة، حيث أجبر غالبية سكانها على النزوح منها، ولم يتبق سوى 10 آلاف مواطن من أصل 300 ألف من قاطنيها.

تجدر الإشارة إلى أن قوات النظام السوري كانت قد اقتحمت داريا صيف 2012، وارتكبت فيها مجزرة راح ضحيتها عشرات المدنيين.