تقدّم بطيء للقوات العراقيّة في الأنبار

تقدّم بطيء للقوات العراقيّة في الأنبار

09 ديسمبر 2015
معارك تحرير الأنبار في حالة فتور (Getty)
+ الخط -
على الرغم من الاستعدادات الكبيرة وتطويق مدينة الرمادي من قبل القوات العراقيّة والعشائر، إلّا أنّ الهجوم المرتقب لم يبدأ حتى الآن، ويتحدث مسؤولون عسكريون وسياسيون عن تحرير بعض مناطق المدينة، فيما قلّل مراقبون من أهمية هذا التقدّم، مؤكّدين أنّه بطيء ولا يشكل شيئًا.

وقال المقدّم في قيادة العمليّات المشتركة، عبد الله أحمد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات العراقيّة استطاعت تحرير مقر قيادة عمليات الأنبار شمالي الرمادي، بعد اشتباك مع عناصر داعش وهزيمتهم"، مبيناً أنّ "الاشتباك حسم في غضون ساعتين فقط، وقتل فيه العشرات من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، فيما أجبر الباقون على الهرب".

وأكّد أنّ "المعركة شاركت فيها قيادة عمليّات الأنبار وقوات العشائر، وبإسناد من طيران التحالف الدولي"، مشيراً إلى أنّ "المقر أصبح تحت سيطرة القوات العراقيّة بشكل كامل".

من جهته، أعلن محافظ الأنبار صهيب الراوي، "تحرير حي التأميم شمالي الرمادي".

وقال المحافظ في بيان صحافي، إنّ "القوات الأمنية استطاعت تحرير حي التأميم والسيطرة عليه، بعدما ألحقت هزيمة كبيرة بداعش"، مبيناً أنّ "عملية تحرير المنطقة كبّدت التنظيم خسائر كبيرة، وخلفت عشرات القتلى في صفوفه".

ودعا المحافظ، أهالي الرمادي، إلى "التوجه نحو الممر الجنوبي نحو منطقة الحميرة للخروج من المدينة حرصاً على حياتهم"، مبيناً أنّ "الممرّات جنوبي المدينة آمنة وبإمكان الأهالي الخروج عبرها". ودعا القوات الأمنيّة "إلى توفير الملاذات الآمنة للعائلات النازحة من الرمادي، وتأمين احتياجاتهم الضروريّة".

بدوره، قلّل مجلس الخبير الأمني واثق العبيدي، من أهميّة التقدم الذي تحرزه القوات العراقيّة في الرمادي.

وقال العبيدي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّه "قياساً بحجم القوات والتعزيزات العسكريّة التي تتواجد حول مدينة الرمادي؛ وتوفير الغطاء الجوي من قبل طيران التحالف الدولي، فإنّ التقدّم الذي تحرزه القوات المقاتلة بطيء جدّاً ولا قيمة له".

وأضاف أنّ "المناطق التي تم تحريرها هي مناطق في الأطراف الشماليّة للمدينة، وأنّ وجود داعش فيها ليس كما هو في المحاور الأخرى"، مشيراً إلى أنّ "القوات المقاتلة لم تخطُ حتى الآن خطوة واحدة نحو اختراق الرمادي، الأمر الذي يؤشّر إل ضعف وتردّد في شن الهجوم".

ولفت إلى أنّ "القوات العراقيّة تملك اليوم عنصر المبادرة بالهجوم على الرمادي، لكنّ هذا التردّد والتباطؤ قد يفقدها زمام المبادرة ويشجع داعش على مباغتتها من محاور أخرى، الأمر الذي قد يقلب موازين الأمور من جديد".

وشدّد على "ضرورة اتخاذ قرار حازم وسريع لاقتحام المدينة وحسم هذا الملف الحساس".

وشهدت معارك تحرير الأنبار، أخيراً، فتوراً كبيراً، فسّره مراقبون على أنّه تباطؤ وقد يكون تراجعاً عن إتمام المعركة، فيما حمّل مسؤولون عن المحافظة الحكومة وقادة التحالف الوطني مسؤولية ذلك، بسبب التصريحات التي ينتقدون فيها دور واشنطن والتحالف الدولي، ما أثّر سلباً على سير المعارك.

اقرأ أيضاًالقوات العراقية تتقدم بالأنبار على حساب "داعش"

المساهمون