بدائل لـ"عاصفة الحزم" تسبق إدخال القوات البرية

بدائل لـ"عاصفة الحزم" تسبق إدخال القوات البرية

12 ابريل 2015
خبراء عسكريون يشددون على ضرورة التدخل البري (الأناضول)
+ الخط -
ما زال تهديد مقاتلي مليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، مستمراً بشن هجمات عسكرية في معظم المحافظات الجنوبية في اليمن. وفي ظل هذا التصعيد، تبقى جميع سيناريوهات "عاصفة الحزم" لإسناد الشرعية في اليمن مطروحة على الطاولة، ومن أهمها إدخال القوات البرية لاستعادة الشرعية وبسط نفوذها.
لكن، وبحسب خبراء يمنيين، فإن سيطرة قوات الحوثيين على مدن ساحلية أغلقت نافذة التدخل البري مؤقتاً، وأصبح التدخل البري خياراً مؤجلاً إلى حين الحاجة إليه، وهذا ما تحدث به المتحدث الرسمي باسم "عاصفة الحزم"، أحمد عسيري، في أكثر من مؤتمر صحافي.
وقالت مصادر عسكرية يمنية، لـ"العربي الجديد"، إن احتمال شن عملية برية من قبل قوات التحالف احتمال وارد سيأتي توقيته بعد الانتهاء من ترتيب الداخل اليمني، مشيرة إلى أن "عاصفة الحزم" لديها بدائل أخرى تسبق إدخال القوات البرية التابعة لدول التحالف إلى اليمن بأمان.
وأوضحت المصادر أن تحركات القبائل اليمنية لصد الهجوم المتكرر من قبل قوات الحوثيين على المحافظات اليمنية في الجنوب والشمال على حد سواء، والسيطرة على الأرض، بالإضافة إلى إمداد ما بات يُعرف باسم "المقاومة الشعبية" بالسلاح، لتتمكن مع القبائل اليمنية، بالتنسيق مع قوات من الجيش اليمني المساند للشرعية، من استعادة هيكل السلطة الشرعية، تدخل ضمن البدائل الموجودة.
ولفتت إلى أن الفترة الزمنية للغارات الجوية لـ"عاصفة الحزم"، الداعمة لحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، هي ستة أشهر.
في المقابل، رأى خبراء عسكريون وناشطون سياسيون أن القصف الجوي، أو حتى إمداد "المقاومة الشعبية" بالسلاح، لن يتصدى لتقدم قوات الحوثيين وحليفهم صالح، مشددين على ضرورة التدخل البري حتى تحقق دول التحالف أهم أهدافها المتمثلة بسيادة الشرعية الدستورية واستعادة الدولة.
وقال الخبير العسكري المتقاعد، صالح دحان، لـ"العربي الجديد"، إن الضربات الجوية لـ"عاصفة الحزم" استطاعت استنزاف قوات وطاقة الحوثيين بمعدل مرتفع، إلا أنها ليس بمقدورها فرض سيطرة الشرعية الدستورية في اليمن دون عمليات عسكرية برية، مشيراً إلى أن التدخل البري هو الخيار الناجح لإنهاء سيطرة وتقدم قوات الحوثيين.
من جهته، أوضح المحلل السياسي، عبد الرحمن سعيد، أن تحالف "عاصفة الحزم" يحتاج إلى تحقيق انتصارات على الأرض لإجبار الحوثيين على الرضوخ وإنهاء التمرد، وفرض سيطرة قوات الشرعية، مضيفاً أنه "على التحالف العربي ترتيب جبهة داخلية قوية وبقيادة قادة عسكريين وقبليين من الموالين للشرعية أو التدخل البري قبل إعادة ترتيب صالح ومليشيات الحوثيين أنفسهم، وفي حال قيام التحالف بأحد الخيارين، أتوقع نهاية مذلة للانقلاب، وسيطرة تامة للشرعية".
بدوره، قال رئيس الدائرة الإعلامية لحزب "التجمع اليمني للإصلاح" في تعز، أحمد عثمان، لـ"العربي الجديد"، إن "عاصفة الحزم ستخسر المعركة دون ترتيب بري"، موضحاً أن "دول التحالف العربي لا حاجة لها لإنزال بري إلا في إطار محدد، في محافظة عدن مثلاً".
وأكد أن "اللواء 35 الموالي للرئيس هادي في تعز، يحتاج إلى دعم لوجستي وعسكري"، مشيراً إلى "أهمية منح القيادة الجديدة في هذا اللواء صلاحية بفتح باب التجنيد والتنسيق بين الجيش المناصر للشرعية والحالة الشعبية الحاضنة له، وتكوين قاعدة لاستعادة الدولة وحماية وتحرير عدن وإب انطلاقاً إلى تحرير صنعاء واليمن كله، نظراً لما تتمتع به تعز من موقع استراتيجي يمتد من باب المندب إلى المخا، متصلاً بثلاث محافظات".

اقرأ أيضاً: حرب شوارع بعدن والحوثيون يحاولون جر التحالف لمواجهات برية