المصالحة طريق الفلسطينيين لمواجهة فوز نتنياهو

المصالحة طريق الفلسطينيين لمواجهة فوز نتنياهو

19 مارس 2015
المجتمع الإسرائيلي يجنح نحو التطرف أكثر (فرانس برس)
+ الخط -

لم تكن نتائج الانتخابات الإسرائيلية متوقعة كما جاءت، لكنها أيضاً لم تكن مستبعدة في ظل جنوح المجتمع الإسرائيلي إلى التطرف أكثر فأكثر، والذي يدعم اليمين في جولاته العدوانية على الفلسطينيين والعرب، لكن هذه النتائج يجب أن تدفع، وفق قياديين ومحللين ومراقبين، الفلسطينيين إلى إعادة حساباتهم الداخلية وتمتين جبهتهم في مواجهتها.

وعلى الرغم من أنه لم يكن هناك اهتمام فلسطيني واضح بالانتخابات الإسرائيلية خلال إجرائها، لكن النتائج التي جاءت على غير المتوقع وفق استطلاعات الرأي الأخيرة، دقت ناقوس الخطر فلسطينياً من جديد، في ظل ما هو معلن من سياسات رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو، المتوقع أن يشكل الحكومة المقبلة.

اقرأ أيضاً: 14 نائباً لـ"القائمة العربية" في الكنيست الإسرائيلي

ويؤكد القيادي في حركة "حماس" إسماعيل رضوان، لـ "العربي الجديد"، أنّ مواجهة نتائج الانتخابات الإسرائيلية، تكون عبر تحقيق مصالحة حقيقية، واستعادة الوحدة الوطنية، وبناء استراتيجية وطنية فلسطينية قائمة على خيار المقاومة، ووقف المفاوضات العبثية والتنسيق الأمني.

ويشير رضوان إلى أنّ ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، يتم من خلال تطبيق اتفاقات القاهرة والدوحة و"إعلان الشاطئ"، رزمة واحدة وبشكل متوازٍ، لافتاً إلى أنّ حركته قدمت كل المطلوب منها لإنجاح المصالحة الوطنية، و"المطلوب من الإخوة في "فتح" والرئيس محمود عباس، مقابلة هذا بخطوات من طرفهم".

ويرى القيادي في "حماس"، أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية، يجب أن تكون رسالة واضحة بفشل الرهان على سراب المفاوضات، التي لم تُحقق شيئاً للفلسطينيين، وأنّ القوة الحقيقية في وحدة الشعب الفلسطيني، وبناء استراتيجيته الوطنية.

من جهته، يدعو القيادي في حركة "فتح"، والنائب عنها في المجلس التشريعي، فيصل أبو شهلا، إلى سرعة تنفيذ اتفاقات المصالحة الفلسطينية، وإنهاء الانقسام ووضع برنامج سياسي مشترك، بين كافة القوى والفصائل الفلسطينية، واستغلال مصادر القوة التي يمتلكها الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه وإنهاء الاحتلال.

ويرى أبو شهلا، في حديث لـ "العربي الجديد"، أن نتائج الانتخابات كشفت الوجه الحقيقي للمجتمع الإسرائيلي المتطرف، وأكدت أنه غير معني بالسلام وإقامة دولة فلسطينية، عبر انتخابه لحزب "الليكود"، مشيراً إلى أنّ فوز نتنياهو يشير إلى رفضه منح الشعب الفلسطيني دولة مستقلة، وتأكيده استمرار السيطرة على القدس كعاصمة للاحتلال وزيادة الاستيطان في عهده بشكل كبير.

ويؤكد أبو شهلا أنّ السلطة الفلسطينية ستتوجه في أبريل/نيسان المقبل إلى المحكمة الجنائية الدولة في لاهاي، بعد تفعيل عضويتها لمحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، وفق ملفات أعدتها لجنة متخصصة شكّلها عباس.

أما القيادي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، كايد الغول، فيشير إلى أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية، وفوز نتنياهو، جاء نتاجاً لانعكاس المستوى السياسي الإسرائيلي الذي يذهب إلى التشدد والتطرف أكثر فأكثر.

ويقول الغول لـ "العربي الجديد"، إنّه يجب مواجهة هذه النتائج بسياسة فلسطينية جديدة، تقطع الطريق أمام السياسيين الإسرائيليين، وتعمل على بناء استراتيجية وطنية واضحة، وتعيد الإمساك بكامل حقوق الشعب الفلسطيني، عبر تبني خيار الكفاح المسلح إلى جانب العمل والنشاط السياسي.

ويطالب الغول، عباس بمغادرة المفاوضات بشكل كامل، والإسراع في تنفيذ قرار المجلس المركزي الأخير لمنظمة التحرير في إنهاء الانقسام ووقف التنسيق الأمني، ودعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير للانعقاد، واستكمال تطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية بمشاركة الجميع.

في غضون ذلك، يشدد رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية خليل أبو شمالة، لـ "العربي الجديد"، على ضرورة إتمام المصالحة الفلسطينية وتجاوز نقاط الخلاف التي تعترض طريق إنهاء الانقسام، لمواجهة التحديات القائمة والتي تهدد المشروع الوطني الفلسطيني ككل، داعياً إلى حراك حقيقي ينهي الانقسام.

ويشير أبو شمالة، إلى أنّ الحل الأمثل لمواجهة التحديات القائمة، وتلك التي ستحصل في حال استمرار نتنياهو على سياساته العدوانية الحالية، هو الذهاب نحو مصالحة حقيقية، وتوحيد وترتيب البيت الداخلي، لأنّ الوحدة الفلسطينية هي صمام الأمان للمشروع الوطني.

ويرى أنه في حال توحّد الفلسطينيون بشكل حقيقي وصادق، فإنهم يستطيعون مواجهة كل المخاطر والتحديات القائمة والمتوقّعة، ولن يوقفهم أحد.

المساهمون