لا مبالاة في غزة تجاه الانتخابات الإسرائيلية

لا مبالاة في غزة تجاه الانتخابات الإسرائيلية

18 مارس 2015
أهالي غزة لم يكترثوا بالانتخابات الإسرائيلية (فرانس برس)
+ الخط -

لم يكن للانتخابات الإسرائيلية العامة أي حضور أو متابعة في قطاع غزة الساحلي المحاصر، فلا النخبة السياسية، ولا الشارع المثقل بهموم الأزمات المتلاحقة، أعطى اهتماماً لها. فالفلسطينيون لا يفرّقون بين يمين ويسار في إسرائيل، وكلاهما لم يعطِ للفلسطينيين أي شيء، وفي عهد كل منهما لم تتغير المجازر والاعتداءات والتهويد والاستيطان.

وبالنسبة إلى الشارع الغزّي، فإن الانتخابات الإسرائيلية "لن تضيف شيئاً"، حتى ولو تغيرت الوجوه التي ستُشكّل الحكومة المقبلة، فسياسة كل الأحزاب واحدة، وستبقى مع كل انتخابات. فالإسرائيليون، وفق نظرة أهالي غزة وسياسييهم، يتنافسون في خدمة مشروعهم الاحتلالي والتوسعي، ولم يكن في برامجهم الانتخابية ما يشير إلى إعادة المفاوضات والانسحاب وتسهيل إقامة الدولة الفلسطينية.

حتى فرقاء السياسة الفلسطينية، توحّدوا في عدم التعويل على الانتخابات الإسرائيلية ونتائجها، فالاحتلال بالنسبة لهم يبقى احتلالاً، حتى لو تغيّرت الحكومات وجاءت الانتخابات بغير ذلك الذي ارتكبت حكومته وجيشه قبل أشهر عدة، أقسى الحروب على القطاع، دامت 51 يوماً.

اقرأ أيضاً: السلطة تنتظر نتائج انتخابات الاحتلال: التغيير مستبعد

ويشير القيادي في حركة "حماس" مشير المصري، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "اللامبالاة الفلسطينية منطلقة من أنّ الاحتلال يبقى احتلالاً، والتجربة التي مررنا بها أثبتت أنّ اليمين واليسار في إسرائيل سيّان في الأهداف الاحتلالية الكبرى، من تهويد القدس وابتلاع الأرض بالاستيطان والجدار والحصار، فضلاً عن سياسة المجازر التي تنافس على ارتكابها اليسار واليمين الإسرائيلي".

ويقول المصري، إنّ تجربة مفاوضات التسوية بين السلطة والاحتلال على مدار العقدين الأخيرين، لم يختلف فيها اليسار عن اليمين في شيء، فكلاهما غير مستعد لإعادة الحقوق للشعب الفلسطيني، وهما فقط يحاولان عبرها استغلال الوقت لفرض سياسة الأمر الواقع على الأرض.

ويشدد المصري، على أنّ "العدو سيبقى عدواً أياً كان قائده، والاحتلال لن تُنزع منه هذه الصفة الاحتلالية بغض النظر عن الذي يحكم في الكيان"، لافتاً إلى أنّ التنافس الانتخابي كان على تسخين الجبهات والمزايدات الانتخابية والتهديدات واستمرار التهويد وابتلاع الأرض، وليس شيئاً آخر.

من جهته، يقول المتحدث باسم حركة "فتح" في غزة فايز أبو عيطة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ حركته لا تعوّل كثيراً على نتائج الانتخابات الإسرائيلية، فالأحزاب الإسرائيلية، سواء كانت من اليمين أو اليسار، لن تلغي الصراع مع الشعب الفلسطيني.

غيرّ أنّ أبو عيطة، يؤكد أنّ القيادة الفلسطينية التي قدمت كل شيء لتحقيق السلام الشامل، تتطلع لأن يكون الإسرائيليون قد تعلموا درساً من فترة حكم رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو خلال السنوات العشر الأخيرة، التي لم يقدم لهم فيها الأمن والاستقرار.

ويدعو المتحدث باسم "فتح" في غزة، الإسرائيليين إلى اختيار "قيادة" جديدة معتدلة لها القدرة على اتخاذ قرارات مصيرية، في مقدمتها إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وتحقيق حل الدولتين ليعيش كلا الشعبين في سلام.

أما القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" خضر حبيب، فيؤكد لـ"العربي الجديد"، أنّ نتائج الانتخابات الإسرائيلية لا تعني الفلسطينيين كثيراً، فهناك إجماع لدى الإسرائيليين على عدم منح الشعب الفلسطيني حقوقه، سواء فاز اليمين برئاسة نتنياهو أو اليسار (المعسكر الصهيوني) الذي يترأسه يتسحاق هرتسوغ.

ويشير حبيب، إلى أنّ نتائج الانتخابات الإسرائيلية بالنسبة للفلسطينيين سيان، فالأمر لن يختلف كثيراً حتى لو تغيرت الحكومة ورئيسها، فأي حزب إسرائيلي سيصل إلى سدّة الحكم لن يمنح الشعب الفلسطيني حقه، وسيستمر على ما كان عليه سلفه.

ويدعو حبيب إلى ضرورة الإسراع في ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، لمواجهة المخاطر التي تعترض القضية الفلسطينية، ولمواجهة التطرف المتزايد في إسرائيل تجاه الفلسطينيين.

المساهمون