"عين العرب": مدينة نصفها أطلال والعائدون بلا مأوى

"عين العرب": مدينة نصفها أطلال والعائدون بلا مأوى

14 مارس 2015
فتاة تلتقط صورة "سيلفي" على أنقاض في عين العرب(getty)
+ الخط -

يواصل النازحون من مدينة "عين العرب"، العودة إلى مدينتهم منذ أن تمكنت قوات حماية الشعب الكردية وعناصر من الجيش الحر، والبشمركة بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من طرد مسلحي تنظيم "داعش" منها نهاية يناير/كانون الثاني الماضي.

ويتفقد العائدون إلى المدينة بيوتهم وممتلكاتهم بعد المعارك العنيفة التي شهدتها شوارع عين العرب لنحو ثلاثة أشهر ونصف، وتظهر صور التقطت من داخل المدينة تعرض أحياء فيها لعمليات تدمير كبيرة بفعل المعارك، كما تظهر انتشار مئات العائلات حول أكوام من الركام والأطلال لمبان كانوا يسكنونها قبل الحرب.

ويؤكد الخبير الاقتصادي مسلم طالاس لـ "العربي الجديد" أن نسب الدمار العالية في المدينة ستبقى عائقاً أمام عودة السكان، فالمدينة بحاجة لمشروع إعادة إعمار متكامل، حيث لا تقل نسبة دمار شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والدمار في المؤسسات التعليمية وغيرها من قطاعات البنية التحتية عن خمسين في المائة في كل قطاع، كما أن نسبة دمار العمران في المدينة لا تقل عن سبعين في المائة من مجمل أبنية المدينة.

ويؤكد الخبير الاقتصادي السوري المتعاون مع هيئة إعادة إعمار المدينة أن نسبة الدمار العالية في مدينة عين العرب منعت حتى الآن سكانها النازحين في تركيا وإقليم كردستان العراق من العودة إليها.

ويذهب إلى أن نسبة العائدين لم تتجاوز، حتى الآن، واحداً في المائة من سكان المدينة، بالإضافة إلى أن بعض العائلات التي تقيم في الأحياء الشمالية والغربية الأقل دماراً من المدينة.

ويوضح طالاس أن معظم العائدين إلى مدينة عين العرب هم أفراد ذهبوا إلى المدينة بهدف تفقد ممتلكاتهم وحراستها، مؤكداً أن الإدارة المدنية للمدينة تعمل على إقامة مخيم بهدف إيواء من دمرت منازلهم، بعد أن قامت بتنظيف بعض الطرقات وتشغيل فرن المدينة الآلي لتأمين الخبز للسكان.

اقرأ أيضا: الإعلام الغربي الذي سحرته نساء عين العرب

ويشير الخبير الاقتصادي إلى أن إمكانات الإدارة المدنية لكوباني (عين العرب) ومواردها محدودة، ولا تستطيع لوحدها تهيئة الظروف الكفيلة بعودة منظمة للسكان، حيث تعترض ذلك مخاطر أمنية كبيرة في المدينة، كالقذائف غير المنفجرة والألغام، كما يعترض ذلك مخاطر صحية تشكلها الجثث الكثيرة التي تتفسخ تحت الأنقاض، بالإضافة إلى غياب البنية التحتية والخدمات الأساسية التي دمرت نسبة كبيرة منها نتيجة القصف والاشتباكات التي شهدتها المدينة. 

ويوضح الناشط حسن عبد الرزاق لـ"العربي الجديد" أن الجهود المحلية الرامية لتهيئة الظروف المناسبة لعودة أكبر نسبة ممكنة من السكان ما تزال مستمرة، فقد وصلت في الأيام الأخيرة فرق طوارئ من مدينة آمد في إقليم كردستان العراق للمساعدة في عمليات انتشال جثث مسلحي "داعش" من تحت الأنقاض، للقضاء على ظاهرة الروائح الكريهة في شوارع المدينة المدمرة، وللحد من خطر انتشار الأوبئة والأمراض نتيجة انتشار الجثث المتفسخة.

ويلفت الناشط إلى وصول دفعة جديدة قدمتها حكومة إقليم كردستان العراق من سيارات الإسعاف والتجهيزات الطبية للمساعدة في عملية دعم البنية التحتية المدمرة في المدينة.

ويبدو أن الدمار الذي لحق بـ "عين العرب" لن يتوقف عندها، حيث تشير التقارير إلى انتقال الاشتباكات بين الطرفين خلال الشهر الماضي إلى ريف المدينة الذي بات تحت سيطرة قوات حماية الشعب الكردية بالكامل منذ أيام قليلة مع سيطرتها على بلدات وقرى في ريف المدينة الغربي والجنوبي بعد معارك عنيفة مع مسلحي "داعش".

اقرأ أيضا: عين العرب: المدينة المنسيّة إنسانيا

المساهمون