الوجود التركي في العراق يولد انقساماً سياسياً وشعبياً

الوجود التركي في العراق يولد انقساماً سياسياً وشعبياً

09 ديسمبر 2015
شخصيات تركمانية ترحب بتواجد تركيا في العراق(مصطفى أوزر/فرانس برس)
+ الخط -

تباينت آراء التيارات السياسية والأوساط الشعبية العراقية، بين مؤيد ورافض لدخول قوات تركية لقتال تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

ففي الوقت الذي رحبت فيه شخصيات تركمانية بالوجود التركي، موضحة أنه جاء نتيجة لتفاهمات سابقة بين الحكومتين العراقية والتركية، يرفض "التحالف الوطني" الحاكم ما يصفه بـ "التدخل التركي"، ويدعو منذ مدة لانسحاب القوات التركية من المناطق التي دخلتها في محافظة الموصل شمالي العراق.

وقال عضو جمعية تركمان العراق نعمان البياتي لـ "العربي الجديد" اليوم الأربعاء إن "دخول قوات تركية إلى البلاد لم يتم بالخفية، وكان في وضح النهار، بناء على اتفاقات مسبقة بين العراق وتركيا". مؤكداً أن المقاتلين الأتراك جاءوا لقتال الإرهاب وليس للنزهة.

وانتقد البياتي صمت الحكومة العراقية عما وصفه بـ "الاحتلال الإيراني" الذي دخل العراق بعد عام 2003، وأنشأ مليشيات وجماعات مسلحة تأخذ أوامرها من طهران بشكل مباشر. مشيراً إلى ضرورة إيجاد توازن بين القوى الداعمة للمكونات العراقية، كي لا تنفرد جهة أو مليشيا بحكم العراق على حساب بقية مكوناته وطوائفه.

من جهته، أكد رئيس الجبهة التركمانية العراقية أرشد الصالحي اليوم، ترحيبه بأي جهد دولي لقتال تنظيم "داعش" "سواء كان تركياً أو إيرانياً أو أميركياً، بعد عجز الحكومة العراقية عن التصدي له، والدفاع عن جميع المكونات العراقية.

اقرأ أيضاً: العراق: صفقة تسليح "الحشد" وبطلها نوري المالكي أمام القضاء

وأوضح في تصريح صحافي، أن الوجود التركي جاء نتيجة اتفاقيات سابقة بين الحكومتين العراقية والتركية لمساعدة العراقيين وتدريبهم على عمليات تطهير المدن من الإرهاب، لتسهيل عودة مئات الآلاف من النازحين والمشردين.

ودعا الصالحي تركمان العراق إلى "عدم الإصغاء للبيانات والتصريحات الإعلامية السياسية التي تحاول شق الصف التركماني، حول دخول الجيش التركي الأراضي العراقية.

وطالب الحكومة بالعمل الجاد على إرجاع الحقوق الدستورية المسلوبة للشعب، وإنهاء تهميش التركمان وحرمانهم من التمثيل في الوزارات السيادية والخدمية.

وأكد رئيس الجبهة التركمانية في إقليم كردستان أيدن معروف، ترحيبه بالدعم العسكري التركي لتحرير العراق من "داعش".

وأضاف في بيان سابق أن أي عمل عسكري تركي، يجب أن يكون بالتنسيق مع التحالف الدولي.

وأشار معروف إلى دور تركيا في تدريب "حشد تحرير الموصل" منذ أكثر من عام، وإجراءاتها لمساعدة النازحين، مؤكداً وجود علاقات تاريخية للموصل مع تركيا.

بالمقابل جدد "التحالف الوطني" الحاكم في العراق، رفضه وجود قوات تركية في محافظة الموصل، وخوّل في بيانٍ رئيس الوزراء حيدر العبادي بصفته القائد العام للقوات المسلحة باتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن الوجود التركي شمالي البلاد.

كما دعا العبادي حلف الناتو لاستخدام صلاحياته لحث تركيا على الانسحاب الفوري من الأراضي العراقية، حرصاً على العلاقات بين بغداد وأنقرة.

وهددت وزارة الخارجية العراقية بتقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن، والتحرك نحو المجتمع الدولي، لاتخاذ موقف تجاه ما سمته "الانتهاك التركي"، مؤكدة حرصها على إدامة العلاقات الإيجابية بين البلدين.
من جهته، قال السفير العراقي في الأمم المتحدة محمد علي الحكيم، وفقا لوكالة أنباء رويترز مساء الثلاثاء، إن محادثات ثنائية بين بغداد وأنقرة لإنهاء نزاع بين البلدين الجارين بشأن نشر جنود أتراك في شمال العراق، تسير بشكل إيجابي.

وأضاف الحكيم "إننا نحله بشكل ثنائي بين بغداد وأنقرة... لم نصعّده حتى الآن إلى مجلس الأمن أو إلى الأمم المتحدة". وقال الحكيم "بالنسبة لنا فإن الشيء المفيد هو أن النقاش الثنائي مستمر حاليا بين بغداد وأنقرة، وهو يسير بشكل جيد للغاية" مضيفا أن موسكو لم تتشاور مع بغداد قبل إثارة المسألة في مجلس الأمن. 

وانتقدت اللجنة التنسيقية العليا التي تشكلت حديثاً من شخصيات سياسية تمثل المحافظات الساخنة، تعامل الحكومة العراقية خلال الأزمة مع تركيا. وقال المتحدث باسم اللجنة خالد المفرجي إن "تصريحات رئيس الحكومة حول الأزمة تدل على عدم احترافه السياسة". موضحاً أن العبادي طلب رسمياً من تركيا تزويده بالأسلحة والمستشارين.

وفي سياق متصل، عبر نازحون من المدن التي يحتلها تنظيم "داعش" عن تفاؤلهم بالتدخل التركي لقتال التنظيم" موضحين لـ "العربي الجديد" أن القوات التركية "تمثل الأمل الأخير لهم بتحرير مناطقهم من سيطرة الإرهاب، بعد فشل القوات العراقية والتحالف الدولي في طرد التنظيم من محافظاتهم، وحل مشكلة النازحين الذين تجاوز عددهم ثلاثة ملايين نازح".

 اقرأ أيضاً: العبادي يتقرب من تحالف القوى لتعويض خسارة حلفاء التحالف


المساهمون