هل قدّم السيسي مقترح قوة مصرية لحماية هادي؟

هل قدّم السيسي مقترح قوة مصرية لحماية هادي؟

29 مارس 2015
أحاديث السيسي توحي بالشيء وضده (Getty)
+ الخط -

نفت مصادر عربية لـ"العربي الجديد"، أن "يكون الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قد اقترح، خلال القمة العربية، التي عقدت في شرم الشيخ أمس، تجهيز قوة كوماندوز مصرية توفر الحماية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في عدن".

وكان دبلوماسيون يمنيون في واشنطن ونيويورك، قد تداولوا هذه المعلومة، نقلاً عن أعضاء في الوفد المرافق لهادي إلى القمة. 

وافترضت المصادر ذاتها، أن "يكون العرض المشار إليه جاء على لسان السيسي بالفعل، فمن الصعب معرفة ما إذا كان الرئيس المصري جاداً في عرضه أم مزايداً، لأن تعبيراته وأحاديثه كثيراً ما توحي بالشيء وضده في آن واحد".

وتساءل آخرون عما إذا كان السيسي مدركاً لـ"الذكريات المؤلمة الراسخة في الذاكرة المصرية عن نتائج مغامرة الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر في اليمن، وهي ذكريات تجعل غالبية المصريين لا يحبذون تكرارها، ولا يودون التضحية بشباب مصر في مغامرات خارجية مهما كانت أسبابها".

ويؤكد دبلوماسيون يمنيون في واشنطن ونيويورك، أن "القادة العرب أبدوا تصميماً على إعادة الرئيس هادي إلى عاصمة بلاده في أقرب وقت ممكن، لكن الجانب اليمني نجح في إقناعهم بتعديل الخطة مرحلياً إلى مساعدة الرئيس هادي على العودة إلى عدن تحت حماية عربية، على أن يتم تمكينه لاحقاً من حشد قوات كافية من بين الموالين له للزحف إلى صنعاء وتسلم مقاليد الحكم من جديد".

ويتعرض السيسي حالياً لأقذع الأوصاف من قبل أنصار الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي، نتيجة موقفه المؤيد لعاصفة الحزم، بعد أن كان صالح من المتحمسين جدا لانقلاب السيسي في مصر، مثلما كان الحوثيون في إعلامهم يتحدثون عن السيسي بإكبار كنوع من التشفي بخصومهم في التجمع اليمني للإصلاح، الحزب الذي ينطوي في إطاره قادة جماعة الإخوان المسلمين اليمنيين.

ورغم إدراك السياسيين اليمنيين أن قوة صالح والحوثي وحاضنهما الاجتماعي تتمركز في صنعاء وليس في عدن، لكن بينهم من يفضل عودة هادي إلى صنعاء مهما كانت المخاطر، قائلين إن عودته إلى عدن قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إعادة تقسيم اليمن إلى شطرين مثلما كانت عليه اليمن قبل حرب إعلان الوحدة بينهما في 1990.

ويخشى آخرون من ألا يعود الانقسام إلى شطرين فقط، بل ربما يتجاوز ذلك إلى انفصال حضرموت في دولة مستقلة بذاتها، وعودة ما تبقى من البلاد إلى ما كانت عليه في النصف الأول من القرن العشرين، موزعة بين سلطنات ومشيخات وإمامات وأمراء حرب يتنازعون النفوذ فيما بينهم.