إسرائيل تراهن على فوز اليمين الأرجنتيني لتطويق الانحياز للفلسطينيين

إسرائيل تراهن على فوز اليمين الأرجنتيني لتطويق الانحياز للفلسطينيين

19 ديسمبر 2015
أعلن ماكري بُعيْد فوزه أنّه صديق لإسرائيل(Getty)
+ الخط -

ترى أوساط إسرائيلية، أنّ نتائج الانتخابات الرئاسية في الأرجنتين التي أسفرت، أخيراً، عن فوز مرشح اليمين ماوريسيو ماكري تُمثّل فرصة لتحسين العلاقات بين إسرائيل والأرجنتين. وتراهن هذه الأوساط السياسية على دلالات إعلان ماكري بُعيْد فوزه أنّه "صديق لإسرائيل"، لوضع حدّ للفتور في العلاقات الثنائية بين البلدين، والذي استمر 12 عاماً من حكم اليسار في العاصمة بيونيس آيريس.
وسبق لماكري أنْ زار إسرائيل، بما في ذلك خلال العام 2006، كرئيس فريق كرة قدم "بوكا جونويرز". يومها لعب الفريق مباراة ودّية أمام فريق "مكابي تل أبيب". وبعد خمسة أعوام، زار ماكري دولة الاحتلال كرئيس بلدية بيونيس آيريس، إذ شارك في مؤتمر لرؤساء بلديات من مختلف أنحاء العالم نظّمته وزارة الخارجية الإسرائيلية.

وفي السياق، يقول الصحافي الإسرائيلي، أمير تيفون، إنّ ما يدلّ على رغبة ماكري في إحداث تغيير في نمط العلاقة بين تل أبيب وبيونس آيريس، حقيقة أنّه بادر بعد الإعلان عن فوزه بالاتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتعهّد له بالعمل فوراً على تطوير العلاقات الثنائية. وفي مقال نشره موقع "وللا"، أخيراً، ينوّه تيفون إلى أنّ أهمية التحوُّل في العلاقات الذي تعهّد ماكري بإحلاله، أنه يأتي في أعقاب تدهور العلاقات الثنائية في عهد الرئيسة السابقة، التي زعم أنّها تبنّت نمط فنزويلا في العلاقات الخارجية. وحرصت كيرشنر على تعزيز العلاقات مع إيران ونأت بالأرجنتين عن الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل.

وبحسب تيفون، فإنّ إسرائيل عانت من الانتقادات التي حرصت الأرجنتين وممثّلوها في الأوساط الدولية على توجيهها لإسرائيل وسياساتها تجاه الفلسطينيين، موضحاً أنّ أحد الأسباب التي دفعت الرئيسة السابقة إلى اتخاذ الموقف السلبي تجاه الولايات المتحدة والدول القريبة منها، تمثّل في انزعاجها من دور البنوك والشركات الأميركية في المس بالاقتصاد الأرجنتيني. ويشير الكاتب إلى أنّ الجالية اليهودية الأرجنتينية، التي تضم 200 ألف شخص، شاركت إسرائيل موقفها السلبي تجاه كيرشنر، بسبب ما اعتبرته "مضامين اللاسامية" لبعض تصريحات الأخيرة، على حد قوله. علماً أنّ كيرشنر حرصت على تعيين هيكتور طيمرمان، وهو شاب يهودي أرجنتيني هاجر إلى إسرائيل وعاش فيها، ثم عاد إلى بيونيس آيريس، وزيراً للخارجية.

اقرأ أيضاً: ماوريسيو ماكري رئيساً للأرجنتين... هل يتمدّد دومينو اليمين اللاتيني؟

ويلفت تيفون إلى أنّ إسرائيل تراهن على دور الرئيس الجديد في خفض مستوى التعاون بين طهران وبيونيس آيريس، الذي وصل إلى حدّ موافقة كيرشنر على مشاركة إيران في لجنة التحقيق بشكل فاعل في الهجمات التي استهدفت الجالية اليهودية والسفارة الإسرائيلية في بيونيس آيريس في تسعينيات القرن الماضي.

من جهته، يقول معلّق الشؤون الخارجية في قناة التلفزة الأولى الإسرائيلية، أورن نهاري، إنّ إسرائيل تراهن على دعم الأرجنتين لإسرائيل في المحافل الدولية، ولا سيما أنّه في ظل حكم كيرشنر دعمت الأرجنتين بشكل تقليدي كل مشاريع القرارات التي كانت لصالح الفلسطينيين في المحافل الدولية. وفي تعليق بثّته القناة، أخيراً، ينوّه نهاري إلى أنّ تل أبيب متأكدة من أنّ ماكري سيضع حداً لعلاقات الأرجنتين مع إيران، على اعتبار أنّه قدّم تعهّداً خلال الحملة الانتخابية، بأن تنأى بيونس آيريس عن فنزويلا وكل الدول القريبة منها.

ويوضح المعلّق، أنّ ما يعزّز فرص تحسين العلاقات بين إسرائيل والعهد الجديد في الأرجنتين، حقيقة أن الجالية اليهودية دعمت بشكل كبير انتخاب ماكري، ما دفعه وزوجته للتوجّه إلى كنيس في العاصمة لإضاءة الشموع في عيد "الأنوار" اليهودي.

وفي السياق، تعرب أوساط دبلوماسية إسرائيلية عن أملها في أن يفضي التحوُّل في الأرجنتين إلى تحولات أخرى مماثلة في دول أخرى في أميركا الجنوبية. وتنقل قناة التلفزة العاشرة الإسرائيلية، أخيراً، عن دبلوماسي إسرائيلي قوله، إنّ انتصار اليمين في الانتخابات التشريعية التي جرت في فنزويلا، يحمل مؤشراً "إيجابياً" على إمكانية حدوث تغيير إيجابي في علاقات إسرائيل مع القارة اللاتينية، التي تمتاز علاقاتها بتل أبيب بكثير من التوتر، متمنياً أن يتمكن اليمين من استعادة الحكم في دول أخرى في القارة.

اقرأ أيضاً: تحذيرات إسرائيلية من "نتائج عكسية" للإجراءات ضد الفلسطينيين

المساهمون