انتخابات الكنيست تحتدم... و3 سيناريوهات لتشكيل الحكومة المقبلة

انتخابات الكنيست تحتدم... و3 سيناريوهات لتشكيل الحكومة المقبلة

15 مارس 2015
الحكومة لن تكون مطالبة بتقديم حلول "نهائية" (فرانس برس)
+ الخط -

يستعد اليمين الإسرائيلي للتظاهرة الضخمة والرئيسية التي ينظمها مساء اليوم، في "ميدان رابين" لإبراز قوته الجماهيرية، قبل 48 ساعة من افتتاح صناديق الاقتراع، صباح الثلاثاء. وقد قرر اليمين تأجيل تظاهرته إلى اليوم، بعد أن كان قرر بداية تنظيمها أمس، وذلك بحجة عدم انتهاك حرمة السبت، من جهة، وتمكين جمهور المتدينين والمحافظين، خصوصاً من أبناء الطوائف الشرقية، من المشاركة في التظاهرة.

ويتوقّع اليمين، وعلى رأسه حزب "الليكود"، أن تكون هذه التظاهرة أضخم من تلك التي نظمتها الأسبوع الماضي، جمعية "مليون يد" التي تدعو لإسقاط حكم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتمويل أجنبي. حاول "الليكود" في البداية، القول إن هذه الجمعية تعمل بالتنسيق مع حزب "المعسكر الصهيوني" بقيادة الثنائي يتسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني، لكنه عدل عن ذلك.

في المقابل استغل نتنياهو نشاط هذه الجمعية وجمعية "فيكتوري 15"، في الأيام الماضية، لتعزيز روايته عن "الجهد الدولي والعالمي الكبير"، المتمثّل بضخ عشرات ملايين الدولارات لهاتين الجمعيتين وجمعيات أخرى، لإسقاط الحكم وحث اليسار والعرب في الداخل على الخروج للتصويت، حتى لو منح ذلك فلسطينيي الداخل 15 نائباً في الكنيست، تمهيداً لتشكيل حكومة برئاسة هرتسوغ وليفني.

وقد صعّد نتنياهو ومعه ماكينة الدعاية الليكودية، من حدة هذه اللهجة في الأيام الأخيرة، وخصوصاً الترويع والتهويل من خطر حصول الفلسطينيين في الداخل، عبر "القائمة المشتركة"، على 15 نائباً في الانتخابات، في محاولة يائسة وأخيرة منه لإعادة ناخبي اليمين إلى حضن "الليكود"، وردعهم عن التصويت لأحزاب متوسطة الحجم ولو كانت يمينية، مثل حزبي "البيت اليهودي" بقيادة نفتالي بينيت، و"كولانو" بقيادة موشيه كاحلون، الذي اتهمه "الليكود" عبر بني بيغن، الوزير السابق وابن الزعيم التاريخي لحركة "حيروت" مناحيم بيغن، بأنه لا يمت لـ"الليكود" بصلة وأنه لن يتردد في الدخول في حكومة ائتلاف بقيادة هرتسوغ. وقد فشل "الليكود" في الحصول على وعد من كاحلون، أو حتى من زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، بعدم الدخول في حكومة بقيادة هرتسوغ.

في غضون ذلك، سعى حزب "المعسكر الصهيوني" بقيادة هرتسوغ وليفني، إلى استمالة الحزبين المذكورين ومحاولة مد جسور للتعاون مع الأحزاب الحريدية، عبر استغلال زخم تفوق الحزب على "الليكود"، وفق استطلاعات الرأي، والقول إن هذا التفوق يتيح لأول مرة في العقدين الأخيرين، فرصة للإطاحة بنتنياهو وتقديم حكومة بديلة.

اقرأ أيضاً: "القائمة المشتركة": رص الصفوف عشية انتخابات الكنيست

3 سيناريوهات محتملة

وفي غياب موضوع حقيقي أو عنوان أساسي للمعركة الانتخابية، إذ يتفق هرتسوغ ونتنياهو على أنه لا يوجد شريك فلسطيني للمفاوضات، وبالتالي فإن الحكومة المقبلة لن تكون مطالبة بتقديم حلول "نهائية" أو قرارات مصيرية، وبالنظر إلى موازين القوى العامة كما تطرحها استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي، فإن هناك 3 سيناريوهات لشكل الحكومة المقبلة في إسرائيل.

يقوم النظام السياسي في إسرائيل على أساس برلماني، بمعنى أن الانتخابات العامة لا تقضي بانتخاب رئيس الحكومة بل بانتخاب الأحزاب المشاركة في البرلمان. ويقوم رئيس الدولة بعد الانتخابات، بالتشاور مع ممثلي الكتل البرلمانية التي نجحت باجتياز نسبة الحسم، بتحديد هوية زعيم الحزب الذي عليه تشكيل الحكومة المقبلة مع أولوية لرئيس الحزب الأكبر.

ولكن على الرغم من ذلك، قد تنشأ حالة لا يُكلِف بها رئيس الدولة، رئيس أكبر حزب وإنما رئيس الحزب الذي يملك القدرة على تشكيل ائتلاف من أكثر من 60 عضواً في الكنيست، أو يتمتع بتأييد أكثر من 60 عضواً ولو كان بعضهم من خارج الائتلاف. وقد تم ذلك في العام 1992-1995، حين حظي رابين بتوصية أكثر من 62 عضو كنيست لتشكيل حكومة، بينهم 5 أعضاء عرب مثّلو حزبي "الجبهة" و"الحزب الديمقراطي العربي"، والذين دعموا حكومة رابين من خارج الائتلاف ولم يكونوا جزءاً من الائتلاف الحكومي. وفي العام 2009 تكرر هذا السيناريو عندما فازت ليفني بـ 28 مقعداً، لكنها فشلت في تشكيل حكومة وأعادت التكليف لرئيس الدولة، بعد أن رفضت الرضوخ لشروط وإملاءات الحريديم.

حكومة يمين بقيادة نتنياهو والحريديم

أول السيناريوهات والذي يُعتبر الأكثر واقعية هو تشكيل حكومة يمين بقيادة نتنياهو والحريديم، وهو السيناريو المفضّل لدى نتنياهو بحسب تصريحاته المتكررة، بأنه يفضّل حكومة قومية مع شركائه الطبيعيين، في إشارة إلى العودة للحلف التاريخي مع أحزاب الحريديم إلى جانب "البيت اليهودي".

وسيكون هذا الائتلاف، بحسب الاستطلاعات الأكبر، من حيث عدد أعضاء النواب فيه. وبحسب الاستطلاعات، فهذا الائتلاف سيُشكّل من 67 نائباً كالتالي: "الليكود" 22، "شاس" 7، "يهدوت هتوراة" 7، "البيت اليهودي" 12، حزب "كولانو" 10، ليبرمان 5، و"ياحد" بقيادة إيلي يشاي 4.

حكومة وحدة مع "المعسكر الصهيوني" والحريديم

هذا الخيار الثاني من السيناريوهات المتوقّعة، طُرح لأول مرة في أواخر الأسبوع الماضي، عندما أعلن الرئيس الإسرائيلي رؤبان ريفلين، الليكودي الأصل، أنه سيسعى لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقد انضم زعيم "شاس" أريه درعي، يوم الجمعة الماضي إلى دعوة ريفلين، معلناً أنه يؤيد ائتلافاً واسعاً وحكومة وحدة وطنية.

في المقابل، أعلن كل من نتنياهو وهرتسوغ تحفظهما على هذا السيناريو، إلا أن مراقبين يرون أن هذا الخيار يبقى واقعياً، خصوصاً إذا أبقت نتائج الانتخابات على الأحزاب المتوسطة الحجم (البيت اليهودي 12، ييش عتيد 12، كولانو بين 10 و11 مقعداً)، ما يعزز خطر تكرار تجربة حكومة نتنياهو الأخيرة التي كانت غير مستقرة، وعانت من أزمات متواصلة بفعل التناقض بين مطالب الأحزاب المتوسطة الحجم، والتي أدت في نهاية المطاف، إلى حل الكنيست والذهاب إلى الانتخابات المبكرة بعد 20 شهراً فقط، من تشكيل الحكومة الأخيرة لنتنياهو.

ويشكّل هذا السيناريو حلاً مغرياً للحزبين الكبيرين، يُمكّنهما إذا توصلا إلى اتفاق شراكة، من إقصاء الأحزاب المتوسطة الحجم و"حرقها" في المعارضة، مع الاستعانة أو الاعتماد على أصوات حزب ثالث فقط لا غير، سواء كان ذلك "البيت اليهودي" أم "الحريديم".

حكومة يسار وسط بقيادة هرتسوغ

يبقى السيناريو الثالث هو تشكيل حكومة يسار بقيادة هرتسوغ، ولكن تفوّق حزب "المعسكر الصهيوني" وفق الاستطلاعات الأخيرة، وتقدمه على "الليكود" بأربعة مقاعد (26 مقابل 24)، لا يعني بالضرورة أن يحظى هرتسوغ بتكليف لتشكيل الحكومة. فمع هذه المقاعد وبالإضافة لمقاعد حزب "ميرتس" اليساري المقدرة بـ4 أو 5 مقاعد، قد يصل هرتسوغ لـ30 مقعداً وهو سيكون بحاجة لـ31 مقعداً إضافياً. هنا تكمن مشكلة هرتسوغ، فهو بحاجة إلى أصوات ثلاثة أحزاب أخرى (إذا أراد عدم الاعتماد على مقاعد القائمة المشتركة للعرب). فهو بحاجة لدعم حزب "ييش عتيد" الذي يُتوقع له أن يحصل على 12 مقعداً، وأصوات حزب "كاحلون" المتوقع حصوله على 10 مقاعد، وأصوات أحزاب "الحريديم". لكن المشكلة بأن زعيم "ديغل هتورة" يعقوف ليتسمان، وكذلك زعيم "شاس" أرييه درعي، أعلنا أنهما لن يشاركا في حكومة فيها زعيم "ييش عتيد" يئير لبيد.

في المقابل، ففي حال قرر هرتسوغ الركون إلى دعم الأحزاب العربية، فإنه سيصطدم بإعلان كاحلون بأنه لن يشارك في حكومة تستند إلى أصوات "القائمة المشتركة"، ويعني هذا في نهاية المطاف أن فرص هرتسوغ شبه معدومة.

المساهمون