الانتخابات البريطانية تنطلق بمناظرة بلا مواجهة

الانتخابات البريطانية تنطلق بمناظرة بلا مواجهة

28 مارس 2015
كاميرون ظهر في موقف دفاعي خلال المناظرة (Getty)
+ الخط -

انطلق سباق الانتخابات العامة في بريطانيا، المقررة في السابع من شهر مايو/أيار المقبل، بمناظرة تلفزيونية مباشرة، لم ترقَ إلى درجة المواجهة وجهاً إلى وجه، بين زعيمي الحزبين الرئيسيين. وقد وافق كل من زعيم حزب المحافظين الحاكم، ديفيد كاميرون، وزعيم حزب العمال المعارض، إيد ميليباند، على الظهور في مناظرة تخلو من المواجهة، تُعرض تلفزيونياً على قنوات شبكة "سكاي نيوز" و"القناة الرابعة"، ضمن برنامج تم إعداده بطريقة غير مسبوقة في المناظرات الانتخابية، إذ ظهر كل منهما على انفراد للرد على أسئلة المحاور الأشهر في بريطانيا، جيرمي باكسمان، ثم الظهور للرد على أسئلة الجمهور الحاضر في الاستديو. وقد تم الوصول إلى هذا "الإخراج الفني" بعد أن رفض كاميرون الدخول في مناظرة مباشرة مع ميليباند، من دون مشاركة زعماء الأحزاب الأخرى المتنافسة في الانتخابات.

وبينما ظهر رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، في موقف دفاعي معترفاً بأنه "ارتكب أخطاء خلال السنوات الخمس الماضية"، راجياً من الناخبين منحه ولاية ثانية لاستكمال مهمة إعادة بناء الاقتصاد، ظهر زعيم حزب العمال المعارض أكثر ثقة، داعياً الناخبين لإعطائه فرصة لإثبات قدرته على قيادة البلاد. وبذل كل من الزعيمين قصارى جهدهما خلال 90 دقيقة، أولاً لمواجهة مقدّم البرنامج، جيرمي باكسمان المعروف بمهاراته الحوارية، وحدة أسئلته، وقدرته على انتزاع الإجابات من ضيوفه، وثانياً لمواجهة أسئلة الجمهور الحاضر في الأستديو والرد عليها بما يتوافق وبرامج حزبيهما.

وقد شهد حوار كاميرون مع باكسمان لحظات حرجة، لا سيما عندما تلعثم زعيم حزب المحافظين في الإجابة عن أسئلة تتعلق بالهجرة، وتقليص ميزانيات الرفاه الاجتماعي. في المقابل وجد كاميرون في الحديث عن حالة الاقتصاد البريطاني فرصة لاستعراض إنجازاته خلال السنوات الخمس الماضية، إذ تمكّن من إخراج بريطانيا من الأزمة الاقتصادية التي مرت بها منذ العام 2008. وانطلاقاً من حقائق وأرقام تعكس الأداء الجيد للاقتصاد، شدد كاميرون على ضرورة التصويت لفترة حكم جديدة لحزب المحافظين، يمكن خلالها المضي في سياسات الحزب الاقتصادية، والحفاظ على أداء الاقتصاد القوي في المستقبل. وحذر كاميرون الناخبين من التصويت لخصومه العمال كي لا تضيع هذه الإنجازات، وترجع البلاد إلى ما كانت عليه خلال حكم حزب العمال في الفترات السابقة.

اقرأ أيضاً: اللوبي الصهيوني يحشد للانتخابات البريطانية

أما زعيم المعارضة، إيد ميليباند، فقد ظهر أكثر ثقة، متبعاً استراتيجية تقوم على تفادي الحديث عن الماضي، والتركيز على المستقبل الذي سيكون أفضل "إذا صوّت الناخبون لصالح حزب العمال وأخرجوا ديفيد كاميرون وحزبه من الحكم"، على حد تعبيره. ولم ينج ميليباند من أسئلة باكسمان، إذ حشره الأخير في زوايا محرجة عندما طرح عليه أسئلة دقيقة للغاية، حول مسائل الهجرة والاقتصاد وعلاقة حزب العمال مع الحزب القومي الاسكتلندي الذي يطالب بانفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة.

واحتلت العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي مساحة زمنية غير قصيرة في حديث كاميرون ومنافسه ميليباند. وبينما اعتبر زعيم حزب العمال، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بمثابة كارثة، تمسّك كاميرون بإجراء استفتاء شعبي على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في نهاية العام 2017، إذا أعيد انتخابه.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "الغارديان" ومؤسسة "آي.سي.إم" حول أداء كل من كاميرون وميليباند في المناظرة، أن 54 في المائة ممن شاركوا في الاستطلاع يعتقدون أن أداء كاميرون كان الأفضل، في مقابل 46 في المائة اعتبروا ميليباند هو الفائز.

ويلتقي كاميرون وميليباند مجدداً في الثاني من أبريل/نيسان المقبل، خلال مناظرة على تلفزيون "آي تي في" يشاركهما فيها زعماء أحزاب، "الاستقلال"، "الخضر"، و"القومي الأسكتلندي".

وفي 16 أبريل/نيسان، يلتقي زعماء أحزاب المعارضة الخمسة، من دون ديفيد كاميرون وزعيم حزب الأحرار الديمقراطي نيك كليغ، في مناظرة على تلفزيون "بي بي سي". وفي 30 من الشهر نفسه، يطل كاميرون وميليباند، وكليغ، كل على حدة خلال برنامج "وقت السؤال" على تلفزيون "بي بي سي".

المساهمون